عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 16-09-2006, 10:30 PM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

( شهد الله انه لااله الا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لااله الاهو العزيز الحكيم ان الدين عند الله الأسلام ) ...
كان عليه الصلاة والسلام يقول بعد هذه الاية .. وأنا أشهد بما شهد الله به وأستودع الله هذه الشهاده وهى لى عنده وديعه .. وقال من شهد بها .. جىء به يوم القيامه .. فيقول الله لمن عنده من الملائكة .. عبدى هذا عهد الى عهدا وانا احق من اوفى بالعهد ادخلواعبدى الجنه...

فمن قرنه الله سبحانه وتعالى بشهادته وشهادة الملائكة لحري بمجتمعه اكرام منزلته وتقديرة واحترامه ..

ولعله ينال بشيبته شرفا آخر ومكانة اسمى .. بقوله عليه الصلاة والسلام .. ( ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا )..
واوجب على افراد مجتمعه كمال التأدب معهم في الحوار وحسن التخاطب والاحتراز من القول بهم او انتقاصهم ماكانوا ناصحين للامة مقيمين الاركان والحدود مرشدين ومبينين كل خير ومعروف .. ناهين عن المنكر ..
فيقول النبي عليه الصلاة والتسليم .. ( ثلاث لا يستخف بهم إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام، وذو العلم وإمام مقسط ) ..

وهذا موقف مشرق يصوره لنا التعامل الانساني الكريم الذي قام به امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. عندما مر بباب قوم وعليه سائل يسأل ويقول .. شيخ كبير ضرير البصر .. فضرب عضده من خلفه قائلا .. من أي أهل الكتب أنت؟ قال يهودي. قال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية، والحاجة، والسن.
فأخذ عمر بيده .. وذهب به إلى منزله واعطاه مايبين على اكرام منزلته فأرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه، والله ما أنصفناه إذا أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم
( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ).. وهذا من المساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه"...

لم يقاتل النبي صلى الله عليه وسلم المشركين معتديا ولا طامعا .. ولو علم ان المشركين سيدعونه واصحابه لما رفع سيفه ولما حرض المؤمنين على القتال وهم حال ضيق عيش وقلة حيلة ووهن وكرب وشدة يتالمون من تعذيب المشركين فيفرون بدينهم ويهجرون الاهل والمال والولد والنفس المستقرة ..
ينتزعون العروة الوثقى انتزاعا فلا يسلمونها لايدي الكافرين ويوثقون اقفالها ليغمدوها باجسام بالية منقضية في حياتهم مبتاعة منها النفوس بالجنة العالية مستنيرة ايامهم بمشكاة الرحمة والبرهان والنور ..
ان الفتنة التي حذر منها العالم المتصرف اللطيف الخبير بالقران الكريم وامر بقتال اولياء الشيطان وزناديق الابواق والمتشمطين بوقار شيبهم وحقار افئدتهم وانهزام حالهم وانعدامهم الحقيقي وتبلور ذلك بتوظيف ابناء شعبهم وافراد مجتمعهم لشغل انخراق عقائدهم وزفر خرفهم وتبديد شكوكهم حول بقاء حياتهم .. او الابتعاد عن ذلك قليلا .. بتسليط افرادهم وابناء شعبهم باهراق الدماء من حولهم ليستعيضوا .. بكرامات الخطابات .. المقامات مسلوبات .. للتجمعات المعزولات .. من الكهنوتات البدعيات .. المختلفات والمتناقضات .. مع الديانات المنسوخات .. في وسط كنائس معزولة .. فظن انه الرب .. من غرور عباده .. والله رب الارباب .. وهو رب من شاء .. فليخلقوا ذبابه .. او ليأتوا بآية .. ان كانوا صادقين ..

انهم هم الفتنة .. ووجودهم مستقلين بتصرفاتهم متمتعين بشخصياتهم .. معتبرين كافراد ومجتمع ودول وارباب .. يخول لهم صلاحية الاستعلاء والسيطرة على باقي الكائنات .. ورتبة الاسلام مشرقة فهي كالشمس الدافئة ..فوق الارض الندية .. فلا سبيل لهم في تعبيد المخلوقات والتصرف في ارض الميعاد .. الا بهلاكه ..

