عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 31-08-2006, 09:12 PM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

ان الكيفية المتقنة والطريقة الواضحة التي صنع من خلالها ذلك القرار الحاسم بعد ذلك الموقف الغامض والتهكم الواضح من ملك الفرس والذي اقتبس من خلاله النعمان بن المنذر نيته على اذلال العرب واجبارهم على دفع الجزية له وبالتالي اهلاكهم والقضاء على رجالاتهم وابطالهم والتفرد بهم بجماعاته وعساكرة التي سوف ينشرها حال هجومه عليهم نتيجة القوة العسكرية التي كانت مهيمنة ذلك الوقت من الزمن لتدل على سياسة حصيفة ومنهجا قويما في كيفية اتخاذ القرار المناسب في احلك الظروف واقسى المواقف ..

لقد جمع النعمان بن المنذر في تلك الاثناء اولي الراي والحكمة والمشهود لهم بالافضلية الى جانبه واخبرهم بما اتضح لديه وجال بخاطره حتى مابانت لهم الفكرة وعرفوا مايدور حولهم من امور اثنوا على فعل النعمان وردوا الامر اليه وامتثلوا لامره واتبعوا سياسته ..

ان تلك الشورى الهادفة والاراء الواضحة والبطانة الناصحة لتتمثل في قوله تعالى ( وشاورهم في الامر ) ..
فانك اذا بينت لهم الامور وحقيقاتها وجوانبها المختلفة وايدوك بذلك فتوكل على الله فانهم سيساندوك ويؤازروك بصدق واخلاص وواقعية ..

ولكن ماهية الشورى في الاسلام وكيفة اختيار المستشارين .. ان في اختيار النعمان لتلك الاسماء من العرب ليدل على انموذجا مناسبا ومنهجا وطريقة مثلى في اختيارهم وتقريبهم ممن يتولى امرهم وغيرهم من المسلمين ..

ولعل في قوله صلى الله عليه وسلم عند اقامة الصلاة وقبل تكبيرة الاحرام لمن خلفة من المصلين ( ليلني اولي الاحلام والنهى ) .. لتقريب اكثر الى مبدأ التفاضل بين المشاورين واخيار الافضل والانسب منهم ..

وهذا المبدأ ليختلف عن المبدأ الديمقراطي والذي يساوي الرجل المتمكن والفاعل في مجتمعه بالرجل البسيط الغير مهتم الا بطبيعة معيشته وحياته اليومية ..

ثم انه لمن الواضح في تلك الوفود التفاخر فيمن خلفهم من الرجال ومدحهم والثناء عليهم واتفاقهم في ذلك كمساند لهم ومساعد وطالب ثأر لهم يرهبون به ندهم والمستهين بهم ملك الروم وهو بينهم ..
وذلك على خلاف الوضع الحالي في البلاد العربية المختلفة والتي تقتل فيه خيرة ابنائها واشد ابطالها وتفني شبابها .. لمنطق قد يكون به في غير القتل لهم متسع الزمن وممتهل في عمر الشقاء لابنائهم من اليتم .. فقد يكونون مصدر قوتهم وارهاب اعدائهم المعترفون حقيقة ومعنى بالرهبة منهم وبتخوفهم الشديد ايضا ..
ليسارع المبادرون باعمالهم الى ابادات جماعية وقذائف عشوائية في مساكن ابنائهم الموفون لهم الملهمون الدعاء لقادتهم الناصحون لولاتهم ..
والله يقول ( ولاتقتلوا اولادكم ) .. اليس القائد والوالى والدا لابناء شعبه ..
فقربوا اليهم بعد ذلك من كان الى عدم البر بهم اقرب مع انعدام جانب الوفاء عنده الى مجتمعه ..
ولسان حاله يقول .. ( انما اوتيته على علم عندي ) ..
فلم يكن من الناصحين حقا للقائد اوالوالي ولا للمجتمع من حوله .. اذن فهو عدو لنفسه بجهله انه مؤتمن على حقوق غيره .. وقد تحمل الايمان البالغة في سبيل النصح والاخلاص عند توليه عمله .. فلم يكتف بايثار مصالحه فحسب بل عطل مصالح غيره والله يقول ( ولاتزروا وازرة وزر اخرى ) ..
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على سفرة من طعام (وهي الطعام المجموع الى بعضه) فادخل يده فيها فنالت اصابعه بللا فقال ماهذا ياصاحب الطعام قال اصابته السماء يارسول الله قال افلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس من غش فليس مني ..
وفي المثل احشفا وسو كيلا ..

فمن باب اولى ان غش وخداع الانسانية اشد حيث ن الانسان يجب ان يكون دائما مؤمنا ومقتنعا بعمله وقوله والا فليدع ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين 9
__________________
]