عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 09-07-2006, 06:17 PM
قناص الجزيره قناص الجزيره غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: جزيرة محمد
المشاركات: 254
إفتراضي


وبهذا أحيا بإستشهاده ـ نحسبه كذلك ـ مسيرة مشروعه ،وختم عليه بختم النجاح ، وسقاه سقيا النصر .

المعنى الثامن : لنتأمّل كيف أنه لم يفرح بإستشهاده إلاّ الصهاينة ، والصليبيون ، والعلاقمة الصفيون ، والمنافقون ، من حمير الحملة الصليبية ، فهذه والله آية على صدقه ، وعظمة شخصيته ، ومن العجائب التي تذكرنا بأمجاد الأمة فيما مضى من تاريخ عزتها ، أن شخصا حدثني عن صهره الذي قدم من أمريكا ، أنه فوجىء بأولاده يخبرونه أن المعلمة في المدرسة الأمريكية أحضرت كعكة عليها صورة الزرقاوي مبشرة التلاميذ الصغار بمصرعه ! وأنّه كان يسمع الأمريكيين يخوفون أولادهم عند النوم بأن الزرقاوي سيأتيهم !

فسبحان الله ، ورحمك الله يا أبا مصعب ،


وأما الذين كانوا يتهمونه بقتل الأبرياء ، فما أغباهم ، إذ جعلوا مستند تهمتهم أبواق الصليبية ، ودعاوى وافتراءات إعلام العلاقمة مطايا الإحتلال الصلبيبي ، فالرجل كان يصرح أنه لايستهدف إلاّ المحتلّ وأعوانه ، وقد لهجت أشرطته بخوفه على المسلمين ، وعلى أهل السنة ، وغيرتِه على دماءهم ، وتمنّيه أن لو قطع جسده إربا ، ولا يقتل مسلم بغير حق ، أو تمس امرأة مسلمة بسوء ، وأنه لايعنيه إلاّ تطهير أرض الإسلام من دنس المحتل ، ثم العراق هــو لأهله .

والحقيقة الجلية أن ما يجري اليوم على ارض الرافدين ليس هو حرب طائفية ، أشعلها الزرقاوي ، فهذا كذب زوره المحتلون وأعوانهم ، إنه عدوان صليبي علقمي صفوي على مسلمي العراق ، حتى شيعة العراق من كان منهم شريفا رفض المؤامرة الصليبية الصفوية لتقسيمه قـد اصطلى بنار هذا العدوان البغيض الذي يهدف إلى تقسيم العراق وإضعافه خدمة للصهاينة والغرب الصليبي الحاقد على أمّتنا .

والذين سفكوا دماء العراقيين هم فرق الموت التابعة لداخلية الدويلة الصفوية النابتة في تحت راية الصليب في العراق ، كما صرح الشيخ حارث الضاري أن في ذمة الجعفري أكثر من أربعين ألفا من سنة العراق ، ولا يزالون في إزدياد .بسبب حملة الإبادة التي تمارسها أجهزة دولة الصفوية في العراق تحت إشراف الصليب ،

وهاهي تزداد يوما بعد يوم بعد استشهاد الزقاوي في فضيحة تفضح أكاذيب المحتل واعوانه ،وتبين أنهم هم من يذبح أهل العراق في الظلام ، ويرمي التهمة على غيره في النهار .

المعنى التاسع : لاننسى هنا أن ننوّه بدور زوجته المجاهدة التي رزقها الله الشهادة معه ، فقد كانت هذه المرأة ـ والله اعلم ـ أشجع امرأة على وجه البسيطة ، إذ رضيت أن تكون قرينة لأشدّ المطلوبين خطرا لإمبراطور الشر الصليبي وللصهاينة ، وهي تعلم أن أيّةَ صاروخ قد يحرقها في أيّ لحظة ، والموت متربص بـمن هو بجانبها في كلّ حين ،

وأكبر جيوش العالم ، وأشدها قوة ، وأعظمها عتادا، يبحث عنه في كل زاوية من أرض الرافدين ، ليمزق جسده ، وقـد امتلأ حنقا وغضبا عليه ، من كثـرة ما أهرق من دماء هذا الجيش ، وأصابهم بالمقاتل والجراح .

