عرض مشاركة مفردة
  #97  
قديم 28-10-2005, 04:21 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي


ونحن نساعده في تحديد ذلك:
أما المسؤول عن ذلك: فهم الحكام الخونة والعملاء الفاسدين .. الذين لا يهمهم من شؤون الحكم والملك إلا مصالحهم الخاصة .. وسلامة عروشهم .. ومكاسبهم .. ولو ماتت شعوبهم جوعاً وفقراً!
هم الحكام الذين ولوا وجوههم نحو الشرق أو الغرب .. بعد أن كفروا بشرع الله وحكمه!
هم اللصوص من المسؤولين الذين لا يُسألون عما يفعلون .. من ذوي الجيوب المخرومة .. والبطون المنتفخة بالحرام .. والتي لا تشبع .. ولا يُملئها إلا التراب!
أما الأسباب المؤدية إلى هذا البطالة والتخلف الاقتصادي: إضافة إلى ما تقدم ذكره عن المسؤول .. هي ظاهرة تفشي الربا .. والعمل به .. والتقنين له .. على مستوى الأمة كلها، والله تعالى يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}البقرة:278-279.
هو تنحية شرع الله تعالى عن ميادين الحكم .. واستبدالها بالقوانين الوضعية التافهة .. القوانين الجاهلية، والله تعالى:{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}المائدة:50. فنتج عن ذلك هذا التخلف المشار إليه!
لا يُمكن أن تستقيم الحياة .. أو نصنع الحياة التي نحلم بها وندعو إليها .. مع تغييب شرع الله عن ميادين الحكم والتوجيه .. واستبدالها بالذي هو أدى؛ بالقوانين الوضعية؛ صنيعة البشر التي ينتابها الضعف والنقص والجهل من كل حدَب وصوب!
أما الدواء فهو يكمن بإزالة أسباب الداء المؤدية إليه والمشار إليها أعلاه .. والإتيان بضدها .. ولا أحسب عمرو خالد يجرؤ على التصريح بذلك لأنه مكبل بقيود وسلاسل الخوف .. وقيود وسلاسل حب الظهور عبر الشاشات الصغيرة .. يحتاج إلى من يحرره منها!

7

هذا الذي يطرحه عمرو خالد .. وورشات العمل التي يشجع على العمل بها .. ويُتابع نتائجها بحماس عبر حلقات برنامجه أولاً بأول .. لا تعدوا كونها مسكنات .. تُسكت وخذ الضمير وعتابه المتلاحق .. لواقع مستعصٍ مريض مرير ومستحكم في المرض .. لا علاج له سوى الاستئصال ومن جذوره، وملاحقة أسبابه البعيدة والقريبة .. وليس مجرد ردم الحفر في الطرقات .. أو جمع أكياس من الثياب المستعملة!
ما الذي حصل .. ؟!
هذا الشاب الذي فهم الإيجابية بردم حفرة في الطريق .. أو جمع كيس من الثياب المستعملة أو نحو ذلك من الأعمال التي كان عمرو خالد يكثر من الدندنة حولها .. ثم هو قام بأي عمل من تلك الأعمال .. تراه استراح من وخذ الضمير .. ومن ملاحقة الشعور بالتقصير عما يجب عليه القيام به نحو أمته .. فهو بعد اليوم لا يمكن أن يوصف بالسلبية أو التقصير، أو عدم الإيجابية؛ لأنه فعل هذا الذي أشار إليه عمرو خالد ..؟!
وأنا هنا لا أبخس من فضل ردم الحفر .. أو جمع الثياب المستعملة من أجل الفقراء .. لا .. وإنما أريد أن أقول للشباب المسلم: مهمتك لا تنتهي عند ردم الحفر .. وجمع الثياب المستعملة .. فحذار ثم حذار أن تتوقف الهمم عند هذا الحد .. أو يتوقف وخذ الضمير ومحاسبة النفس عند القيام بأي عمل من تلك الأعمال .. فالأمة مصابة بجرح عميق وكبير .. وهي بحاجة منك إلى بذل الكثير الكثير ليلتئم جرحها!
الأمة عطشى .. وهي منذ زمنٍ ـ ليس بالقليل ـ تستغيث ولا مُغيث .. ولا يرويها إلا دم أبنائها الطهور .. عسى أن تطهر مما علق بها من رجس الطواغيت الظالمين!
إن رضيت نفسك منك أي شيء دون الشهادة في سبيل الله .. فاعلم أنها ضَعف في الهمة .. وزَلَّة نفسٍ .. وضحكة من ضحكات إبليس قد ضحكها عليك ..!

