أميركا تطلب من دفاع صدام
تسلم متعلقاته تمهيدا لإعدامه
أكد رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أن الجانب الأميركي طلب من محاميه استلام "الأغراض الشخصية" المتعلقة بصدام وأخيه غير الشقيق برزان التكريتي أو تخويل أي شخص باستلامها.
وقال خليل الدليمي إن هناك جوانب أمنية للموضوع، وسيتم الاتفاق مع الجانب الأميركي على كيفية وتوقيت استلام تلك الأغراض والمتعلقات.
ونفى الدليمي الأنباء التي تحدثت عن تسليم صدام حسين من قبل القوات الأميركية للحكومة العراقية، وأشار إلى أن الجانب الأميركي أخبره بأنهم سيعلمونه في حال تسليم صدام للسلطات العراقية، واستدرك قائلا "لكن لا شيء مستبعد".
من جانبها نفت وزارة العدل العراقية تسلمها صدام حسين من قبل الجيش الأميركي، وقالت إن صدام لن يعدم قبل الـ26 من الشهر المقبل.
يذكر أن قانون العقوبات يمنع تنفيذ حكم الإعدام خلال أعياد دينية، وعمليا فإن البلاد تشهد عيد الأضحى الذي يستمر الأسبوع القادم.
وقد زادت التكهنات بشأن موعد تنفيذ حكم الإعدام بحق صدام حسين منذ مساء أمس عندما أصدرت دائرة التمييز في المحكمة الجنائية العراقية العليا حيثيات حكمها بالتصديق على إعدام الرئيس صدام حسين شنقا لارتكابه "جرائم ضد القانون الإنساني الدولي" في ما يعرف بقضية الدجيل.
ووفقا للقانون العراقي يتعين تنفيذ أحكام دائرة التمييز في المحكمة الجنائية العراقية خلال 30 يوما من صدورها وبعد تصديق رئاسة الجمهورية عليها.
وقال مصدر مقرب من الرئيس الأميركي جورج بوش إن إعدام صدام سينفذ خلال الأيام القليلة القادمة بدءا من غد السبت.
إجراءات أمنية :
وفيما يتعلق بالإجراءات الأمنية التي ستتخذها السلطات العراقية في اليوم المحدد لإعدام صدام حسين قال مدير مركز قيادة الشرطة الوطنية في وزارة الداخلية العميد عبد الكريم خلف إن الوزارة ستتخذ سلسلة من الإجراءات تتناسب مع الحدث، من خلال إنزال قوات أمنية تضمن عدم "تعرض شعبنا لاعتداءات".
وأشار إلى أن الإجراءات ستتخذ في عدد من المحافظات فقط، لكنه أكد أن مسألة فرض حظر للتجوال ستبقى مرهونة لتقدير القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي.
وصية صدام :
وفي إشارة على قرب تنفيذ حكم الإعدام استقبل صدام حسين في زنزانته أمس وللمرة الأولى أخويه غير الشقيقين سبعاوي ووطبان المحتجزين أيضا في سجن أميركي.
وأبلغ صدام أخويه بأنه سعيد بأنه سيلاقي حتفه على يد أعدائه وسيكون شهيدا، بدلا من أن يمضي أيامه بالسجن، كما سلم أخويه رسالة لعائلته، وجرى اللقاء بناء على طلبه وتحت حراسة أمنية مشددة.
ردود فعل دولية :
على الصعيد الدولي توالت ردود الفعل المنددة بتنفيذ حكم الإعدام، والداعية السلطات العراقية للتروي، مشيرة إلى دلالات تؤكد عدم عدالة المحكمة التي واجهها صدام.
وشددت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان لوي أريور على أن العراق والمجتمع الدولي لهما مصلحة في التأكد من أن حكم الإعدام لا ينفذ إلا بعد محاكمة واستئناف يعتبران جديرين بالثقة ونزيهين.
وعبر المقرر الخاص باستقلالية القضاء في الأمم المتحدة ليوناردو ديسبوي عن معارضته لهذا الحكم. وقال إن القرار الصادر عن المحكمة العراقية العليا "لا يبدو أنه خال من ثغرات شابت المحاكمة نفسها".
وبدوره رأي رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي أن إعدام صدام لن يقدم خدمة لسلام العراق "إذا نظر له من الوجهة السياسية".
ودان مستشار البابا للشؤون القضائية الكاردينال ريناتو مارتيون الحكم بإعدام صدام، مؤكدا أنه يتعارض مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية.
فيما شدد الدليمي على أن صدام أسير حرب، "وبالتالي لا يجوز تسليمه لخصومه أو محاكمته".
المصدر