عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 01-09-2006, 12:00 AM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

ان السياسات الاسلامية والجوانب الداعمة لها تبنى على رابط متين وقاعدة صلبة وحكمة الهية ثابته لاتغيرها السنين ولاتمحوا اثرها المفاعلات ولايحل مكانها غيرها ابد الدهر مادامت السموات والارض .. تنافي جميع المدارس المختلفة والتي نادى بها الغرب وعمل بها ساستهم وتعاقبت بهم اخطارها واتضحت معالم فشلها ونقصها للعالم من حولهم ..

ان جميع المدارس القائمة والمندثرة لم تقوم اساسا الا على الحقد والمؤامرة والتناقض والمعارضة على ماهو قائم وماليس في صالحهم .. فقامت الماركسية الاشتراكية الشيوعية تدعوا الى الوحدة والمساواة الزائفة على يد اليهودي كارل ماركس نتيجة التطرف العقدي والتدين الصهيوني .. الى جانب نظرية ميكافيلي والقائمة على ان الغاية تبرر الوسيلة والتي تبيح للحاكم الدفاع عن ملكة واتخاذ مايلزم لذلك وعدم ارتباط تدميره للمعارضين له بالسياسة والوصول الى هدفه باي طريقة مشروعة او غير مشروعة ..

بينما السياسة الاسلامية تقوم على اساس متين وعقيدة راسخة وثبات متزن يتمثل في قوله تعالى ( ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) ..

( والذين آمنوا اشد حبا لله ).. ان تلك المحبة هي الاساس في المجتمع الاسلامي ان الايثار والتراض والتعاون والالفة والتضحية لاسمى معان في قلب الكيان الاسلامي والمجتمع المتحاب المطمئن الواثق من ابناءة وولاته ليعمر الارض ويكون قوة في بنيانه ضد اعداءه ..

( ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ) .. وفي احدى الغزوات عندما كان هناك ثلاثة جرحى كلهم يأبى شرب قطرة الماء قبل صاحبه فمازالوا يتدافعونها حتى استشهدوا جميعا لاكبر مثال على الصدق والاخاء والمحبة ..

وفي قول عمرو بن العاص حال وفاته .. و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى في عيني منه , و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له , و لو قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه , لأني لم أكن أملأ عيني منه ..

ان المحبة هي اساس القبول .. وان العمل المحبب الى النفس المطاع به المحبوب ليجد في النفس لذة وفي الروح متعة وفي البدن نشاط ..

فيقوم العمل على اساس الاخلاص والوفاء والامانة في جميع شئون الحياة المختلفة لوجود الدافع وتحقق القصد والمامول فتكون المتعة والارتياح في نفوس المتحابين والمتآلفين من مصدرين للاوامر ومستقبلين ومن حكام ومحكومين أمارا ومأمورين ..

فتنشأ بين افراد ذلك المجتمع النفس اللوامة لتنتج بذلك رقابة ذاتية .. فلا الزوج يتتبع الاخطاء ولا المدرس يشكك في الابناء ولاالقاضي يحكم بالاهواء ..

فمن باب اولى بعد ذلك .. تفرغ الحاكم الى منافسة الدول العظمى واجتياحه الميدان بتلك الفئة المتحابة التي ازالت عن كاهلة عبء الاصلاح الداخلي الذي تم اصلاحه بتلك المحبة وهذه المودة والرحمة وازالت من القلوب الضغائن ومن الافكار التعارض مع الهدف الاسمى والفكر البناء وصقلت لذلك المجتمع تلك المعادن .. والتي اساسا لم تقم الا بقيام القائد بها وتمثله امام شعبه بمدلولاتها واصراره عليها ...( لقد جائكم رسول من انفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رئوف رحيم ).. ولو كان غير ذلك لم يكونوا كذلك .. ( ولو كنت فضا غليظ الفلب لانفضوا من حولك ) ..
فكانوا من بعده محسنين ... ( هل جزاء الاحسان الا الاحسان )
اذ عبدوا الله بالاحسان والمحبة والتقيد والاتقان والامانة كانهم يرونه لما علموا وتيقنوا انه يراهم سبحانه وتعالى ..

ونورد لصدق محبتكم هذه القصة المعبرة والحكمة المؤثرة والعقيدة الناصحة الصالحة ..
حيث جرت مسألة تكلم بها الشيوخ وكبار العلماء في احد ايام الحج بمكة .. وكان الجنيد أصغرهم سناً فقالوا .. هات ما عندك ياعراقي ..؟
فأطرق رأسه ودمعت عيناه ثم قال .. عبد ذاهب عن نفسه .. متصل بذكر ربه .. قائم بأداء حقوقه .. نظر إليه بقلبه .. أحرقت قلبه أنوار هيبته .. وصفا شربه من كأس وده .. وانكشف له الجبار من أستار غيبه .. فإن تكلم فبالله .. وإن نطق فعن الله .. وإن تحرك فبأمر الله .. وإن سكن فمع الله .. فهو بالله ولله ومع الله .. فبكى الشيوخ وقالوا.. ما على هذا مزيد ...
__________________
]