8

تعمد صاحب البرنامج عدم ذكر السبيل الشرعي الذي به تُصنع الحياة .. والذي دلت عليه عشرات النصوص الشرعية .. ألا وهو الجهاد في سبيل الله!
فالأستاذ لم يتطرق لذكر الجهاد في سبيل الله في جميع حلقات برنامجه .. مع علمه المسبق أن لا عزة .. ولا وجود .. ولا حياة للأمة من دون الجهاد في سبيل الله.
قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}الأنفال:24. قال المفسرون: أي إذا دعاكم للجهاد في سبيل الله الذي فيه حياتكم وعزكم، وبه تُصان حرماتكم.
وقال تعالى:{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}البقرة:179.
وقال تعالى:{إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}التوبة:39. والعذاب المراد هنا هو عذاب الدنيا والآخرة، والسؤال: أي حياة ننشدها مع ترقبنا لنزول عذاب الله ونقمته وسخطه بنا ..؟!
وفي الحديث فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:" من لم يغز، أو يجهز غازياً، أو يخلف غازياً في أهله بخير، اصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة "[2].
وقال -صلى الله عليه وسلم- :" ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب "[3]. فأي حياة ينشدها عمرو خالد للأمة مع هذا العذاب الذي يتهدد الله به المتخلفين عن الجهاد ..؟!
وقال -صلى الله عليه وسلم- :" إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم "[4]. أي حتى ترجعوا إلى جهادكم .. وتتحرروا من معوقات الجهاد في سبيل الله الوارد ذكرها في الحديث ..!
وقال -صلى الله عليه وسلم- :" يوشك الأمم أن تداعى عليكم ـ أي تجتمع وتتكالب ـ كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذٍ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفنَّ في قلوبكم الوهن. فقال: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت "[5]. أي كراهية الموت في سبيل الله في ساحات الإقدام والجهاد!
وغيرها كثير من النصوص الشرعية الدالة على أن لا عزة ولا حياة ولا وجود للأمة من دون الجهاد في سبيل الله .. وأيما خيار غير خيار الجهاد .. أو يتغاير مع خيار الجهاد؛ فهذا يعني مزيداً من الذل، والعذاب، والضياع، والهوان في أعين الأعداء!
فإن قيل علام تعمَّد الأستاذ إخفاء هذه الحقيقة الشرعية الساطعة .. رغم أنه ظل يعد لموضوع برنامجه أشهراً .. ولم يدع شيئاً ذا صلة بموضوعه ـ حتى في كتب غير المسلمين ـ إلا واطلع عليه .. كما ذكر ذلك عن نفسه؟!
أقول: الجواب تعرفه في النقطة التالية:

