عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 16-11-2006, 07:40 AM
خاتون خاتون غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2006
الإقامة: المغرب
المشاركات: 246
إفتراضي

(10) الصبر مفتاح الفرج

إن الحياة بحاجة لمن يتسلح بالأمل والنظر لغد أكثر إشراقا بغبطة وسرور وبروح صابرة لا تجزع. فالصبر قوة نفسية تدفع إلى مقاومة كل أنواع الخور والضعف والاستسلام وتحمل على الصمود أمام الفتن والمحن.

"وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون" فيعقوب هنا قدوة في جميل الصبر على فقد ولده. قال مجاهد: الصبر الجميل الذي لا جزع فيه. وروى هيثم عن عبد الرحمن بن يحيى عن حبان بن أبي حبلة قال: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله "فصبر جميل" فقال "صبر لا شكوى فيه" وقال عبد الرزاق قال الثوري عن بعض أصحابه أنه قال: "ثلاث من الصبر: أن لا تحدث بوجعك، ولا بمصيبتك، ولا تزكي نفسك. على أن الشكوى للخالق لا تنافي الصبر الجميل
"يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" وفي هذا تعليل للنهي عن اليأس مهما طالت مدة المحنة

ففي الوقت الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعاني بعد عام الحزن نزلت هذه السورة تقص قصة أخ كريم :يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وهو يعاني صنوفا من المحن والابتلاءات ويصبر عليها:
لقد صبر يوسف في السجن ومن كرمه أنه لم يشترط خروجه من السجن حين طلبوا منه تفسير رؤيا الملك. ثم صبر حتى إنه أبى الخروج منه إلا أن تثبت براءته :"قال الملك أتوني به، فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة التي قطعن أيديهن" فهذه من آيات الصبر التي أشار إليها القرآن "لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين"

فهذا هو خلق يوسف عليه السلام فقد كان واثقا في عدل رب السماوات، هاهم إخوة يوسف يسألونه وهو يجيب واثقا: "قالوا أإنك أنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين"

ورد في الأثر أنه قد وجد في رسالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري: عليك بالصبر فإن الصبر صبران: أحدهما أفضل من الآخر، الصبر في المصيبات حسن، وأفضل منه الصبر عما حرم الله تعالى. واعلم أن الصبر ملاك الإيمان، وذلك بان التقوى أفضل البر، والتقوى بالصبر.


يتبع
الرد مع إقتباس