عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 26-07-2002, 12:58 AM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

مقطع (علي بن أبي طالب وجه رب الكون !!! وهو الذي علم آدم كيف يتوب !!! استمع الى حسين الفهيد )

لم أسمع هذا الجزء أيضاً ،، ولكن المسألة لا تحمل كما تتخيل بأن لله وجها !!!

فنحن من الأساس ننزه الله عن التشبيه والتمثيل والتجسيم والشرك أو كأن يكون له يد أو وجه

عموما وجدت لك هذا الجواب وسأنقله لك:

طبعا تُطرح هذه النقطة ويقال: "كيف تقول الشيعة أن علياً هو وجه رب هذا الكون، أليس هذا شركا بالله؟ وكيف أن رجلا خلقه الله يكون هو وجه الله؟ أليس كل هذا مغلاة في الإمام علي؟" طبعا من عادة السلفيون الأخذ بموضوع معين وعرضه على معتقداتهم، فإذا كانت هذه المواضيع تعارض ما يعرفونه قلّبوا الدنيا على غيرهم، فهم يرون كل شيء بمنظار ضيق وسطحي، فلذلك أصبح كل شيء عندهم شركا، ولذلك ترى أنهم عندما سمعوا كلمة "علي وجه رب هذا الكون" فكروا بهذه الطريقة: "الله له وجه، وعلي هو وجه الله، إذن هذا كفر."

والمشكلة الكبرى ليست أن علي وجه رب هذا الكون أبدأ، بل المشكلة تكمن في هل أن الله له وجها أم لا، فإذا كان لله وجها وأن كلمة الوجه ليست تعبيرا مجازيا فعندئذ تصبح الكلمة شركا، أما إذا لم يكن المقصود أن الوجه بمعنى الوجه الحقيقي وأن كلمة الوجه تعني شيئا آخر عندئذ تصبح كلمة: "علي وجه رب هذا الكون" شيئا مختلفا عما فكره أولئك ولم تعد شركاً.

مثال على ما أقول لتقريب الفكرة إلى الأذهان، بعدها ننطلق إلى الموضوع مرة أخرى: تخيل أن رجلا يقول أن الموز لونه أحمر ويصر على ذلك، عندئذ إذا قيل له أن الموز لونه أصفر ماذا يا ترى سيقول، بالطبع سيقاوم وسيتهم الآخرين بالجنون لأنه مصر على قوله، وهذه هي مشكلة السلفيون عرّفوا الأمور بتعاريف خاطئة، ومن ثم كفروا كل من لا يؤمن بهذه التعاريف، ورموا كل من يختلف معهم بالمغالاة. نرجع مرة أخرى.

لو فرضنا أن كلمة وجه الله ليست مجازا، السؤال هو ما كان يقصد ابن عمر في الحديث التالي:

"عن مالك أنه بلغه أن رجلا أتى ابن عمر، فقال له: يا أبا عبد الرحمن إني أسلفت رجلا سلفا، واشترطت عليه قضاء أفضل مما أسلفته، فقال ابن عمر: ذلك الربا، قال: فكيف تأمرني؟ قال: السلف على ثلاثة وجوه، سلف تريد به وجه الله، فلك وجه الله..." (كنز العمال - للمتقي الهندي)

لو أننا لا نأوّل وجه الله بأي شكل من الأشكال لقلنا أن ابن عمر أيضا مغالي أو كافر، ونعوذ بالله من أن نتهمه بذلك، فهو يقول أن كل مقرض يقرض لوجه الله فله ذلك الوجه، ومن غير تأويل يصبح المعنى أن كل من المقرضين يملكون وجه الله، وهذا مستحيل، وإذا ما سألت أبسط الناس في هذا الموضوع لقال لك: "لا ليس المقصود أن الحصول على وجه الله من ناحية اقتنائه، بل المقصود أن لك كرمه وعطاؤه،" ومن المستحيل أن يُجاب على هذا السؤال من غير تأويل الحديث وأخذ الوجه على المجاز.

ولذلك ترى عندما سئل ابن عمر عن سيف الله ورمحه لم يقل أن الله له سيف ورمح مودع في خزينته إنما بين أن المعنى مجازي، ففي الحديث: "قيل يا عبد الله بن عمر (كذا) وما سيف الله ورمحه؟ قال سيف المؤمن ورمحه،" (كنز العمال - للمتقي الهندي - فصل في قلة الإسلام وغربته)، لذلك لابد من التأويل، وتأويل كلمة "علي وجه رب هذا الكون" ليس إلا: "علي عطاء رب هذا الكون وكرمه على عباده."

