[خـالد]

لعله من المفيد أن نعترف بحقيقة هنا كمقدمة مختصرة لا بد منها قبل طرح موضوعنا، هذه الحقيقة هي أن من أهم مميزات ومواصفات الشخصية العربية هي كونها شخصية مضطربة لاعقلانية، شخصية تحكمها العاطفة والأهواء والخيالات والأوهام، فالعربي مثلا يؤمن بأن 2+2=3 وليس أربعة لأن الماسونية الحاكمة في بلده علمته عندما كان طفلا في المدارس الإبتدائية هذه المعادلة الحسابية الخاطئة، علمته منذ طفولته كيف يقبل باللامعقول وبكل ما هو مفارق للعقل والمنطق، ليصبح فيما بعد جزءا من حياته الفكرية والثقافية ويتعامل معه كحقيقة واقعة لا تقبل الجدال.

وإذا ما أخذنا كعينة بعضا من تلك المفاهيم التي تحملها الشخصية العربية وتؤمن بها لاكتشفنا الأبعاد الحقيقية لبشاعة الجريمة التي نفذتها أنظمة الحكم الماسونية ضد الإنسان العربي بعد أن حولته إلى مسخ أبله أقرب لأن يكون جهاز تسجيل كهربائي يعيد صوتيا ما سجله نظام الحكم في بلده على شريط ذاكرته من أن يكون ذاتا إنسانية مفكرة عاقلة كما أراد الله له أن يكون.

هذه العينة المختارة هي فهم الشخصية العربية لفكرة "الإحتلال الأجنبي"... تصورها الخاص لهذه الفكرة...

والسؤال المطلوب محاولة الإجابة عليه هو:

إذا كانت الشخصية العربية تصف الوجود الأمريكي في العراق، والوجود اليهودي في فلسطين بأنه احتلال أجنبي مرفوض وتدعو إلى الجهاد ضده ومقاومته... فهل ينطبق هذا الموقف بالنسبة لها على الوجود البعثي السابق في العراق، وعلى الوجود البعثي الحالي في سوريا، وعلى الوجود الماسوني في مصر والأردن؟

هذا هو السؤال المطلوب الإجابة عليه بموضوعية بعيدا عن العاطفة وأحكامها.

فهل من مجيب؟