عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 23-12-2003, 03:55 PM
سلمان الشيخ سلمان الشيخ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
الإقامة: بلادُ العُرب
المشاركات: 834
إفتراضي السيستانيون


لم يرث السيد علي السيستاني مرجعية السيد أبي القاسم الخوئي وحسب وإنما ورث اتجاهه السياسي المحافظ أيضا, غير أن الصمت السياسي بحد ذاته يعد موقفا , وأقل ما يمكن اعتباره هو عدم تأييد أي طرف سياسي , وحتى سقوط صدام كان السيستاني مرجع الذين لا يرغبون في التدخل في السياسة ليس في العراق وحسب وإنما في كافة البلدان الإسلامية0

وتنبغي الإشارة هنا إلى أن أغلبية الشيعة المتنفذين في البلدان الإسلامية سواء كانوا رجال أعمال أو مسؤولين في السلطات هم يقلدون المرجع السيستاني , وغالبا ما تكون هناك علاقة حميمة بينهم وبين السلطات لأنهم يرفضون التدخل في الشؤون السياسية لحكوماتهم0

وأردت بقولي "حتى سقوط صدام" أن السيستاني ومن قبله الخوئي ربما اضطرا إلى عدم التدخل في الشؤون السياسية والاجتماعية نتيجة الكبت الذي مارسته حكومة صدام ضد كافة مكونات الشعب العراقي , ولكن بعد أن طوى العراق صفحة الحقبة المظلمة في تاريخه الحديث فليس من المستبعد أن يلعب السيستاني دورا سياسيا , خاصة إذا تشكلت حكومة ذات أغلبية شيعية 0
وقد ظهرت مؤشرات هذا الدور منذ الأيام الأولى لسقوط بغداد , وذلك حينما قرر السيستاني الاعتكاف في منزله وعدم استقبال أحد احتجاجا على الفوضى التي عمت المدن العراقية , غير أنه استثنى من احتجابه الزعيم الكردي مسعود البرزاني فاستقبله في منزله , وليس من المستبعد أن يكون الأميركيون حملوا البرزاني رسالة إلى السيستاني 0

كما ظهر مؤشر آخر على استعداد السيستاني للعب دور سياسي , وذلك عندما أصدر بيانا حول تدوين الدستور العراقي الجديد أكد فيه أن الأميركيين لا يصلحون لكتابة هذا الدستور 0
وتحدو الأميركيون رغبة جامحة في أن يلعب السيستاني دورا سياسيا محافظا أو إرشاديا في العراق , وذلك ليسدوا الطريق أمام بعض التنظيمات الشيعية المتشددة , وكذلك ليكونوا في مأمن من وجود معارضين أو منافسين أقوياء , إذ لا نبالغ إذا قلنا إن نحو نصف شيعة العراق يقلدون (يتبعون) السيستاني ، كما أنه سيحد النفوذ الإيراني في العراق الأمر الذي طالما رغبت واشنطن في تحقيقه 0

ويتبع

* * *
__________________