عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 05-06-2002, 11:48 AM
عساس العساس عساس العساس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 245
Thumbs up التتمة:

وإن صح ما ينقل عن هؤلاء المنظرين فالفكرة كانت أن تكون الضربة التالية في قلب أمريكا بل في أهم رموزها التي تمثل قوتها السياسية والاقتصادية والعسكرية حتى تحقق فعلا ضرب الهيبة وتحطيم الكبرياء. ووقع الاختيار على الرمز العسكري وهو البنتاجون والرمز الاقتصادي وهو مركز التجارة العالمية والرمز السياسي وهو الكونجرس ويقال البيت الأبيض. وتقرر أن تكون الوسيلة طريقة تعتمد على الذكاء والاتقان في الأداء لا على الإمكانيات المادية. بمعنى أن تعتمد على قدرات بشرية في الشجاعة ورباطة الجأش والانضباط والإقدام والاتقان لا على سلاح ولا أجهزة متطورة أو ماشابهها لأن أي وسيلة تدخل فيها أجهزة أو معدات يسهل كشفها. وكانت الفكرة أن الإدارة الأمريكية ستصاب بحالة من الصدمة والرعب بعد الحادث كونها لم تستعد له ولم تكتشف أي شيء منه وكونه في قلب أمريكا وضرب لصروحها العظيمة. بعد هذه الصدمة والرعب ستعود متلازمة الكاوبوي وسيتغلب رد الفعل بالانتقام والرد العسكري على التفكير والتخطيط ويتغلب القرار المعتمد على الغضب على فهم الحدث ووضعه في إطاره ومن ثم يضطر الأمريكان لرد هائل يحقق تطلعات من نظّر لهذه العملية. وفعلا ضربت هذه الرموز واهتزت أمريكا وهيبة أمريكا واختبأ الرئيس وعاشت الحكومة الأمريكية رعبا وتشتتا برهة من الزمن قبل أن تستعيد أنفاسها وتقرر الانتقام. كانت حملة الانتقام الأمريكي لاستعادة الهيبة أكثر مما خطط له من قبل منظروا المشروع، فقد تبرع الرئيس بوش بخطابات وتصرفات وقرارات أكدت لكل مسلم أن بن لادن خصم خطير جدا كون أمريكا لم تتمكن أن تقف أمامه وحدها فاستغاثت بالعالم كله لنجدتها. كماأكدت تلك التصريحات والتصرفات والقرارات بما لا يدع مجالا للشك للعقل والإدراك المسلم أن هذه الحملة ليست ضد الإرهاب بل هي ضد الإسلام والمسلمين.

لكن الأمريكان يؤكدون مرة أخرى أنهم فعلا يعانون من متلازمة الكاوبوي حيث لم يسعفهم تفكيرهم أن المنطق البسيط يدل على أن الذي نظّر لهذا المشروع لاستدراجهم وتشغيلهم لصالح برنامجه ونفذ هذه العملية باتقان يكون قطعا قد أعد لمرحلة تالية تناسب ردود الفعل الأمريكية. وينقل عن منظري مشروع بن لادن أن الأمريكان لا زالوا لحد الآن يتصرفون تحت ضغط المطالبة بالانتقام لإرضاء الرأي العام على طريقة الكاوبوي ويريدون أن ينهو المهمة بأسرع ما يمكن بينما يواجههم بن لادن بنفسية باردة واسترخاء ينتظرهم أن يغوصوا لأعماقهم في الحملة التي شنوها وينكشف العالم كله معهم بما فيه حكام العرب ثم يفاجئهم بالخطوات التالية.

ومع أن الماضي والمنطق أثبت صحة هذا الكلام لكن لا ندري إن كان بن لادن قد حسب الخطوات التالية بدقة هذه المرة وهل كان قسمه الذي أقسم به بعد بداية الحرب دليلا على شيء من ذلك؟ غير أن المحيطين بابن لادن يقولون إنه حتى لو لم يحصل شيء الآن وحتى لو قضي على بن لادن والقاعدة والطالبان فإن المشروع قد حقق نجاحا كبيرا بمقاييسهم كون الذي حصل هو نقلة تاريخية للأمة من اللامبالاة إلى الجدية ومن عدم الانتماء إلى الهوية الإسلامية القوية ومن تعظيم أمريكا إلى القناعة بأنها بلد مكشوف نجح بضعة عشر شابا يافعا بتحطيم رموزه الكبرى مستخدمين مقصات الأظافر. ويضيف هؤلاء أنه مع هذه البيئة الجديدة فلن تكون الأمة بحاجة لابن لادن لأن أي شخص لديه القدرات القيادية المناسبة سيجد أن تجنيد الناس أسهل بكثير من السابق بعد هذه التغييرات النفسية الهائلة في المجتمعات العربية والإسلامية.
وعودا على بدء نرجو أن في هذا الكلام فائدة لمن يعانون من متلازمة الهزيمة الحضارية ويشعرون بأن المسلم والعربي بالذات عاجز بالضرورة عن تنفيذ عمل معقد متقن مثل هذا. ويفترض أن هذا العرض اثبت أن ما استعظمه هؤلاء من عملية معقدة ومتقنة ليس إلا حلقة من استراتيجية طويلة وعميقة في نظرنا هي أصعب على العقل من مجرد التخطيط لعملية من جنس عملية 11 سبتمبر.



نايف وعقدة بن لادن:

في تصريحات للأمير نايف قبل أيام قال عن بن لادن أنه ليس زعيم تنظيم القاعدة وأنه حتى لو لم يكن موجودا لحصلت حوادث 11 سبتمبر. ثم بعد ذلك كان الأمير نايف أكثر تحديدا في قوله أن بن لادن ليس ذكيا بدرجة تسمح له بالتخطيط لعمليات الحادي عشر من سبتمبر. وقد تبدو تعليقات الأمير نايف للشخص العادي مجرد تعليقات خبير أمني بسبب ما لديه من معلومات كونه رجل أمن قديم لكن الحقيقة غير ذلك تماما. الإشكالية التي يعاني منها الأمير نايف ويعجز أن يتخلص منها هي عدم قدرته أن يرى شخصا محسوبا على المملكة من غير آل سعود يكون له مثل هذا الشأن ولذلك يسعى للتقليل من شأنه بقدر ما يستطيع. ومن سوء حظ الأمير نايف أن تحدث مباشرة قبل ظهور الشريط الذي يثبت علاقة بن لادن بالأحداث وكونه في قلب الحدث بل وكونه مرتبط ارتباطا عضويا عميقا بالمملكة. لكن الأمير نايف ناقض نفسه حين زعم في الماضي أنه لا يجيب عن أسئلة حول بن لادن لأنه غير سعودي فكيف يجيب الآن؟

صم بكم لما يجري في فلسطين:

بعد التصريحات الخطابية الرنانة التي صدرت من المملكة أول أيام الانتفاضة تمر فلسطين هذه الأيام بأوقات عصيبة لا يجادل أحد بأنها من أشد ما يمر على فلسطين منذ زمن طويل ومع ذلك لم يصدر عن المملكة شيء حول هذا الموضوع. بالطبع لا يكلف التصريح الخطابي الرنان حكام بلدنا شيئا فلماذا لم يلجأوا إليه كما فعلوا في الماضي؟ السبب واضح وبسيط وهو الرعب من أمريكا التي تريد من كل الحكومات العربية أن تثبت أنها معها وإلا ستلاقي مصيرا أسودا. ولا تزال الحكومة الأمريكية تعتبر الحكومة السعودية مقصرة في كثير من طلباتها رغم أن الحكومة السعودية نفذت كثيرا من هذه المطالب. ويحاول آل سعود تعويض أمريكا في تقصيرهم داخل المملكة من خلال التعاون في السكوت عما يجري في فلسطين.

بوش يسب فهد:

قال الرئيس بوش طبقا لأحد الجرائد اليهودية إنه لا يعترف بالملك فهد كونه حاكم غير منتخب وذلك حين قارنه بالحكومة الاسرائيلية التي تعتبر الحكومة الديموقراطية الوحيدة في المنطقة. وصدر عن الرئيس بوش هذا التصريح وغيره من كلام سيء بحق آل سعود في اجتماع مع اليهود الداعمين للحزب الجمهوري. ومع أن الإدارة الأمريكية نفت هذا الكلام الذي لم يسجل ولم يصور ألا أنه صدر عن الرئيس بوش فعلا فيما يبدو. والرئيس بوش لا يستغرب عليه صدور مثل هذا الكلام كما لا يستغرب على حكامنا أن يتلقوا مثل هذا الكلام ومع ذلك يعظموا أمريكا ويقدسونها. والحقيقة أن علاقة أمريكا مع المملكة ومع إسرائيل تثير العجب فالمملكة تقدم لأمريكا كل ما تريد من نفط رخيص وتشتري منها السلاح القليل الفاسد بالمال الكثير وتسمح لها بإبقاء قواتها في المنطقة وتنفذ برامجها في احتواء الإسلام في العالم ومع ذلك تنظر لها أمريكا نظرة المقصر في خدمة أمريكا. في المقابل تقوم أمريكا بخدمة إسرائيل وتقدم لها سنويا مليارات الدولارات وتعطيها السلاح بالمجان وتتعهد بدعم معنوي وأمني وسياسي صارم ولا تفتأ تكرر اعتذارها من التقصير في حقها. ترى ألم يكن هذا بحد ذاته-دع عنك الشعور بعزة الإسلام والوطنية- دافعا لحكامنا لإعادة النظر في العبودية لأمريكا.

لم تنفعها الحصانة:

انتشر خبر الأميرة بنية بنت سعود بن عبد العزيز التي اعتقلت في أمريكا بتهمة تعذيب خادمتها. وفي تعليق للسفارة السعودية في أمريكا على الحادث قالت أن الأميرة تتمتع بالحصانة. وقد رد الأمريكان ردا خطيرا حين قالوا إن الحصانة لا يتمتع بها إلا من له صفة عمل دبلوماسي حقيقي مبرر في السفارة. ولعل فعل الأمريكان ينبهنا لسياسة آل سعود المعروفة وهي اعتبار آل سعود أن الدولة كلها ملك لهم ولذلك أصبح كل من ينتمي لآل سعود بالضرورة هو الدولة وتصبح الصفة الدبلوماسية مسألة تحصيل حاصل.

===============
انتهى النص.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نقلهُ راجي عفو ربهِ.
أخوكم المُحب في الله تعالى / أبو محمد ؛ عساس بن عبد الله العساس.
__________________
" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. " ؛ " يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيه. "