عرض مشاركة مفردة
  #15  
قديم 24-10-2001, 11:47 AM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل الصمصام
جزاك الله خيرا على أنك كنت السباق في طرح هذا الموضوع الهام، وجزى الله الأخوة المشاركين الذين أسهموا في بلورة بعض النقاط المختلف عليها، راجيا من الله العلي القدير أن نصل من خلال هذه المناقشة إلى فهم موحد مستنبط من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومما أرشدا إليه من أدلة.
وسوف أقتصر في مشاركتي هذه على مناقشة فقرة أوردتها في واحدة من مشاركاتك في هذا الموضوع ، وهذا نص ما جاء فيها :

( وهناك امر آخر: نحن لا نريد خليفة بيده السلطة
المطلقة ولا نريد حكم الفرد هذا الفرد الذى وان
كان معتدلا فى بدايته سيتحول الى دكتاتور مع مرور
الزمن ولا نريد الخليفة الذى يقف السياف بجانبه
ويقول كلما غضب على احد :ياسياف اضرب عنقه
اذن يجب ان تكون هناك حدود لمهام وسلطات الخليفة
ويجب وضع القوانين التى تحول بينه وبين السلطة
المطلقة والإستئثار بكل شيء.
وكل هذه القوانين موجودة فى شريعتنا ولكن الكثير
من الخلفاء حرفوها عن موضعها فبطشوا وظلموا ومنعوا
الرعية حقهم وهم يقولون الخليفة ظل الله فى الأرض
اذن لا بد من ايجاد طريقة تمنع حدوث مثل هذا وتمنع
استغلال الدين من قبل الخلفاء ليكون على هواهم
ولا بأس من الإستفادة من النظم والقوانين الغربية
للوصول الى هذه الغاية ).

وأما ملاحظاتي على ما ورد في هذه الفقرة فهي الآتي :

قولك (نحن لا نريد خليفة بيده السلطة المطلقة ولا نريد حكم الفرد هذا الفرد الذى وان كان معتدلا فى بدايته سيتحول الى دكتاتور مع مرور الزمن ...) ، الأصل فينا بوصفنا مسلمين أن تكون ارادتنا مسيرة بالشرع، فما نريده وما لا نريده هو ما يريده الشرع لا ما نريده نحن، ولا هو ما يريده الرأي العام سواء المحلي أو العالمي، لأن السيادة في الاسلام للشرع وحده، وما يريده الشرع يفهم من الأدلة الشرعية فقط، وبحسب ما تدل عليه هذه الأدلة لا بحسب ما نريد، قال تعالى : { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما }، { ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا }. { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }. { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } . وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به )، فيجب أن نخضع أهوائنا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لا أن نخضع الاسلام لأهوائنا، فنأخذ كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء به.

وقد اعترضت على الحكم الفردي وقرنته بالحكم الديكتاتوري، مع أن الحكم في الاسلام فردي وليس جماعيا، ومع أن الحكم الفردي ليس هو صنو الديكتاتورية والاستبداد. فالحكم في الاسلام فردي إلا أنه ليس حكما استبداديا والخليفة ليس ديكتاتورا ، وفي مقابل ذلك نجد أن الحكم في النظام الشيوعي وإن كان جماعيا إلا أنه كان حكما استبداديا ديكتاتوريا ، وقد كان أهل ذلك النظام يطلقون عليه اسم ديكتاتورية البروليتاريا، فالأصل في الحكم الشيوعي أنه حكم طبقة لا حكم فرد، ومع ذلك كان حكما ديكتاتوريا اسما وفعلا.
وقد ناقشت " بضم التاء " مسألة الفردية في الحكم تفصيليا في الخيمة الاسلامية في موضوع: ( أين دورنا في رسم صورة صحيحة عن الاسلام ؟ ). وهذا هو رابط الموضوع :
http://hewar.khayma.com/cgi-bin/ulti...c&f=2&t=002854

ولكن حتى يكون ما ما كتبته في الخيمة الاسلامية جزءا من هذه المناقشة سوف أنقله إن شاء الله تعالى هنا لتتم مناقشته مع الأفكار الأخرى المطروحة للنقاش في هذا الموضوع.


وأما قولك: ( ولا بأس من الإستفادة من النظم والقوانين الغربية للوصول الى هذه الغاية )، فإذا كان قصدك من الاستفادة هو أن نأخذ نأخذ النظم والقوانين الغربية فإن ذلك لا يجوز، لأن أخذها هو أخذ لقوانين كفر ، وهو تحاكم إلى الطاغوت، وهي تتناقض تناقضا تاما مع الاسلام، كما أن الغاية في الاسلام لا تبرر الواسطة. وفوق ذلك فإن القول بأخذ النظم والقوانين الغربية يتناقض مع قولك : ( وكل هذه القوانين موجودة فى شريعتنا ) فما دامت شريعتنا كاملة فلماذا نأخذ القوانين من غيرها ؟

[ 24-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: صالح عبد الرحمن ]
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله