الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
  #74  
قديم 06-04-2004, 09:24 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

شغل فهد الراديو فبعث ألحان عذبه إلا أنها أزعجتني.. فمددت يدي وأغلقت الراديو..نهرني فهد الذي كان يتمتم كلمات الأغنية مع المغني: روز.. لم أغلقت الراديو. ألا تري أني كنت أستمع للأغنيه؟
أجبته: بلى.. ولكنها أزعجتني.. لا أحبها.. لا أريدها.. لذا أغلقته..
رد بغضب: كم أنت أنانيه..
مد يده وأعاد تشغيل الراديو ثم نظر إلي بتحد وقال: إن مددت يدك سأضربك عليها!!
وضعت يدي اليمنى على يدي اليسرى ونظرت إليه بلا مبالاة ثم أشحت بنظري إلى النافذه.. ظللت سارحة الفكر.. أنظر إلى الفراغ.. إلا لا شيء.. ولكني سارحه..
حتى وصلنا لبيت خالتي.. فتحت باب السيارة..وخرجت فصفقطت الباب خلفي بقوة.. زفر فهد بغضب وقال: طفلة مدللة..
دخلت المنزل.. فوجدت جولي في وجهي تسير بدلال ممسكة كوب القهوة بيدها.. كانت جولي آخر من كنت أتمنى أن أراه في هذه اللحظة.. اصطنعت الإبتسامة وحييتها.. فردت علي بتحية بارده كبرودة ملامحها.. قلت لها: جولي..إن فهد معي..
نظر إلي بسخرية وقالت: حقا؟ وماذا أفعل له أنا؟
أجبتها: لم أطلب منك أن تفعلي له شيئا.. إنما أخبرتك لترتدي حجابك!
اتسعت عيناها فقالت: أنا؟ أرتدي حجابا؟؟
- أجل أنت.. لماذا؟
- أنا أرتدي حجابا؟؟ أقالوا لك أني مسلمه؟ لا أريد أن أرتدي شيئا ولا دخل لك بي..
- وما دخلي أنا؟ أنا أخبرتك ولا علاقة لي بما ستفعلين لست بزوجك ولا ولية أمرك فافعلي ما يحلو لك..
- بالطبع سأفعل ما يحلو لي يا.. روز..
نطقت اسمي بطريقة استفزتني إلا أني لم أظهر لها ذلك حتى لا تكتمل فرحتها.. فتركتها ودخلت للداخل حيث أمي ونورة.. بينما هي ظلت واقفة في مكانها ترشف من كوبها ثم أكملت طريقها باتجاه حجرتها تضحك وحدها كالمجنونه..
دخلت حجرة الجلوس قبلت رأس أمي.. وسلمت على نورة وجلست.. كنت منزعجة غاضبه من موقف جولي..ولقد بدا انزعاجي في عيني واضطراب قدمي.. فلقد كنت أهزهما بعصبية قصوى.. همست نورة في أذني: روز.. ارحمي الأرض قليلا.. أهلكتها من ضربك عليها..
نظرت إليه بحنق فقالت: ما بك؟ ما الذي يغضبك لهذه الدرجه؟؟
أجبتها بعصبية وإنما بصوت منخفض حتى لا تنتبه أمي: ما بي؟ اسألي زوجة أخيك المحترمه.. هي أعلم ما بي..
ضحكت نورة وقالت: هل تخاصمتما مجددا؟؟ روز أخبريني.. هل تغارين منها؟؟
ضربتها وقلت: نورة.. لا مزاج لي لكلامك السخيف هذا..أغار منها؟ ولماذا؟
- لا أدري.. ربما لأنها تزوجت من تحبين..
رمقتها بنظرة فهمت من خلالها مدى انزعاجي فقالت متداركة الموقف: أخبريني..ماذا فعلت زوجة أخي المحترمه؟
- أخبرتها أن فهد معي.. قصدت أن تذهب وترتدي حجابها لأنها لم تكن ترتديه.. فقالت لي وما دخلي أنا؟ماذا أفعل لفهد؟هل أخبروك أني زوجته..