والغريب كل الغريب أن الاعتقاد أن لله وجها ويدا وأصابعا ورجلا وصورة وصوتا وما أشبه هي الكفر والشرك بالله، فلذلك وضْع هذه التسجيلات ليست إلا دلالة واضحة على الفهم الخاطئ للسـلفية في الله، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على سذاجة اعتقاداتهم، وقلة تدبرهم في الأمور.

والسبب في هذه الاعتقادات هو أنهم نظروا إلى آيات القرآن الكريم ومن غير أن يحملوا بعض المعاني على المجاز ذهبوا إلى سطح القرآن وأخذوا بظاهره، فمثلا قالوا أن لله يد بدليل: "يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ" (الفتح - 10)، ونظروا في الآية التي تقول: "فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ" (البقرة - 155) وقالوا أن لله وجها حقيقيا، ويكفي للرد على هذه الفكرة بالسؤال التالي: إذا كانت يد الله تعني يدا حقيقة، وأن وجهه يعني وجها حقيقيا ومن غير تأويل، فماذا يعني قول الله تعالى: "كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ" (القصص - 88)، هل تعني الآية أن حتى يد الله هالكة؟ وستلاحظ أنه من رابع المستحيلات الإجابة على هذا السؤال من غير تأويل اليد أو الوجه إلى شيء آخر.

إذن فالمعنى معنى مجازيا، وخصوصا أن الشيخ كان يلقي شعراً، والشعر عادة فيه المجاز الكثير، ولابد من الاستفهام قبل رمي الآخرين بالكفر، ولعل الذي قال أن الشيعة كفار لا يعلم أنه هو الذي كفر، فدقق.



(علي يلي علمت آدم يتوب شلون)

نكمل الحديث في نفس الشريط والذي يقول فيه الشيخ (علي يلي علمت آدم يتوب شلون)، والغريب أنه لم يسمع أحدا الكلمة التي تليها وكأنهم صم، فالجملة بكاملها (علي يلي علمت آدم يتوب شلون للباري بعد زلته وعصيانه)، أي يا علي أنت الذي "علمت" آدم التوبة حتى يتوب للباري ولو كان علي عليه السلام الباري لقال أنه علمه التوبة ليتوب له. ووضعت كلمة علمت بين الإشارتين حتى ينتبه الجميع إلى أن في اللغة العربية هناك كلمات يكون فيها المعنى مجازا كما مر في النقطة الأولى.

فبدلا من أن يفسر الوهابية تلك الكلمة بمعان أخرى اتجهوا مباشرة لتكفير الشيعة، ليس هذا إلا دليلا على حقدهم الدفين لهم، والمعنى لهذه الكلمة ليس إلا كما جاء في الحديث حيث كان الرسول (ص) والإمام علي (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) سببا في نجاح توبة آدم (ع)، فاقرأ الحديث التالي لتعلم ذلك بنفسك:

وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال: سأل بحق محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، ألا تبت علي فتاب عليه". (كنز العمال - سورة البقرة)

وأخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند واه عن علي قال "سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه} فقال: إن الله أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة، وإبليس ببيسان، والحية بأصبهان. وكان للحية قوائم كقوائم البعير، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا على خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل وقال: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي؟ قال: بلى. قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن! قال: فعليك بهؤلاء الكلمات. فإن الله قابل توبتك، وغافر ذنبك. قل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم. فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم". (كنز العمال - سورة البقرة)

إذن فمسألة تعليم الإمام علي (ع) لآدم التوبة لا يعني أن الإمام علي قبل أن يخلقه الله كان يجلس مع آدم عليه السلام ويقول له هكذا التوبة. بل المقصود أنه لولا علي (ع) الذي هو من ضمن أهل البيت عليهم السلام لما كان لآدم توبة، وكان الإمام علي (ع) سببا من أسباب قبول الله توبة آدم (ع)، وآدم تعرف على التوبة الحقيقة في أسماء هؤلاء الخمسة عليهم السلام.

ونعود ونقول أن هذه الكلمات ليست إلا شعرا، والشعر لا يحمل على المعنى الحقيقي للكلمة أو المعنى المعتاد عليه. والقرآن فيه الكثير من المعاني التي ترمز إلى أشياء أخرى فيكفي قول الله تعالى: "نسوا الله فنسيهم" (التوبة - 67)، ولو أن الله ينسى بالمعنى المتعارف عليه لكانت هذه مصيبة المصائب، ولكان كفرا في قدرة الله، ولكن نيسهم أي تركهم. ولذلك الكثير من الكلمات تحمل على معان أخرى، فدقق.


( يتبع )