عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 22-04-2002, 11:10 PM
dear71 dear71 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 49
إفتراضي إلى كل الذين يجهلون حقيقة التصوف

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى كل الذين يجهلون حقيقة التصوف أقول:
يؤسفني أن أصف آرائكم حول التصوف بأنها أراء غالية و متطرفة لا بل وظالمة. لا أحد يطلب منكم أن تكونوا صوفية، ولكن أقل ما يطلب هو أن تقفوا موقفا وسطا أو معقولا كموقف إبن تيمية أو إبن القيم. لقد اعترف أكابر العلماء من سلف هذه الأمة بفضل الصوفية وصلاحهم وولايتهم و
أنكروا على جهلتهم، ففي الصوفية جهلة ومدعون كما أنه في الفقهاء وأصحاب الحديث جهلة ومدعون. أنتم لستم بأعلم من ابن تيمية والنووي وابن القيم وابن حجر والهيتمي والعز ومالك وغيرهم وغيرهم من الذين أنصفوا الصوفية أو أثنوا عليهم أو تبركوا بدعائهم. فكفوا عن غلوائكم واتقوا
الله ولا تحبسوا هذه الأمة عن سلوك طريق الإحسان فلسوف تقفون بين يدي الله يوما ولسوف تحاسبن على ذلك. أنا لا أتبع الحلاج ولا ابن عربي ولكنني أسلك طريق التربية والتصفية الذي أسقطموه من منهاجكم وأهملتموه وقللتم من قدرة ظنا منكم بأن الدين كل الدين هو أحكام الطلاق أو المسح على الخفين أو حركات الصلاة أو أنه فقط تلقين الناس مباديء التوحيد تلقينا عقليا باردا تستوي فيه القراءة والسماع من أفواه الرجال. إنكم تهدفون إلى نزع الدين من روحه ليبقى أيديولوجية جامدة لا حياة فيها. ومن أوهى حججكم لإنكار التصوف هو أن كلمة تصوف لم يستخدمها النبي صلى الله عليه وسلم أو لم ينطق بها الصحابة! يا للجهل! ألهذا الحد تأسركم الكلمات والقشور؟! ألهذه الدرجة تكون السطحية والضحالة؟! هذا مع العلم أن الصوفية أنفسهم يقولون لكم أن التسمية لا تهمهم فمنهم من سماه الربانية ومنهم من سماه التصفية ومنهم من سماه تزكية النفوس. ولكن المتصوفة على مر العصور لم يعبأوا بتغيير التسمية لأنهم أعمق وأسمى من أن تحجبهم مثل هذه الصبيانيات. نحن نقول لكم أننا ننكر على من انحرف وشطح من الصوفية كما ننكر على من ينحرف من أي فئة من فئات المسلمين، ونسطر إنكارنا وردودنا عليه في كتبنا ولكنكم مع ذلك تقولون لنا بكل عناد: لا بل أنتم تشطحون وتنحرفون! ألهذا الحد تكون مخالفة الله ورسوله بإساءة الظن بالمسلمين؟! قلنا لكم نحن نركز على ثالث أركان الإسلام وهو الإحسان وتربية النفوس ولا تهمنا كلمة "تصوف" ولا نعبأ بها، ولكن هذا لا يعجبكم! فماذا تريدون بعد حتى ترضوا سيادتكم. أتريدوننا أن ننكر آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وتعليم جبريل علية السلام في تزكية النفس ومقام الإحسان حتى ترتاح نفوسكم الجاهلة العنيدة؟! كلا والله خسئتم وخسئت أحلامكم، لن تنالوا ذلك ولن تجبروا الناس على مخالفة ربهم ونبيهم لترضى عقولكم الضيقة المتحجرة. تريدون أن تقهروا الناس على ذوقكم القاصر السطحي الضيق ويأبى الله أن يفرحكم بذلك لأنه هو الواسع العليم الودود. أتمنى عليكم أن تكفوا عن تسمية أنفسكم بالسلفية.
تريدون أن تحتكروا السلف الذي كان أبعد نظرا منكم وأرحم بهذه الأمة والذي كان متحققا بمقام الإحسان والقرب والحب، هذا المقام الذي هان عليكم فجهلتموة وعدمتم الطريق إلى سلوكه لذا فليس عندكم بديل عن التصوف تقدموه لشباب هذه الأمة فلا أنتم تركتموهم يسلكوا ولا أنتم أعطيتموهم البديل فبئس ما فعلتم ولتحاسبن. فاتقوا الله
وعودوا إلى الوسطية والإنصاف التي كان عليها سلف هذه الأمة فكان لها بهم العز.

والسلام عليكم ورحمة الله

المريد