عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 09-02-2006, 02:21 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile بشرى :-: الثلوج تنهمر على ثرى الأردن الباسم

أخوتي الأفاضل ...
أزف لكم خبر انهمار الثلوج على ثغر الأردن الباسم بعد فجر اليوم ويا لها من فرحة أثلجت صدورنا معها وقلوب الظمآنين شوقاً بهذا الضيف العزيز، ورأيت الأطفال وحتى الكبار يلعبون به حيث لم يبرّد الثلج ولا الجليد حرارة لقاء الناس والشمس. وخرجت العائلات لتعوّض ما فاتها من الشعاع الذهبي الدافئ الذي غاب عنهم.
وخرج كثيرون الى الثلج بحثاً عن دفء جديد، وآخرون عن مشهد جديد رسمه الأبيض على ما ألفوا من جلول وجبال. وتضاعفت المتعة. ومنهم من أراد أن يضيف متعة "النَفَس" الى المتعتين، فكان له ما أراد.
وبهذه المناسبة أحببت أن انقل لكم هذه القصيدة الجميلة ...

عرس الثلج

ماذا أرى؟ هل أنجماً زهراءَ؟ *** أم أعيناً برّاقة حـوراءَ؟
أم زهور نسرينٍ وفلاًّ ضاحكاً؟ *** أم أقحواناً مشبعاً أنداءَ؟
لا، بل أرى الثلج البديع يزيده *** نسج الغزالة رونقاً وبهاءَ
إشـراقة غرّاء يبهر سـحرها *** ما أجمل الإشراقة الغرّاء!
ومناظـرُ خلاّابـة ومضاتهـا *** تغوي نهى نظّارها إغواء
جـو لطيف مشـرق متلألئ *** يدع العيون كليلةً عشواء
يا للجمـال الفذّ يلعب بالحجى *** فيحفّز الإلهـام والإيحـاء
سـبحانك اللهـمّ! هذي جنة *** ليست بمورقة ولا خضراء!

* * *
يا ربُّ! يا أمل الخليقة كلّهـا! *** يا من ملكت الراحة السمحاء!
أعقدت للثلج القران على الدنى *** فاسـتقبلته ببسمةٍ زهراء؟
متبلورات الثلـج يوم زفافـه *** تكسـو الطبيعة حلّة بيضاء
يا للطبيعة من عروسٍ ناشـر *** منها الجمال على الأنام لواء!
يا بهجة الدنيا عريـسٌ أبكـمٌ *** متعانق وعروسه (الخرساء)!
الأرض جلّت منظراً، وتبسـمت *** إطلالـةً، وتهللت ســيماء
نشوى تعرّت من جفاف برودها *** وتجلببت برد السماء رداء
الشمـس راقصة الأشعة فوقها *** والغانيات يخضنها خيلاء
الأرض بـاتت غـادة فتّانــة *** جذابة عشـاقها إغـراء
ومليحة عشق الورى أغوارها *** ونجودها وعيونها الوطفاء
تمشي الوفود مواكباً فمواكبـاً *** يتسلقون شوامخاً شـمّاء
يتزلجون على الثلوج ضواحكاً *** متدافعين سـعادة وهنـاء
تصغي فيطربك الحداء كأنمـا *** تختـار كل جماعـة حدّاء
يتسـابقون صواعداً ونوازلاً *** متتبعين مسـيرة عوجاء
وغريقة حتى الحزام تخالهـا *** مشلولة الرجلين أو عرجاء
كم نخلة غاصت إلى زنّارهـا *** في الثلج تنشل حجلها إعياء!
يبدو انعكاس أشـعة وهّاجة *** نـوراً يدغدغ وجنة حمراء
يا فرحة الثلج المدلل يحتوي *** في حضنه ممشوقة حسناء!
زالت برودتـه وذاب فـؤاده *** بحرارة كم ذوّبت أحشـاء!
يا ثلج! ما هذا الهدوء؟ ألم تكن *** أبداً سليل عواصف هوجاء؟
صبّ يعبّر عن هواه صراحةً *** فيغازل السمراء والشقراء
وفتى خجولٌ لا يبوح بسـرّه *** فبدا يبث غرامـه إيمـاء
لكن أسـباب الهوى فضّاحة *** تكسو الوجوه نضارة وحياء
وأخو الهوى معروفة نظراته *** بالخلس مهما حاول الإغضاء
والحب مشبوب اللظى متسلط *** من يسـتطيع لناره إطفـاء؟
عرس مليء بالحبور وملعب *** تلهو فئات الشعب فيه سواء
عرسٌ فريد بين أعراس الملا *** يسـتقطب الجهّـال والعقلاء
ومن الغرابة أن شعباً كادحاً *** صلباً يلين الصخرة الصماء
أغراه هذا العرس سحراً فانبرى *** يلهو به فرحاً صباح مساء
كم يثلج الصدر المعتّم أن تُرى *** الأجيال في أردنِّها سعداء!

* * *
عام يبشّـر بالرخاء كجنـةٍ *** أو واحة الإنعاش في صحراء
فسيرتوي التفاح عذباً سلسلاً *** ويزيد موسـمه ندى وعطاء
شـجر له قدسية مذ باركت *** أيدي السماء غصونه الفيحاء
ريّـان كانت من جنـاه لآدمٍ *** تفاحـة الإغواء من حـوّاء
كلّ البقاع، إذا المياه توفّرت، *** في الريف تحلو صورة ورخاء
يا ثلج! يا ميمون! إنك أبيضٌ *** وجهـاً وقلباً، سـاطع لألاء
ليت القلوب النابضات نواصع *** بيض تفيض نقاوة وصفـاء
حتى يكون الجيل صفاً واحداً *** متفاهماً متعاونـاً معطـاء
ولكي يسير الأهل عبر نضالهم *** متبادليـن مـودة وإخـاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

__________________