عرض مشاركة مفردة
  #116  
قديم 31-07-2006, 09:48 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
إفتراضي لاصوت يعلو فوق صوت المقاومةا ©

بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين الموصي عباده المؤمنين بقوله :<<
وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ >>.

و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و إمام المتقين القائل صلى الله عليه و على آله صحبه و سلم :<<تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْواً تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى >>

---*---




لمن يريد ان يسمع ويرى فقط، اطفال قانا ناموا في احضان امهاتهم لكن ليس كبقية الاطفال







قبل أن يعمّ الظلام ، قبل أن نضمَّ أطفالنا الى صدورنا ونلقي عليهم تحية المساء ، قبل أن ينعم أطفالنا بنوم هادئ عميق ، ثمة طفل جميل من قانا يريد أن ينام ، طفل جميل من قانا لا يزال الليلة تحت الركام أمه ليست قادرة أن تضمه الى صدرها مثل سائر الأمهات ، وتمنحه بعض حنانٍ، أو تهمس له بكلمات ، فقد تركته ورحلت الى مدفنٍ صغيرٍ دون وداع ، شقيقه لا يحادثه أو يلاعبه أو يرمي له كرةً أو يرسم له وردةً فقد استقرَّ أيضاً مع أمه في حفرةٍ صغيرةٍ تحت التراب ،



لا تناموا ثمَّة طفلٌ صغير جميلٌ من قانا يريد أن يلقي عليكم تحيةَ الوداع ، أبوه بات أيضاً جثةً بلا حراك فأنّى له أن يأتي لصغيره ، بحقيبة المدرسة أو لعبة جميلة أو يأخذه في مشوار .




لا تناموا , طفل صغير من قانا لا يزال الساعة تحت الركام ، يريد يداً من حب وحنان ، يريد أماً أو لعبةً أو قطرة ماء ، يريد همسةً أو لمسةً أو قبلةً ، ومثل طفلكم النائم الهادي ، يريد أن يغفو وينام ، يريد أن يحرّك يديه بالسلام ، يريد أن يقوم من تحت الركام ولكنه الليلة في قانا يبيت وحيداً ، فأنّى له المنام .





كانوا نياماً ، وكان الضمير العالمي بدوره نائماً ، ثم جاءت الطائرات بالقتل والغدر والحقد تقصف أطفالاً وادعين ربما كانوا يحلمون بلعبة أو بشيء من مباهج الحياة ربما كانوا يأملون بطلوع الشمس فيزورون مقبرة رفاقهم من الشهداء ، أو يستقون الماء ، أو يعيشون الحياة . وقبل طلوع الفجر ،اختلط الدم بالدم . طُحنت عظام الأطفال الطرية تحت الدمار،وانطفأت البسمة البريئة الهانئة ، ربما حتى قبل ان تطلع الصرخة والآه . ربما قبل ان تُرضع الأم وليدها ، أو يضم الشقيق شقيقاً ، أو يوصي الكبير صغيراً ، أو يودِّع العزيز عزيزاً . غير أن قانا تقتل قاتلها . قانا تقتل الطائرة الغادرة ،والقنبلة الذكية ، والوحش المفترس في اولمرت وجورج بوش وابي لهب وحمّالة الحطب وشرقها الدموي الجديد . قانا تقتل قاتلها . وقد رمت شيمون بيريز بالخزي والعار في نيسان البهي , ثم ترمي اولمرت بما هو ادهى وأمر .فكد ما شئت كيدك واسعى سعيك فهيهات هيهات تطفئ نورنا أو تكسر إرادتنا أو تهزم مقاومتنا . قانا الجليل ، مغارة السيد المسيح هي اليوم لبنان ، الذي انتصر بالمقاومة وتوحد بالمأساة . واليوم ارتعش الوطن الصغير من هول المجزرة الكبيرة ، وتوحد ثم بانت المواقف وأبرزها رفض إستقبال وزيرة الخارجية الأمريكية وعدم إجراء مفاوضات قبل الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار ، وما تلاها من خطوات شعبية ومواقف سياسية فضلا عن سقوط المظلة الدولية للعدوان بعدما باتت الادارة الامريكية شبه وحيدة في رعايتها المباشرة له ولمجازره التي اكدت المقاومة اليوم انها لن تمر دون رد . قانا الشاهدة والشهيدة العروس التي من سنواتٍ عشر كان زفافها الدامي ، ثم لم تتخلف أبداً عن موعدها مع الشهادة. قانا يا ابنة الجليل التي على موعد مع النصر عليكِ السلام .


إقتباس:




مقدمة نشرة الاخبار ليوم الاحد 30/7/2006 - قناة المنار