عيد سعيد............... أي سعادة يا بليد ؟!
يا كذاب يا منافق ! كيف توحي للناس غير حالتك !؟ كيف تظهر غير ما تخفي و لا تبدي للناس حقيقة ما تحس ؟! هل أنت بخير ؟! هل أنت سعيد بالعيد حقا ؟؟
أنت لا تعمل، لا شغل لديك، أنت لا تكتب، ممنوع وصول الحرف حتى لو مشى منك إليك، أنت لا تأكل، لا قوت لديك، أنت لا تعمل، إلا عاطلا عنك، و لا تأكل، إلا شفتيك !..
هل أنت بخير يا منافق ؟! هل أنت سعيد بالعيد يا منافق؟
قادتنا أنصاب ، أشرفهم نصاب ، في حربهم نصاب ، و ما لنا نصاب...
هل أنت بخير يا منافق ؟! هل أنت سعيد بالعيد يا منافق؟
أمامنا مماتنا و خلفنا مماتنا و عن يميننا الردى و عن يسارنا الردى، و فوقنا منية و تحتنا منية...
هل أنت بخير ؟! هل أنت سعيد بالعيد يا منافق؟
تحكمت اليهود على الفروج
و تاهت بالبغال و بالسروج،
و قامت دولة الأندال فينا،
و صار الحكم فيها للعلوج،
فقل للأعور الدجال هذا،
زمانك إن عزمت على الخروج..!
هل أنت بخير يا منافق ؟!
هل أنت بخير يا منافق ؟!؟!
يقول الحائط الدي خلفي بل الدي أمامي ، بل الدي على يميني أو ربما الدي على يساري ، لا بل هو السقف فوقي ن بل الأرض تحتي ، لا لا بل هم كلهم و غيرهم ، الصوت من كل الإتجاهات أتاني : ياولد، ترشو نفسك بصراخك وحتى دموعك، تخدع نفسك إذ تظن أنك ببكائك أديت ما عليك، لم تدرك بعد أن الدم لا يكافأ بالدمع، و أنك كنت تستطيع أن تفعل الكثير لكنك لم تفعل، و حتى القليل نكصت عن فعله بحجة أنه قليل، مع أن العدم أقل جدا منه..
صراحة أعترف انني لست بخير.. أحس أنني سأنفجر، أهرع هاربا نحو الباب، أدير المزلاج لكن عبثا، يتكلم الباب هذه المرة، يقول لي مغنيا و باكيا :
يحدق التاريخ في تاريخنا في منتهى الذهول، يقول ماذا يا ترى عساي أن أقول، يجمعنا في كومة، يبعد عنا خطوة، يشد بنطلونه، و فوقنا يبول !..
وأرى ما خشيته للتو، إبتعد الباب عني خطوة، و فتح زمام سرواله، و بال علي !!...
وليس اليوم إلا انسحاق القلب وكل الجسد تحت وطأة هذا الواقع، كيف و ما بين أقماط ميلادنا و كفن موتنا ليس إلا الذل و الخزي و العجز..
لا أرى إلا ظلمات تحيط بنا.. تبلعنا...
ظلمات في بحر لجي يغشاه موج..
و فوق الموج موج و فوق الموج سحاب..
ظلمات بعضها فوق بعض.
ظلمات بعضها فوق بعض.
ظلمات بعضها فوق بعض.