عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 25-11-2001, 12:45 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

السلام عليكم أخي الأغيد وأعتذر عن التأخير، فقد انشغلت في الأيام الماضية قليلا.

بالنظر في هذه الأبيات، فإنها إما أن تكون من مجزوء المديد (فاعلاتن فاعلن) وهو بحر قليل الاستعمال، ولم يرد مجزوءا من قبل، أو أن يكون من مجزوء الرمَل (أي أن يكون بتفعيلتين في كل شطر على وزن فاعلاتن فاعلاتن)، ويكون عروضه وضربه محذوفين (أي على وزن فاعلن بدل فاعلاتن)، وهذا أيضا لم يرد في شعر العرب، وإنما ورد الرمل بعروض مجزوءة، وضرب مجزوء محذوف (فاعلاتن فاعلاتن ... فاعلاتن فاعلن).

ومثالنا على الرمل المجزوء المحذوف قول الشاعر:
مذْ بدا زاد الشجنْ
.............. مَن به قلبي افتتنْ
رُبَّ هجرانِ طويل
............. أودع القلب الحزنْ
قيل لما قد رأوه
............ وهو في الدنيا حسنْ
ما له قرّت به
........... العينان من هذا الثمنْ

وكما تلاحظون فإن الحذف دخل على أول عروضة فقط، وذلك من باب التصريع، أما باقي الأعاريض فإنها جاءت صحيحة على وزن فاعلاتن. وأيا كان البحر فلك فضل الابتكار فيهما، وهذا دليل على قدرتك كشاعر على سبر الأغوار ، ولعلي أخطأت تقدير التفعيلات ولكن هذا ما أراه.

الجموع تزدحمْ // والحجار تقتحمْ
فاعلاتُ فاعلن // فاعلاتُ فاعلن

والجنود من هلعْ // بالرصاص تعتصمْ
فاعلاتُ فاعلن // فاعلاتُ فاعلن

والدروب مغلقة ْ // والغروب يرتسمْ
فاعلاتُ فاعلن // فاعلاتُ فاعلن

والشهيد في فرحْ // منذ خارت القدمْ
فاعلاتُ فاعلن // فاعلاتُ فاعلن

فالعيارُ بـِشْرهُ // والدماء والكلمْ
فاعلاتُ فاعلن // فاعلاتُ فاعلن

أنَّ عَدْ نـَهُ سَفـَرَتْ // والحسان تنتظمْ
فاعلاتُ ((مفتعلن)) // فاعلاتُ فاعلن

هذه أحد المواضع التي قصدتها، ونجد أن مفتعلن تخرج عن البحر، والحل إما أن نقول:
أنَّ عَدْ نـَا ً سَفـَرَتْ = فاعلاتنْ فـَعِلـُنْ
أو أن نقول:
أنَّ عَدْ نـَهُ بَدَتْ // والحسان تنتظمْ
فاعلاتُ فاعلن // فاعلاتُ فاعلن

كلها له نهضتْ // كلها له حرمْ
فاعلاتُ ((مفتعلن)) // فاعلاتُ فاعلن

وهذا الموقع الثاني، والحل قولنا:
كلها له انبرتْ // كلها له حرمْ
أو قولنا
كلها له غدتْ // كلها له حرمْ
أو ما شابه.

والخلود مرجعهْ// لا فناء لا عدمْ
فاعلاتُ فاعلن // فاعلاتُ فاعلن

أسبل الفضاء ردًا// أقبلت به الظلمْ
فاعلاتُ فاعلاتن // فاعلاتُ فاعلن

وهذا خروج عن طريقتك المبتكرة ودخول في عروض الخليل، فهذا البيت من الرمَل الذي تحدثنا عنه أعلاه:
فاعلاتن فاعلاتن ... فاعلاتن فاعلن

طوّق الجموع بهْ// فاختفت به الجُسُمْ
فاعلاتُ فاعلن // فاعلاتُ فاعلن

والدماء مشرقة ْ// للشهيد تلتثمْ
فاعلاتُ فاعلن // فاعلاتُ فاعلن

واستراح من نصبْ // ثم راح لا ألمْ
فاعلاتُ فاعلن // فاعلاتُ فاعلن

والوجوه باكية // حوله ويبتسمْ
فاعلاتُ فاعلن // فاعلاتُ فاعلن

في العلا النجوم زهتْ// تحته التراب دمْ
فاعلاتُ ((مفتعلن)) // فاعلاتُ فاعلن

خروج آخر، والحل هو قولنا:
في العلا النجم زها// تحته التراب دمْ

واليمين شاهدها// في انتصابها تسمْ
فاعلاتُ ((مفتعلن)) // فاعلاتُ فاعلن

خروج آخر والحل:
إذا كان شاهدهَا بفتح الهاء، نقول:
واليمين قد رأى// في انتصابها تسمْ
أو كانت شاهدُها بضم الهاء:
واليمين شاهدٌ// في انتصابها تسمْ
وأعتقد أن الأول هو المقصود.

فهو في الثرى جسدْ// وهو في الذرى علمْ
فاعلاتُ فاعلن // فاعلاتُ فاعلن

انتهى رأيي في العروض.

أما في المعنى والبلاغة، ففي القصيدة مواطن جمال كثيرة، منها قولك في نهاية القصيدة:

فهو في الثرى جسدْ// وهو في الذرى علمْ

فهذه مقابلة قد وفقت فيها بل وأبدعت.

أعتذر عن الإطالة. ومرحبا مرة أخرى بأخينا الأغيد العربي في الخيمة العربية.

أخوكم عمر مطر
الرد مع إقتباس