عرض مشاركة مفردة
  #36  
قديم 24-05-2005, 04:40 AM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

لم يقل لنا أبو لهب.. ولم يقل لنا أقرانه الطواغيت إلى أي مدى ينبغي علينا الانسحاب والتراجع والتنازل.

وهل يرضي الصليبيون منا منزلة دون الكفر كله..

هل يرضى عنا اليهود والنصارى إلا أن نتبع ملتهم..

فإن كان القرآن يخبرنا ذلك .. فلماذا يدفعنا أبولهب و أبو جهل خطا وراء خط.. وخندقا خلف خندق.. وانسحابا بعد انسحاب..

أإلى الكفر يدفعوننا..

و أنت يا أمة تستجيبين ولا تقاومين..

ما أقوله ينطبق على الأمة انطباقه على الأفراد..

فلو أن نشالا أو قرصانا أو قاطع طريق خطف حقيبتك من يدك، فهل تسكت على ذلك وتستسلم لما حدث حتى لو كانت الحقيبة فارغة؟.. وماذا لو لم تكن فارغة، بل كانت تحتوى على كَـــــدِّ عمرك وكَـبـــَـدِ أيامك..

فهل تسكت؟..

ولو أنه لم يكتف بذلك، فخطف - مع الحقيبة التي تحتوي على الـــكَـــدِّ والــكَــبـَـدِ -امرأتك أيضا..

ثم لم يكتف بذلك فخطف أبناءك .. ثم أباك و أمك..

فهل تسكت..

هل تستطيع أن تسكت؟..

ولو أنه بعد أن فعل ذلك استولى على بيتك وطردك منه بعد أن حول زوجتك إلى محظية و أبناءك إلى عبيد و قتل أبويك..

ولو أنه راح بعد ذلك يعتبر كل محاولة للمقاومة منك إرهابا، وكل محاولة للبحث عن أكثر الأسلحة بدائية كي تواجه بها أعتى الأسلحة تطورا، جرائم تهدد السلم العالمي..

ولو أنه راح بعد ذلك يبيع ممتلكاتك بأبخس الأسعار كي يسدد بها تكاليف عدوانه عليك وخطفه حقيبتك وانتهاك زوجتك واسترقاق أبنائك وقتل أبويك وغصب بيتك، على اعتبار أن ذلك كله كان خدمة كبرى أداها لك وله أن يتقاضى مقابلها بأعلى سعر، بل و أن يغالط في الحساب كما يشاء.

إلا أن الأمر لا يتوقف عند هذا..

فهل تسكت؟!..

هل تستطيع أن تسكت؟..

ذلك أن أي اعتراض منك سوف يفهم منه على الفور أنك تحتاج إلى مزيد من الترويض، و إلى تعليم كي تفهم أن كل ما حدث إنما كان في صالحك، فإن لم تفهم ذلك، و إذا لم تبادر بطلب الصلح فإنك إرهابي. وسيكون العالم أفضل بدونك.

فهل تسكت؟..

وهل تسكت إذا علمت أن هذا الصلح لن يعيد إليك بيتك المغتصب ولن يعوضك عن ضحاياك ولا هو سيعيد إليك بنيك أو امرأتك، ولا حتى حقيبتك، لن يعيد إليك أيا من ذلك، بل إن أول شروط هذا الصلح أن تتعهد بأنك لن تطالب أبدا بأي شئ من ذلك، و أنك تدرك أن ما حدث كان في صالحك، و أنك ممتن..

ثم .. وهذا هو الأهم.. أن تدرك أن السبيل الوحيد لكي يبقيك القرصان على قيد الحياة، هو أن تترك ملتك وتتبع ملته.

هل تستطيعون أن تعيشوا دون الإيمان بالله، إيمان الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، هل تستطيعون الاحتمال لحظة واحدة إذا تجردتم من الشعور بأنكم كأنكم ترونه، فإن لم تكونوا ترونه فإنه يراكم، هل تستطيعون المواصلة دون الأمل في مغفرته ورحمته وجنته ولقائه..

عدوكم يريد أن يجردكم من هذا كله..

عدوكم يريدكم أن تنسوا هذا كله..

عدوكم يريد منكم أن تنكروا القرآن ( لأنه نص بشري كما يقول المرتد – بحكم محكمة – نصر حامد أبو زيد..

عدوكم يريدكم أن تتركوا السنة..

و أن تكذبوا محمدا.. صلى الله على محمد..

عدوكم يريدكم أن تخرجوا من الإسلام..

فهل تستطيعون الاحتمال ثانية واحدة.