[السنونو المهاجر]

الأخوة والأخوات
السيدات والسادة
تحية طيبة
الغيرة والمزاودة على نقاوة المنتدى وأهله
هذه أضحوكة تتكرر لكل قادم جديد يحمل رأيا آخرا. وأقل ما يقال له: هذا المنتدى العامر بأهله ليس من مستواك.. أذهب (انقلع) للمنتدى الذي جئت منه، نحنا هنا حريصون على نقاوة وسلامة المنتدى من الشوائب مثلك أكثر من حرص صاحبه ومشرفيه عليه. نحن ملكيون أكثر من الملك.
أي دائما تراه يتحدث بضمير المتكلم الجمع (نحن). يعني فوض نفسه وصادر الآراء سلفا وويل لمن خرج عن السرب...!
رأيي في الواقع – ولا ألزم به متزلم – أنا أكتب لكل من يحسن القراءة ويجيد الفهم. والدورية أو الحوار الإلكتروني وسيلة لإيصال كتاباتي للقاريء وطريقة لرده وتعليقه لتقويم ما أعوج في مقالي. طبعا لكل محرر أو مالك للنشرية سياسته ومصالحه التي ينتهجها ويحافظ عليها و إن لم يرق له مذهب هذا الكاتب أو ذاك لا يدعوه ليكتب فيها. بينما موقف الكاتب مختلف نسبيا. لأنه بحاجة لأن ينشر ما يكتب ولا يهمه إن يقرأ رئيس التحرير أو مالك النشرية قوله.. بشرط ألا يكون هناك التزام للنشرية يناقض وينسف كل الأعراف والمفاهيم العقائدية والفلسفية التي يؤمن بها هذا الكاتب أو ذاك.

من نمنعه من الكتابة هنا يذهب لمنتدى آخر وقد يكتب أكثر، وقد لا يرد عليه أحد، وقد لا يفند مزاعمه أحد.. إذن نضيع على أنفسنا باسم النقاوة والصفاء والتماثل الوهمي في المنتدى فرصة محاورة الرأي الآخر والاستفادة منه من خلال التعرف على حججه وأدوات منطقه وحواره. نضيع فرصة محاولة التأثير في مفاهيمه ، فرصة البرهنة على أننا وحدة موحدة مختلفة لا متناقضة وتحترم الرأي المقابل وتطالب باحترام رأيها واعتباره. وبذات الوقت نعلم علم اليقين أن في مجتمعنا المسلم وغير المسلم والشيوعي وغير ذلك. قطعا الهدف من الحوار ليس تبادل وصفات طبخ، ولا حتى بين أتباع طائفة أو فئة اجتماعية فقط. نحاول جاهدين أن نرسخ في أذهاننا قبل غيرنا أن العرب والمسلمين دعاة استحواذ وانفراد بالرأي والمقود؟ من لايقبل قاعدتنا المرجعية في الحوار نلفظه..! هل هكذا كان حوار المسلمين في بداية الدعوة؟ لا أظن..! نحن دعاة سلام أيضا، لكن المشكلة أنه يفرض علينا سلام كقالب مستورد دون الحق حتى في الاحتجاج على ثخانة الكف التي تصفعنا.. نتشدق بمفردات رددت وترددت فيها معان مثبطة، فيها تمنيات وآمال مقتولة، بل ومفرغة من أولي الأمر منا.

