الموضوع: الطوفان
عرض مشاركة مفردة
  #25  
قديم 10-07-2005, 04:27 AM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

لقد فعلها اللورد كرومر بذكاء شيطاني ذات يوم، حين ساعد بطرق مباشرة و غير مباشرة على إصدار ثلاثمائة صحيفة في مصر، تكفلت بإغراق الأمة في الدوار، فكل الآراء مطروحة، وكل الاحتمالات ممكنة، وكل الممكنات محتملة، لكن ذلك كله يحدث في وسط مرسوم جيدا و إلا أفلتت السيطرة. ذلك أن الهوية الإسلامية والوطنية كانت قد طعنت في الصميم، وكانت القيادات الفكرية قد استؤصلت، واصطنعت قيادات غيرها على منهج كرومر، ثم كان نشر الفساد والانحلال، وتسليط بعض ضعاف النفوس من النصارى ، وبعد هذا كله وبسببه كله أصبح الناس الذين تعرض عليهم كل يوم ألف فكرة غير قادرين على الإيمان بأي فكرة ، والأخطر أنهم أيضا غير قادرين على رفض أي فكرة.

ما فعله كرومر والبريطانيين فعل الأمريكيون أضعافه.. لذلك فإن حيرة الناس أكثر ودوارهم أشد.

ولنستمع إليهم بعد أن فعلوه ماذا يقولون عنا:

"اتهمت صحيفة »الواشنطن بوست« في افتتاحيتها الصحافة المصرية بأنها تعمل بالأوامر! ! وقالت إنها تستعد لخوض موجة جديدة من الحملات المضادة لأمريكا! ووصلت وقاحة الصحيفة إلي حد وصف قيادات الصحافة المصرية بأنهم أغبياء ومرتزقة! ! كما تطاولت الصحيفة علي رجال القضاء في مصر ووصفتهم بأنهم »عملاء« للنظام المصري الحاكم" القدس العربي 16-3.

هل يتطاول الأمريكيون علينا أم يعرفون من حقائق أحوالنا أكثر مما نعرف.. وهل نستطيع إن كنا نخاف الله تكذيبهم..

ولكن..

فلندعم شهادة الأمريكيين بشهادة محلية من كتاب شكل فضيحة للوسط الثقافي كله..

كتاب كتبه مدير مكتب وزير الثقافة ومستشار التحرير في صحيفة القاهرة. والكتاب بعنوان: "مثقفون تحت الطلب" وقد كتبه الرجل بعد اختلافه مع الوزير، وطرح الكتاب في السوق يوما واحدا، ثم سحب منه، و أظن أن الأمن لم يسحبه.. و إنما سحبه من فضحهم الكتاب. وربما المؤلف نفسه . خاصة أن الوزير لم يرتدع من نشر الكتاب.. بل رد على الابتزاز بنشر خطابات من محمد عبد الواحد له تظهر مزيجا من العلاقة الحميمة والعاطفة المتأججة ما بين العتاب وما بين الغضب بين الوزير ومدير مكتبه ثم الابتزاز المالي من الصحفي الوسيم للوزير الأشد وسامة، والذي كشفه الخطابات التي أظهرها الوزير.

يؤكد الكاتب أن أغلب رموز المثقفين المصريين توجد لهم علاقة بالسلطة، وأن "ما نراه من مواقف مكتوبة لا يعبر عن حقيقة ما يتشدقون به ويذكر بنظرية فاروق حسني الشهيرة التي تقول إنّ المثقف نوعان: واحد يُشترى بعشوة وسفرة، وآخر تدفع فيه 10 آلاف جنيه ليس أكثر؟ كما كشف الكتاب حقيقة أن معظم المثقفين المصريين لديهم الاستعداد للعمل كخدم في بلاط الوزير بما فيهم الذين هاجموه من قبل..

ويحمل غلاف الكتاب صورة لوزير الثقافة في صورة مايسترو يقود المثقفين وهم جميعا متشابهون ورؤوسهم فارغة ، أما الغلاف الخلفي فيحمل قصيدة عامية سبق نشرها في صحيفة "القاهرة" والقصيدة – مجازا – تشكل غزلا جنسيا صريحا في سيادة الوزير الهمام الذي يعتبر اختياره والإبقاء عليه من أهم إنجازات السيد الرئيس حسني مبارك:

تقول بعض كلمات القصيدة – أستغفر الله العظيم- للسيد الوزير :

زي لغم قابض على الرجلين..

حبستني جوه البرواز..

كتفتني..

حللتني..

بالضبط زي الأرض ما بتملك الميتين..

طلعني يا فنان!!

***

آسف لن أعلق..

يخجلني أن أعلق..!!