الموضوع: العروض رقميا
عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 04-06-2000, 06:21 PM
خشان خشان خشان خشان غير متصل
عضو قديم
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 300
Post

هذا وقد وجدت في الأبيات والآراء الصادرة عن الأساتذة الكرام في الحوار على قرب عهدي به مادة ثرّة للتطبيق على ما تقدم وأُلَـخِّص منه ما يتناول موضوع التطبيق بالقول أنه حيثما تتابع سببان (22) بوتد بعدهما (3)-والحديث ليس عن الخبب- فإن لكل منهما الخصائص التالية:
السبب الأول : يمكن أن يكون خفيفا (2) أو ثقيلا (11) وهذا لا يقتصر على الكامل والوافر. فلا تعود الفاصلة مقصورة عليهما بل هي حيث تتابع سببان ولها شكلان (211=31) ، (22=4)
السبب الثاني : وأيما سبب تبعه مباشرة وتدٌ فلا يكون إلا مجموعا.
التطبيق:
1- يقول الأستاذ جمال تعليقا على الغراب يغني :
غنى الغرابُ فما شنُفَتْ (شَنْفَتْ) مسامعُنا
........... وأستأسد القرد وأنتُهِكت (انتُهْكَتْ) محارمُنا
ووزن البيت الأول- (أ)داخل القوسين:
322 - 31- 322- 31 **** 322 - 32 - 322 - 31
(ب)خارج القوسين
322 - 31 -3211 - 31 **** 322 - 32 - 3211 - 31
وهكذا حل السبب الثقيل محل السبب الخفيف الأول من مسْ =2/تفْ=2/ علن=3علن
لتاتي على مُسَ =11/ تَفْ =2 / عِلُن= 3، فأتت مُسَتفْعلن أو متَفاعلن،

امّا البيت الثاني فإن له عندي أهمية قصوى فهو ثمين جدا عندي لأنه يقوم دليلا على ما تطرقت إليه في الكتاب من سلالات البحور من أن البسيط والكامل من جدٍّ واحد وذلك باعتبار أن
مسْ تَفْ عِلُنْ =322 تأتي مُسَ تفْ عِلُنْ =مُتَفاعلُن =3211=331
وأنَّ فاعِلُنْ هي كما في اللاحق مُسْ=2/تـَ (طي)=1 /لُنْ أو عِنْ (قطع)=2
ومرَّ بنا أن مستفْعلن ومتَفاعلن تحل إحداهما محل الأخرى
ما شككت أبدا في أن البيت الثاني من البسيط، حتّى قطّعته فإذا هو
كم ونة في القلب إن حاولت أكتمها
............ جادت بها الشفتان أو باحت مدامعنا
كمْ ونْ نَتِنْ = 322/ فلْ قلْ بئِنْ= 322/ حا ولْ تُؤَكْ = 322/ تُمُ ها= 211= 31
جا دتْ بهشْ = 322/ شفَ تا نِئَوْ =3211 / نا حتْ مدا = 322/ مِعُ نا = 211
وكما ترى فإن التفعيلة الثانية في كل من الصدر ةالعجز جاءت على صيغة مستفعلن التامة قبل طيها وقطعها، وقد مرّت معنا أعلاه في عجز بيت الشيخ جلال على مُتَفْعِنْ أو متفلُن بالخبن والقطع.
2- يقول الأستاذ سلاف
كأبي بكرٍ فيحيي بَيــعَةً --- أو أبـي الحسَنَيْنِ يا لَلْحَمِسِ
ووزنه = 231/ 232/ 32 -- 1132 / 232 / 31
فعلاتن فاعلاتن فاعلا --- فاعلاتُنَ أو فاعلاتُكَ / فاعلاتن / فعِلا
ويمكن كتابة نفس الوزن السابق على النحو:
31/ 322/ 322 -- 32 / 3211 / 322
ويكون الوزن = فَعِلُنْ/مسْتفْعلن/مسْتفْعلن -- فاعلن/مسَتفْعلُن ( أو متَفاعلُن)/مسْتفْعلن
وليس المهم اسم المصطلح بل حقيقة تتابع سببين بعدهما وتد
الرمل عند الخليل كما تعلم (فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن). ويدخل على فاعلاتن الكفّ وهو
حذف سابع التفعيلة متى كان ساكنا فتصبح (فاعلاتُ) ، ولم أسمع قط بـ(فاعلاتك).
ما تفضلت به صحيح وأنا أطرح هنا ما تقود إليه النظرة الشاملة لخصائص العروض فيما يخص الأسباب والأوتاد بغض النظر عن المسمى. (وأذكر بما تقدم من شعر للدكتور مانع سعيد العتيبة)
عـــلى أن لا يــغيــب عــن بـالــنا أن الشّــعر سـماعـي وأنــه حــسب مـا حصــره الـخلـيـل.وأن هــذا التــنظــير ليــس بديــلا لعــروض الــخليــل ولــكنه بحــث فــي العــلاقة بيـن النمــاذج الرقمـــية والــخصائــص الإيــقاعــية. وإن نجــم عنـــه وزن جديـــد -وقــد نجــم - فإنــي اقتــرحتُ أن يــسمى (الــمَوْزون ) تمــيـيزا لــهُ عــن الشــــعر. الـــذي يبـقى محــدودا بعــــروض الـــخلـيــل.
كــما ان الأوزان الــرقمية تــثبت تحلــليلـيا أن كــل من زعـم عروضا غير عـــروض الخـليل إنــما كان كــمن يشــر بيـده اليـــسرى إلـــى أذنــــه اليـــــمنى وأن لا قـــول إلا قـــول الخــليل.
ويقول الأستاذ عمر مطر أما تسكين السين في ( الحسنين) فاسأل أهل اللغة عنه ولكني أعلم أن تسكين المتحرك يدخل في الضرورات الشعرية كقول أبي العلاء:
وقد يُقال عثار الرِّجل إن عثرت ... ولا يقال عثار الرَّجْل إن عثرا
فترى هنا كيف سكّن المعري جيم الرجُل للضرورة الشعرية ، والله أعلم.

يلاحظ هنا أن التسكين كان للسبب الخفيف السابق مباشرةً للوتد
ولا يُقا=33 / لُ عِثا= 31/ رُرْ رَجْ لِئِنْ =322 / عثَ را = 211= 31
رُرْ رَجْ لِئِنْ =322، ولو حرَّكَ الجيمَ لصار الوزن: رُرْ رَجَ لِئِنْ = 3112
وهذا حسب ما تقدم لا يكون أبدا لأن السبب الذي قبل الوتد مباشرةً لا يكون إلا خفيفا.
وانظر إلى اختلاف الحال لو قال:
وقد يُقال عثار الرِّجل إن عثرت ... ولا يُسامَحُ مِنْ رَجُلٍ إذا عثَرا
رَجُ لِنْ إذا = 3211=331 مسَتَفْعِلُنْ وثِقَلُها دون ثقل رُرْ رَجُ لِئِنْ = 3112

على أن تناول أوزان البحور رقميا وزحافاتها وعللها أيسر مما تقدم، ولكن السؤال اقتضى التمهيد والاستقصاء الممكنين.

وبهذا أرجو يا أخوي أن أكون قدمت لكما ما يقود إليه التحليل الرقمي من سهولة التعامل مع الأوزان وعمومه، كما أرجو أن أكون قد قد فتحت بابا يا أخي عمر تطل منه على ابعاد أوسع في علم العروض. وقد عملت جهدي في التوضيح ومعذرة لأي قصور.
وتحياتي للجميع.
الرد مع إقتباس