[أسير الدليل]

السفير الأمريكي يحتفل بمولد السيد البدوي


القاهرة - “الخليج”:

تخلى السفير الأمريكي الجديد بالقاهرة ريتشارد دوني عن حراسته، وسيارته الدبلوماسية وانطلق ليلة أمس الأول للمشاركة في الاحتفال بالليلة الكبيرة لمولد “شيخ العرب”، السيد أحمد البدوي بمدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية.

وفوجئ آلاف من مريدي الشيخ الراحل ورواد المولد، بالسفير يتجول في الساحة المقابلة للمسجد الكبير في ملابس بسيطة وبصحبته ابنته وصديقها، والمهندس الشافعي الدكروري محافظ الغربية، والدكتور علي السمان عضو لجنة التنسيق الحضاري بين الأديان، قبل أن يصر السفير بعد دقائق على الجلوس وسط آلاف من أنصار الطرق الصوفية الذين نصبوا خيامهم حول المسجد الكبير، والاستماع والمشاركة في تلاوة بعض أناشيدهم وأورادهم.

وكان دوني قد أعلن في وقت سابق عن إعجابه الشديد بعالم التصوف الإسلامي، لافتا إلى ما تنطوي عليه الصوفية من تسامح، وما تجسده من قيم ومبادئ إسلامية رفيعة مثل الحق والخير والجمال.

ويعد مولد سيدي أحمد البدوي، من أكبر الموالد الشعبية في دلتا مصر، حيث يتدفق على مسجده الكبير الكائن في مدينة طنطا في تلك الفترة من كل عام، آلاف من العشاق والمريدين يمثلون مختلف فئات المجتمع المصري وطبقاته الاجتماعية، يقومون بذبح الذبائح لإطعام الفقراء والعابرين، وتنظيم حلقات الذكر داخل المسجد العتيق.

وينتمي السيد البدوي حسب ما تشير بعض المراجع التاريخية إلى أسرة علوية شريفة كانت تقطن مكة المكرمة، قبل أن تضطر إلى مغادرتها بعد أن استفحل النزاع بين العلويين والأمويين، وتقول الرواية إنه لما اقتحم الحجاج بن يوسف الثقفي الحجاز، ومكن للسيف من رقاب المنافسين لبني مروان والمتمردين عليهم، قام الشريف محمد الجواد بن حسن العسكري أحد أجداد السيد البدوي، فجمع بني عمه ومن يعز عليه من قومه، وهاجر بهم جميعا من مكة سنة 73 هجرية إلى بلاد إفريقيا، ناجيا من بطش الحجاج، وقد كان شأنه في ذلك شأن مئات الأسر العلوية التي هاجرت من الحجاز والشام والعراق، إلى بلاد إفريقيا ومصر وغيرها من الدول الأطراف، وإن انتهى الأمر بعائلة البدوي في المغرب.

وخلف السيد البدوي بين من خلفه عشرات من الدعاة الذين ساروا على نهجه في الزهد والتقشف، وكان على رأسهم تلميذه النجيب “عبد العال الفيشاوي”، وهو مصري ترجع أصوله إلى قرية قريبة من طنطا، كانت تدعى “فيشا منارة”، وقد اتصل عبد العال بالبدوي في أول قدومه إلى طنطا، وكان لا يزال وقتها فتى حديثا، ولم يكن على جانب من الفقه والعلم، لكنه كان ذكيا ففهم مراد السيد وأخلص لشيخه، وأخذ ينقل له ما يدور حوله، وبعد وفاة البدوي ظل “نظام الخلافة” الذي وضعه عبد العال الفيشاوي متبعا.

وينص نظام الخلافة على أنه من حق الخليفة أن يرث تراث البدوي، وهو لا يزيد على لثامين وبشت من الصوف وعلم أحمر، لكن من حق الخليفة أيضا أن يتقبل النذور والأموال الموقوفة والعطايا، كما أن له حق التصرف في أمرها، كما كان له السلطان المطلق على جميع أتباع الطريقة الأحمدية ودراويشها في سائر الأقطار.

http://www.alkhaleej.ae/articles/sho...cfm?val=216009



رابط مهم ذو صلة للشيخ أبي ريان :


الدعم الأمريكي للصوفية .. وبناء الأضرحة"