وكنت وأنا أحكي أقلد طريقة جولي في الكلام.. وكانت نورة تضحك ليس من الموقف فقط..وإنما من طريقتي في تقليد جولي.. تظاهرت وكأني أرشق فنجان القهوة كما فعلت ثم استطردت قائلة: أنا؟ أنا أرتدي حجابا؟ أقالوا لك أني مسلمه؟؟
أقسم لك يا نورة أني لحظتها وددت لو لكمتها.. كم هي غبيه.. هل أخبروك أني مسلمه؟ إذا لم تكوني فلم أنت هنا بيننا؟ ما الذي أتى بك إلى هنا؟؟
ابتسمت لي نورة وقالت: روز حبيبتي.. لا عليك.. ولا تهتمي لها.. ماذا نفعل..فهي الآن شر لا بد منه.. هي زوجة ابننا وأم ابنتنا.. كيف نخرجها من عائلتنا الآن؟ لا نقدر.. لا تخافي..لإيصل لن يسكت على ما حصل.. خصوصا وأن الموضوع حصل معك..
قلت كالملسوعه: لا نورة لا..فيصل لا..لا أريده أن يعرف!! أرجوك لا تخبريه بشيء..أرجوك نورة..
نظرت إلي باستغراب وقالت: لماذا؟ مابها لو عرف؟
- لا أريده أن يعرف وكفى..ليس لشيء سوى أني لا أريده أن يعرف..
- لماذا؟ أخبريني؟
- لا أدري..
- أتخافين أن يعتقد أنك تغارين منها؟
- لا أدري ربما.. نورة أرجوك لا تخبيره..
- لن أفعل أعدك.. ولم أخبره؟ إن أردت أخبريه أنت.. أنت تعلمين أنه لا يتقبل مني شيئا..وخصوصا إن كان الموضوع يختص بسيدة الحسن والجمال..
ترددت قبل أن أسأل ولكني تحليت ببقايا شجاعة وقلت:نورة..
نظرت إلي أي أنها تستمع.. قلت لها: هل يحبها؟
- من فيصل؟ بصراحه لا أدري.. أحيانا أحس بأنها كل ما يملك.. وأنه يحبها حب ملك عليه كل حياته.. أحس وأنها غاية في الإنسجام.. وهذا ما يردده هو دائما في أي وقت أسأله أو أي شخص آخر يسأله..بأنه يحبها.. يعشقها..وأنه سعيد معها..ولكني أنا لا أرى ذلك..ليس بعيني لأن عيني ترى سعادتها..إلا أني قلبي يا روز يرى تلك السعادة..إنما يصنفها بسعادة زائفة لا أساس لها ولا طعم.. أرى أخي يا روز تعيسا.. حزينا متألما.. ولكن ليس باليد حيلة..هو من اختار لنفسه الشقاء..هو من اختار العذاب..وليس بيدنا أي شيء نفعله له..هو فقط يستطيع أن يساعد نفسه ولا أعرف كيف.. ولكن أخبريني روز..لم تسألين؟
- بصراحه نورة لا أعرف.. ولكني شعرت بفضول للمعرفة..فقط لا غير..
- ألازلت تحبينه يا روز؟
نظرت إليها ولم أجبها.. ففي تلك اللحظة ما عدت أعرف شعوري.. هل أحبه هو..أم نواف؟؟ نواف؟ أواه يا قلبي على ذكرى نواف.. هو الآن ليس لي..ولن يكون لي أبدا.. هو سيتزوج.. وسيصبح لأخرى.. ولكن يا ترى.. هل سيفي وعده؟ هل حقا سأحضر زفافه؟
- روز..روز.. أين سرحت؟
- ماذا؟ ما بك؟
أجبتها بعد أن عدت لمكاني في الصالة.في بيت خالتي..في الكرسي القريب من الباب بقرب نورة..
- لا شيء.. ولكن أنت..أين سرحت؟؟ أين شطح بك الخيال؟؟
نظرت إليها وبابتسامة مصطنعه قلت حين لمحت فهد داخلا: سأخبرك لاحقا..


يتبع...
الرد مع إقتباس