اذن .. امرنا المبادرة فبادرونا .. ولما كان اسلافنا بانتصاراتهم محسنين فاتحين .. كانوا الينا مشمرين مخربين حاقدين ..

فانتظروا اني معكم من المنتظرين ..

فان كنتم جازمين الانتظار .. فكونوا محسنين لانفسكم .. فضلا عن اخوانكم او دينكم .. وارض اجدادكم ..

فلقد روي عنه عليه الصلاة والسلام انه قال .. (ألا أدلكم على أفضل الأعمال عند ربكم، وأزكاها عند مليككم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا رقابهم ويضربوا رقابكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله عز وجل).

كما حث على محاسن الاخلاق واللطف والتراحم والمودة بين افراد مجتمعه ..‏ ‏"‏ إن أحبكم إلى الله الذين يألفون ويؤلفون وإن أبغضكم إلى الله المشاؤون بالنميمة الفرقون بين الإخوان "

فلما أتى بسبايا طيئ الى النبي صلى الله عليه وسلم وقفت جارية في السبي فقالت‏:‏ يا محمد إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب فإني بنت سيد قومي وإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويشبع الجائع ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط أنا ابنة حاتم الطائي‏.‏
فقال صلى الله عليه وسلم ‏"‏ يا جارية هذه صفة المؤمنين حقاً لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق وإن الله يحب مكارم الأخلاق ‏"‏ فقام أبو بردة بن نيار فقال‏:‏ يا رسول الله الله يحب مكارم الأخلاق فقال‏:‏ ‏"‏ والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا حسن الأخلاق ‏"‏ وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ إن الله حف الإسلام بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ‏"

وقال معاذ‏:‏ أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ يا معاذ أوصيك باتقاء الله وصدق الحديث والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وترك الخيانة وحفظ الجار ورحمة اليتيم ولين الكلام وبذل السلام وحسن العمل وقصر الأمل ولزوم الإيمان والتفقه في القرآن وحب الآخرة والجزع من الحساب وخفض الجناح وأنهاك أن تسب حكيماً أو تكذب صادقاً أو تطيع آثماً أو تعصي إماماً عادلاً أو تفسد أرضاً وأوصيك باتقاء الله عند كل حجر وشجر ومدر وأن تحدث لكل ذنب توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية
وقال أنس رضي الله عنه‏:‏ والذي بعثه بالحق ما قال لي في شيء قط كرهه ‏"‏ لم فعلته ‏"‏ ولا لامني نساؤه إلا قال ‏"‏ دعوه إنما كان هذا بكتاب وقدر ‏"‏

(كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل بالوحي فيدارسه القرآن، فكان أجود بالخير من الريح المرسلة)‏.

"‏ وكان صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ لا يبلغن أحد منكم من أصحابي شيئاً فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر "

وجاءه زيد بن سعنة أحد أحبار اليهود بالمدينة، جاء يتقاضاه ديناً له على النبي - صلى الله عليه وسلم- فجذب ثوبه عن منكبه وأخذ بمجامع ثيابه وقال مغلظاً القول: (إنكم يا بني عبد المطلب مُطلٌ) فانتهره عمر وشدد له في القول، والنبي - صلى الله عليه وسلم- يبتسم، وقال - صلى الله عليه وسلم-: (أنا وهو كنا إلى غير هذا أحوج منك يا عمر، تأمرني بحسن القضاء وتأمره بحسن التقاضي)، ثم قال: (لقد بقي من أجله ثلاث)، وأمر عمر أن يقضيه ماله، ويزيده عشرين صاعاً لما روّعه، فكان هذا سبب إسلامه فأسلم، وكان قبل ذلك يقول: ما بقي من علامات النبوة إلا عرفته في محمد - صلى الله عليه وسلم- إلا اثنتين لم أخبرهما، يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شد الجهل إلا حلماً، فاختبره بهذه الحادثة فوجده كما وصف.

‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرب فرأوا من المسلمين غرة فجاء رجل حتى قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف وقال‏:‏ من يمنعك مني فقال‏:‏ ‏"‏ الله ‏"‏ فقال‏:‏ فسقط السيف من يده فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف وقال‏:‏ من يمنعك مني فقال‏:‏ كن خير أخذ قال‏:‏ قل أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله‏:‏ فقال‏:‏ لا غير أني لا أقاتلك ولا أكون معك ولا أكون مع قوم يقاتلونك فخلي سبيله فجاء أصحابه فقال‏:‏ جئتكم من عند خير الناس

وجاءه أعرابي يوماً يطلب منه شيئاً فأعطاه صلى الله عليه وسلم ثم قال له ‏"‏ أحسنت إليك ‏"‏ قال الأعرابي .. لا، ولا أجملت، .. فغضب المسلمون وقاموا إليه فأشار إليهم أن كفوا .. وزاده شيئاً ثم قال‏:‏ ‏"‏ أحسنت إليك ‏"‏ قال‏:‏ نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إنك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي شيء من ذلك فإن أحببت فقل بين أيديهم ماقلت بين يدي حتى يذهب من صدورهم ما فيها عليك قال‏:‏ نعم فلما كان الغد أو العشى جاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إن هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه فزعم أنه رضي أكذلك ‏"‏ فقال الأعرابي‏:‏ نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً فقال صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة شردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفوراً فناداهم صاحب الناقة خلوا بيني وبين ناقتي فإني أرفق بها وأعلم فتوجه لها صاحب الناقة بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها هوناً حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحلها واستوى عليها وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار ‏"‏‏.‏

ولما قفل من حنين جاءت الأعراب يسألونه الغنائم حتى اضطروه إلى شجرة فخطفت رداءه فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ ‏"‏ أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاه نعماً لقسمتها بينكم ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذاباً ولا جباناً ‏"‏‏.‏

كان يعلمهم ويشفق عليهم يحبهم ويحبونه يقتدون به ويناله ماينالهم وتنام عينه وقلبه لاينام عليه افضل الصلاة وطيب السلام وعظيم المحبة والوداد والمتبعين سنته مقيمين منهجة سالكين سبلة معزين النفوس بين شوق اللقاء وحنين الانتظار ..

فمن اوفي بما عهد اليه منه لما يبشر امته فيقول .. عليه افضل صلاة واتم تسليم :‏ ‏"‏ عرض لي جبريل في جانت الحرة فقال‏:‏ بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة فقلت‏:‏ يا جبريل وإن سرق وإن زنا قال‏:‏ نعم وإن سرق وإن زنى قلت‏:‏ وإن سرق وإن زنا قال‏:‏ نعم وإن سرق وإن زنى قلت‏:‏ وإن سرق وإن زنا قال‏:‏ نعم وإن سرق وإن زنى وإن شرب الخمر ‏"‏‏.‏

وفي يوم صيف شديد الحر بعد ماانقضت احدى غزواته عليه الصلاة والسلام وجد ذلك الصبي الصغير في حمى اصحابه وبين ايديهم يتشاورون فيه .. فبينما هم كذلك اذ بصرت به امرأة في خباءالقوم فأقبلت تشتد وأقبل أصحابها خلفها حتى أخذت الصبي وألصقته إلى صدرها ثم ألقت ظهرها على البطحاء وجعلته على بطنها تقيه الحر وقالت‏:‏ ابني ابني‏!‏ فبكى الناس وتركوا ما هم فيه فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف عليهم فأخبروه الخبر فسر برحمتهم ثم بشرهم فقال‏:‏ ‏"‏ أعجبتم من رحمة هذه لابنها ‏"‏ قالوا‏:‏ نعم قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ فإن الله تبارك وتعالى أرحم بكم جميعاً من هذه بابنها ‏"‏..
__________________
]