المعنى العاشر والأخير:

استشهد القائد أبو مصعب رحمه الله فمضى راشدا منصورا شهيدا إن شاء الله تعالى ، وحمل رايته أبو حمزة ، وإن استشهد سيحمل رايته غيره ، ولن تسقط هذه الراية ، لأنّ عاقد لواءها محمد صلى الله عليه وسلم ، انتقل إلى الرفيق الأعلى ، وقد أسلمها إلى أسامة ليقاتل الروم ، وهاهي عادت جذعة من جديد ، حتى بأسماءها ، وستبقى بقول الصادق المصدوق ، لاتزال طائفة من أمتى يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة رواه مسلم .

وهذا الجهاد الذي يقدم الرموز قرابين لله تعالى وهم راضون مستبشرون كارهون أن يبقوا في هذه الدنيا الحقيرة ، مؤثرون رضا الله تعالى على كل ما سواه ، جدير بنصر الله تعالى بإذنه.

وهذا الجهاد الذي يسقي شجرة النصر بدماء الشهداء ، لن يوقفه شيء ، وسيبقى شامخا ، ويزداد ، ويعلو ، ويبلغ هدفه ، وتخفق رايات نصره في عواصم الإسلام ،ويوحّد الأمّـة بإمام واحد يحكم شريعة الله تعالى في أرضـه ، ويعيد إلى المسلمين عزتهّم ، ويبني صرح مجدهم عاليا في السماء ، ويحقّق فيهم قوله تعالى (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) .

وهذا الوعد قادم لامحالة ، وما نراه اليوم من إرهاصات النهضة الإسلامية العارمة ، على مستوى اختيار الشعوب للإسلام ، وسيطرة الخطاب الإسلامي على عامة الأمة ، وتقديمها رموز الجهاد الإسلامي وحبها للجهاد ، واختيارها طريقه ، كلّ ذلك دليل على أن الزمان قد استدار ، ورياح التغيير هبت .

ولهذا قد رأتها الأرواح بالرؤى المبشرات ، فهي قريبة والله قريبة ، ولم نعد نحمل هم التغيير نحو الإسلام ، فهو قادم ، لكننا نحمل هم إجتماع الكلمة فيه ، والتسامي عن حظوظ النفوس ، وإيثار مصلحة الأمة على كل ما سواها ،

لكننا نسأل الله تعالى أن يلهم قادة الأمة ، سواء قادة الجهاد ، أو قادة الفكر والعلم والرأي ، أو قادة الدعوة والصحوة ، أن مصير الأمّة يجب أن لايقبل المساومات ، ولا يدخل في حسابات الأشخاص والأحزاب ،

فهي أمّة الله تعالى ، هو سبحانه الذي بعثها رحمة للعالمين ، وهي نعمة لكلّ البشرية ، يتمثل فيها سبيل الهدى ، ويتجلى طريق الحق ، وتترجم حضارة العدل ، والفضائل ، وقد غدت البشرية بأمس الحاجة إلى أن تتولى أمتنا مسؤوليتها الحضارية التاريخية ،

فالواجب اجتماع الكلمة ، وإصلاح ذات البين ، واتحاد فصائل الجهاد ، وجماعات الدعوة ، وتوحّد الأهداف ، والتغاضي عن بنيّات الطريق ، فلنتعاون فيما اتفقنا عليه ، وليعذر بعضنا بعضـا فيما اختلفنا فيه ،

ولنمض أيها الأخوة نحو الهدف فقد اقتربنا منه ، ولنحذر مداخل الشيطان ، ولنضع نصب أعيينا أن نلحق الهزيمة بهذه العدوّ الذي يستهدف أغلى ما لدينا ، رسالة الإسلام الخالدة ،التي استأمننا عليها محمد صلى الله عليه وسلم ، وحملها إلينا أصحابه ،

__________________
تقبّل الله منك بيعك يا أبا مصعب، وألحقك بقوافل الشهداء والصالحين، طبتَ حيّا ًوميتاً، وجزاك الله عنا خير الجزاء، كم رأينا من ملك ورئيس أتبع المسلمون تراب قبره لعنات ودعوات بكل عذاب وعقاب ، وكان أخف الناس عليه من ترحم على موتى المسلمين يوري بكلماته ويتجنب بلعنه والدعاء عليه : ذكر ميت بسوء خوف المسائلة