عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 10-10-2001, 03:27 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Thumbs up

(العلم فريضة)

يعرف القاصي والداني أهمية المعرفة في البناء الحضاري، ولا معرفة بدون علم، ولا علم بدون تعلم، ويكفي أن نذكر أن أول كلمة أوحاها الله تعالى لرسوله (صلى الله عليه وسلم) في الكتاب الكريم {اقرأ} وكفى بذلك دلالة على كل المعاني التي وردت في الكتاب الكريم والحديث الشريف في الحث على طلب العلم وتشريف طلابه ومعلميه.

فقد فرض الإسلام طلب العلم على أتباعه (ذكوراً وإناثاً)، ورفع من درجة طلاب العلم بين عموم المسلمين، والآيات والأحاديث وأقوال العلماء في الحثِّ على طلبِ العلم ونشره كثيرة، وقد جعل الله تعالى شهادة العلماء مقرونة بشهادته تعالى وملائكته في قوله: {شهد الله أنه لا إلهَ إلا هوَ والملائكةُ وأولو العِلْمِ قائماً بالقسط، لا إلهَ إلا هو العزيزُ الحكيمُ} [آل عمران/18]،
ورفع أهل العلم درجات: {يرفعِ اللهُ الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلمَ درجاتٍ واللهُ بما تعملون خبيرٌ} [المجادلة/11]،
وقوله: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكرُ أولُوا الألباب} [الزمر/9]،
ووصفهم بمعرفة المحكَم والمتشابَه، والإيمان بهما، والتمييز بينهما، فقال سبحانه: {وما يعلم تأويلَه إلا اللهُ، والرّاسخونَ بالعلم يقولون: آمنّا به، كلٌّ من عند ربنا، وما يذّكرُ إلا أولو الألبابِ} [آل عمران/7]،
وجعلهم أهلاً للتقوى القائمة على المعرفة: {إنَّما يخشَى اللهَ من عباده العلماءُ} [فاطر/28]،
وسمّى العالم بالحق مبصراً، والكافرَ المستكبر أعمى، فقال عزّ وجلّ: {أفمن يعلمُ أنّما أُنزِل إليك من ربك الحقُّ كمن هو أعمى؟ إنما يتذكّرُ أولُو الألبابِ} [الرعد/19].

وعن أبي الدرداء، عُويمر بن مالك (ت32هـ) رضي الله عنه؛ قال: سمعتُ رسولَ الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهّل اللهُ له طريقاً إلى الجنّة، وإن الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها لطالبِ العلم رِضاً بما يصنع. وإن العالِمَ ليستغفرُ له مَنْ في السمواتِ ومَنْ في الأرض حتى الحيتانُ في الماء. وفضلُ العالم على العابد كفضلِ القمر على سائر الكواكب. وإن العلماءَ ورثةُ الأنبياء، وإن الأنبياء لم يُوَرِّثوا ديناراً ولا دِرهماً وإنما ورَّثوا العلمَ، فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافرٍ).

=يتبع=

[ 14-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: صلاح الدين ]

[ 14-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: صلاح الدين ]
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]