معظمنا يتسم برهافة الحس واستنباط الإساءة لشخصه وتفسيرها على أنها نيل من حصانته، وفورا يريد رد اعتبار واعتذار يكتب بالخط العريض من أجل أن يمن على الأعضاء ببقائه عضوا في المنتدى وإلا فخياره كعناد الحمار على طرف الجسر. إن كان الشيخ أبو الأطفال يكتب في هذا المنتدى فأنا مغادر له.. الشيخ يتكلم ويكتب بلهجة تفهمها جدته وجاراتها، وقد يحسن الانجليزية بلكنة أمريكية. يعني أفضل تهمة-قالب نصفعه بها وكل من لا نقوى على مجاراته في الحوار على أنه (علماني) وربما نختم على قفاه (رافضي) وبذلك نشغله بالدفاع لتبرئة نفسه، وبذات الوقت نروضه. وهي الطريقة المثلى لإفهامه أن يدور في فلكي وتعويده لأن يقف حتى أمام بعيري باحترام وإجلال. وإن رأى قبعتي على كرسي ينحني داخلا أو منصرفا.
استخدام المصطلح وحتى النص الديني لكسب جولة حوارية حتى في لعبة النرد كالتاجر الذي يحلف بالطلاق ثلاثا ليبيع بضاعة طالما كسدت.
التحزب والتعصب لجهلة أعرفهم والتنكر لقول عاقل لا يتحدث بلهجتي وتبدو عليه علامات الفهم والتفهم. القوقعة على نفسي ومخاطبتي ناقتي وبعيري بعيدا عن نطاح تيس وثور الجيران. الاحباط يمتلكني من كل جهاتي ويحاصرني في أعماق ذاتي. أنتظر السخرية والتهكم من محاوري فلا أشتري دواء لطفلي بل عباءة تضفي على ملامحي وسامة وهيبة علني أقف بمساواة جزء من هيبة ووقار وحشمة جليسي.

لا أريد أن استفرد برأيي كمشرف.. تعلمون أن الإشراف تكليف ولا تشريف.. يعني باختصار مهمة إدارية ينال متنكبها النقد والتقريع إن أخطأ وينجو إن أصاب. أما ككاتب فقد أكون مثل أصغركم أو أقل.. وكوننا لسنا بصدد تقييم بعضنا أو دورة امتحانات، بل حوار حر بين كافة الأجيال والملل والنحل والأجناس من أجل الوصول إلى فائدة للجميع. تبادل الآراء والأفكار والثقافة مع أعضاء في شتى أصقاع الأرض.. فرصة ثمينة فعلا.
إيمانا من إدارة الخيمة في حرية التعبير والرأي، تم تكليفي تفعيل هذه الفكرة.. ولقصور القدرات البشرية وفردية الرأي. أريد أن أتعلم منكم ومعكم كيف نختلف، كيف نحاور ونتحاور، كيف ننتقد بأدب ونستعيض بالسخرية الأدبية عن الشتم وتبادل السباب.. وننسى ما يسمى بحذف المواضيع أو اقفالها..

هذه تجربة مر عبرها غيرنا ومنهم من فشل وغيرهم نجح.. هناك من يقول: لا نريد تغيير ولا تجديد فحالنا هكذا هي أحسن حال. كلنا والحمد لله من طينة واحدة ولو كتبنا في اللهجة المحلية لما واجهتنا صعوبة في التفاهم.. لو استشهدنا بقول الوزير أو الأمير بقوله تقطع جهينة قول كل خطيب.. لا معارض ولا رأي مناقض. وبذلك يبقى في المنتدى متماثلين منكمشين متقوقعين على أنفسهم ترتعد فرائصهم لمجرد رؤية اسم عضو جديد قادم.. ربما هذا هو البعبع الذي سيكسر جدار الصمت.. ربما هذا هو الذي يحمل الآراء التي يعتنقها الآخرون.. هذا هو الشر بعينه.. وما أن يكتب القادم الجديد عدة عبارات، يرحب به أحدهم، فتتبعه حبات المسبحة بعبارات قد تكون متماثلة تتوالد بالتناسخ. وما أن يثار نقد أو أن يوجس أحد جهابذة المنتدى خيفة من عضو فتراهم تراشقوه وقذفوه كما لوكان إبليس في موسم اللعن. فيفر من الموقع كشيطان من التعويذة.
ما الفائدة؟ طردنا الرجل ولنتوسد أقلامنا الآن ويعلو الشخير بانتظار شارد أو وارد جديد كي نلقنه دروس في النبذ ونعلمه مفردات الصد والنكد التي احتوتها المعجمات وما تنحته أذهان جهابذة المنتديات والصحف.

معظمنا عنده وصفات إفتاء جاهزة لملمها من هنا وهناك وألصق قصاصات متناثرة فصارت نصوص لا تقبل النقص في كل شيء، ابتداء بالاستنجاء والوضوء وغسل الجنابة وصولا للجلد والرجم وإزهاق أثمن ما يملك الإنسان ليحقق إنسانيته – الحياة.
عذرا على الإطالة وأخطاء المباشرة والارتجالية الواردة نتيجة السرعة وعدم التدقيق.
وسوف أعود للتعليق ثانية