9

وهي أن عمرو خالد يطرح نفسه .. وبرنامجه المذكور كخيار بديل عن طرح الجهاد والمجاهدين .. وهو يريد أن يقول وبكل وضوح: تُصنع الحياة المُثلى والمطلوبة على طريقتي هذه التي أبينها لكم .. وليست على طريقة الجهاد والمجاهدين .. وما يرتكبونه من أعمال .. فمن كان متشوقاً للعمل من أجل حياة أفضل .. فبرنامجي " صناع الحياة "، هو البرنامج الأفضل، وطريقته هي الطريقة المثلى .. وهذا أخطر ما يرمي له عمرو خالد من برنامجه!
لذا كان طيلة حلقات البرنامج متحرجاً أشد الحرج من أن يبين أن مما تُصنع به الحياة الجهاد في سبيل الله .. وأن صانع الحياة أو من صانعيها المجاهد في سبيل الله!!
فإن قيل: كيف تحكم على قصد الرجل وأنه يرمي لهذا المعنى .. وهو لم يُصرح به لفظاً وصراحة ؟!
أقول: هذا المعنى وإن لم يُصرح به لفظاً إلا أنه دلت عليه قرائن عدة:
منها: أنه لم يقترب طيلة عدد حلقات البرنامج من ذكر دور الجهاد والمجاهدين في صناعة الحياة، رغم تعلق موضوع الجهاد والمجاهدين بمادة برنامجه تعلقاً مباشراً.
ومنها: أنه لم يقترب من ذكر طواغيت الحكم وأنظمتهم الفاسدة بسوء .. فهو يدعو المسلمين لصناعة حياتهم المثلى .. ولكن في ظل حكم هؤلاء الطواغيت .. وظل أنظمتهم العميلة الفاسدة .. لذا لقي البرنامج وصاحبه منهم كل رعاية وعناية .. وصنعوا له من الدعاية ما لم يُصنع لغيره!
ومنها: أنه في كثير من المواضع والمواقف يصف الجهاد والمجاهدين بالعنف والإرهاب والإرهابيين للتنفير منهم .. يتبع في ذلك أسلوب ومصطلحات أعداء الإسلام والمسلمين!
ومنها: أن شاباً حائراً بين رغبته في التطوع للجهاد وبين موقف والديه الرافض تماماً لذلك .. هل يذهب للجهاد .. ولو ذهب هل هو مخطئ أم على صواب .. يسأل هذا السؤال لعمرو خالد كما هو منشور في موقعه؟
فجاء ملخص جواب عمرو خالد له بأنه لا يجوز أن يذهب .. ولا أن يخسر حياته في معركة خاسرة .. وأنه إذا أراد أن يجاهد فعليه أن يجاهد من أجل الحياة .. وأن يكون متفوقاً وناجحاً في عمله ودراسته .. كما ونصحه بأن ينتظر برنامجه " صناع الحياة " حيث سيجد في البرنامج إجابة شافية عما سأل عنه .. وعما يجب عليه القيام به .. والسؤال والإجابة منشوران في موقعه على الإنترنت يمكن لمن شاء مراجعتهما!!
إذاً برنامجه " صناع الحياة " ما هو إلا إجابة .. لمن يسأل عن الطريق والسبيل .. وهو بديل آخر لمن يريد أن يقوم بواجب الجهاد في سبيل الله .. فمن أراد أن يُجاهد فعليه أن يُجاهد على طريقة عمرو خالد .. وعلى طريقة برنامجه " صناع الحياة " .. وهذه النية من عمرو خالد مبيتة قبل عرض ونشر برنامجه المذكور!!
ومنها: أن مما يؤكد هذا المعنى هو ما نشرته القناة العربية في موقعها على الإنترنت تحت عنوان " لندن تحارب التطرف بعمرو خالد "، ونقلت عن تقارير محلية كيف يُعد الرجل لهذه المهمة ومعه ثلاثة ممن هم على طريقته ومنهجه وأسلوبه ..!!
ولا يخفى اللبيب أن التطرف الذي يعنونه .. ويريدون أن يواجهوه هو كل إسلام لا يرضونه ولا يريدونه .. وهذه المهمة ليس لها إلا الفارس المقدام عمرو خالد .. فتأمل!!
ومما جاء في التقرير قولهم:" أن المظهر الأنيق لعمرو خالد؛ الذي يرتدي بذلة وربطة عنق، ولا يظهر كما هم الأئمة والدعاة الإسلاميون عادة حيث يرتدون جلابيب، بالإضافة إلى أن عمرو خالد يبدو حليق الذقن، يمكن أن يُعزز إسلاماً منفتحاً يواجه المد المتطرف .. والتمدد الأصولي "ا- هـ.
هذه هي مهمته التي يعدونه لها .. والتي عزم لها ورضيها منذ زمن .. ولا نشكوه إلا لله!

10

استدلاله بأعلام زنادقة وملحدين وإظهاره لهم على أنهم من علماء المسلمين، كاستدلاله بابن سينا وإطرائه له .. وهذا فيه تضليل لعامة الناس حول حقيقة هؤلاء الملحدين!
قال ابن تيمية في كتابه منهاج النبوة 3/287-482: ومن دخل في أهل الملل منهم كالمنتسبين إلى الإسلام؛ كالفارابي وابن سينا ونحوهما من الملحدين ..!
ومن بقايا هؤلاء الملاحدة الذين كانوا بخراسان والشام وغيرهما، وكان بيت أهل ابن سينا من المستجيبين لدعوتهم زمن الحاكم ..ا- هـ.
لذا فابن سينا يُعد من كبار أئمة الدروز .. وليس من أئمة وعلماء الإسلام!


يتبــــــــــع...
__________________