[النسري]

بجميع باقات الورد والود الإحترام والتقدير والإجلال ...
نودع الضيف العزيز
الذي تركت زيارته في أنفسنا الأثر الكريم والكبير
ونود أن نقدم له ولشعبه عظيم الشكر والعرفان على هذه الزيارة المباركة والصغيرة لدى الملك الأغر والكبيرة في نفوسنا ...
فلقد تحول العالم بزيارتكم الكريمة من عالم ضيق على صدورنا إلى عالم تناسينا فيه هموم الأمة وأوجاعها ولو للحظات لفرحة لقاكم الأجل ...

خادم الحرمين الشريفين تحديث إلى جريدة الرأي الأردنية بإسهاب واضح حول مشاكل وويلات الأمة وهو يشير إلى أن الأمة العربية مستهدفة في أراضيها وخيراتها ومقدراتها فإنما يعزو ذلك إلى ما يستشعره من خطر داهم عليها بدايته ما يجري في العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال والتي أصبحت مشكلة كل بلد من هذه البلدان العربية هي اشد تعقيدا من غيرها مما يولد مخاوف لديه ما ينام عليه المستقبل من مفاجآت كبيرة وخطيرة لهذه الأمة قد لا يكون بمقدور أحد عندها مهما عظمت قوته مواجهتها .

حديث الملك عبدالله بن عبد العزيز لصحيفة الرأي هو تنبيه لما قد يحدث في المستقبل ولدتها قناعات الملك نفسه بعدما رأى ما رأى من الاقتتال الداخلي في فلسطين والذي انتهى لتوه في غزة، وما يجري في لبنان التي أصبحت أزمتهم تستعصي على العقول أن تفهمها، ناهيك عن هول ما يجري في العراق صباح مساء والذي يكاد اليأس يذهب بأهل الرافدين إلى غير رجعه أما الصومال والسودان - وان يشعر الكثير منا بأنهما ليسا قريبين من همومنا - إلا أن همومهما هي هموم خادم الحرمين بل وكل عربي حتى وان كان بعيدا عنهما جغرافيا .

أن الملك الذي جمله الله بسعة الأفق، والقدرة البارعة على التدبر في الأمور وصقلته التجارب التي مرت بها هذه الأمة، يفهم معنى المسئولية ويعرف كيف يتحملها، وحذق الطريق الذي تسلكه الأمم الناجحة، يعطي اليوم وهو يتحدث لرئيس تحرير جريدة الرأي الأمة من فكره وحنكته وادبه وحسن سياسته للتعاطي مع هذا التراكم الكبير من الأزمات والتحديات التي تواجهها لعلها تفرز تحركا عربيا واعيا صادقا ينقذها مما هي فيه حتى لا تنفجر المنطقة فينفجر معها الكل .


وفي النهاية لا يسعنا سوى أن نشكر خادم الحرمين الشريفين على هذا التكرم الذي أكرمنا به ونأمل أن تتجدد مثل تلك الزيارات وأن لا يحرمنا من تكرارها بإذن الله تعالى ...
وفقكم الله وشعبكم في خدمة أطهر بقعة على وجه الأرض في حجاجها ومعتمريها وزائريها وخدمة بلدكم والأمة الإسلامية والعربية ...

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته