عرض مشاركة مفردة
  #64  
قديم 16-03-2007, 08:22 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي


الرسالة السابعة


(( ستة أصول عظيمة ))

بسم الله الرحمن الرحيم
من أعجب العجائب ، وأكبر الآيات الدالة على قدرة الملك الغلاب ، ستة أصول بينها الله تعالى بيانا واضحا للعوام فوق ما يظن الظانون ، ثم بعد هذا غلط فيها أذكياء العالم ، وعقلاء بني آدم ، إلا أقل القليل .

( الأصل الأول )
إخلاص الدين لله تعالى وحده لا شريك له وبيان ضده الذي هو الشرك بالله ، وكون أكثر القرآن في بيان هذا الأصل من وجوه شتى بكلام يفهمه أبلد العامة ، ثم صار على أكثر الأمة ما صار : أظهر لهم الشيطان الإخلاص في صورة تنقص الصالحين والتقصير في حقوقهم ، وأظهر لهم الشرك بالله في صورة محبة الصالحين وأتباعهم .
( الأصل الثاني )
أمر الله بالاجتماع في الدين ونهى عن التفرق ، فبين الله هذا بيانا شافيا تفهمه العوام ، ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا فهلكوا ، وذكر أنه أمر المسلمين بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه . ويزيده وضوحا ما وردت به السنة من العجب العجاب في ذلك ، ثم صار الأمر إلى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه هو العلم والفقه في الدين ، وصار الأمر بالاجتماع لا يقوله إلا زنديق أو مجنون .
( الأصل الثالث )
أن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان عبدا حبشيا ، فبين النبي صلى الله عليه وسلم هذا بيانا شائعا ذائعا بكل وجه من أنواع البيان شرعا وقدرا ، ثم صار هذا الأصل لا يُعرف عند أكثر من يدّعي العلم فكيف العمل به ؟
( الأصل الرابع )
بيان العلم والعلماء والفقه والفقهاء ، وبيان من تشبه بهم وليس منهم ، وقد بين الله تعالى هذا الأصل في أول سورة البقرة من قوله (( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ــ إلى قوله قبل ذكر إبراهيم عليه السلام ـ يا بني إسرائيل )) الآية البقرة 47 ، ويزيده وضوحا ما صرحت به السنة في
هذا من الكلام الكثير البين الواضح للعامي البليد ، ثم صار هذا أغرب الأشياء ، وصار العلم والفقه هو البدع والضلالات ، وخيار ما عندهم لبس الحق بالباطل ، وصار العلم الذي فرضه الله تعالى على الخلق ومدحهُ لا يتفوهُ به إلا زنديق أو مجنون ، وصار من أنكره وعاداه وصنف في التحذير منه والنهي عنه هو الفقيه العالم .
( الأصل الخامس )
بيان الله سبحانه لأولياء الله وتفريقه بينهم وبين المتشبهين بهم من أعداء الله والمنافقين والفجار . ويكفي في هذا آية في آل عمران وهي قوله (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) الآية ، وآية في المائدة وهي قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )) الآية المائدة54 ، وآية في يونس وهي قوله تعالى (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون )) يونس 40 . ثم صار الأمر عند أكثر من يدّعي العلم وأنه من هداة الخلق وحفاظ الشرع إلى أن الأولياء لا بد فيهم من ترك اتباع الرسل ، ومن تبعهم فليس منهم . يا ربنا نسألك العفو والعافية إنك سميع الدعاء .
( الأصل السادس )
رد البدعة التي وضعها الشيطان في ترك القرآن والسنة ، واتباع الآراء والأهواء المتفرقة المختلفة ، وهي أي السنة التي وضعها الشيطان هي أن القرآن والسنة لا يعرفهما إلا المجتهد المطلق ، والمجتهد هو الموصوف بكذا وكذا أوصافا لعلها لا توجد تامة في أبي بكر وعمر ، فإن لم يكن الإنسان كذلك فليعرض عنهما فرضا حتما لا شك ولا إشكال فيه ، ومن طلب الهدى منهما فهو إما زنديق وإما مجنون لأجل صعوبتهما . سبحان الله وبحمده .
والأمر بردّ هذه الشبهة الملعونة من وجوه شتى بلغت إلى أمر الضروريات العامة ولكن أكثر الناس لا يعلمون (( لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون . وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون . وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون . إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشرة بمغفرة وأجر كريم )) يس7 – 11 .
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية