عرض مشاركة مفردة
  #14  
قديم 12-02-2007, 04:23 AM
كريم الثاني كريم الثاني غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 150
إفتراضي

الزميل الفاضل خالد المصري ،،، حياك الله

قال تعالى في كتابه العزيز في سورة الزمر :

(( الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب ))

صدق الله العظيم .

جعلنا الله وإياكم وجميع الزملاء في المنتدى من هؤلاء الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

زميلي الفاضل :

أولا " : أشكرك على المعلومات القيمة التي قدمتها لنا ، فهذا ما نفتقره جميعا" في منتدياتنا ، فقد أصبحنا أقرب الى الببغاوات نردد ما نسمع دون تدقيق أو تمحيص ،،، فجزاك الله خيرا.

ثانيا" : سأعلق على ما جاء في مشاركتك :

1 – وضع الرافضة داخل الدولة الإسلامية

أنت تعرف أخي الفاضل أننا نعيش في عصر لا يوجد فيه دولة إسلامية بالمعنى الشامل وأقصد دولة قائمة على شرع الله وتقيم حدود الله وتستمد قوانينها من روح الإسلام العظيم ، ولكن الرافضة موجودين في بعض الدول الإسلامية ، وفي بعضها يُشكلون اغلبية حقيقية وليست وهمية ، ولذلك لا بد من تشريع بحيث يُنظم طبيعة العلاقة ما بينهم وبين بقية فئات المجتمع وبينهم وبين الدولة ، وهذا التشريع يجب أن يكون مبنيا" على العدل وهذا أصلا" هو أساس او غرض كل التشريعات سواء أكانت سماوية أو غير سماوية (( العدل )) لما في ذلك مصلحة الأمة ومصلحة البشرية أيضا" .

ولكن ما حصل ويحصل حتى الان انه لم يتم صياغة تشريع حقيقي قابل للتطبيق يُنظم هذه العلاقة ، فعندما كانت الدولة الإسلامية دولة قوية مارست فكرة الاستئصال ليس على الشيعة فقط ولكن على كل المخالفين والشواهد التاريخية شاهد على ذلك .
وعندما قامت هذه الكيانات المشوهة بعد انهيار الدولة العثمانية مارست نفس الطريقة مع مواطنيها ولكن تحت ذرائع ومسوغات مختلفة ، وبنفس الوقت كانت تنتهك كل ما هو مقدس .
والمشكلة الأكبر من ذلك كله أننا أمام شريحة اجتماعية متجذرة وليست طارئة وهي لا تعتبر نفسها يهودية ولا نصرانية وإنما تعتبر نفسها أنها تمثل روح الإسلام ، وأنها التطور الطبيعي لمسيرة الإسلام التاريخية .

هذه الشريحة وأقصد الرافضة ،،، لها علوم فقه وعلوم حديث وعقائد وعلم كلام وتاريخ ـ قد تختلف معه ــ ولكنه موجود وواقع لا يمكن تجاوزه ، وهم بنفس الوقت يستندون على كتب الخصم في إثبات صحة ما يذهبون إليه .
وأنا أقول هذه المعضلة ليست سهلة كما يتخيل البعض وحلها أيضا" ليس بالأمر السهل ، والعقلية الإسلامية عاجزة تماما" عن تجاوز هذه المرحلة التاريخية وهنا أقصد ( الشيعة والسنة ) .

وسوف أذهب الى ما هو أبعد من ذلك فلو إستأصلنا الرافضة من الوجود فهل ستنتهي شرورنا كعالم إسلامي وكأمة إسلامية ،،، لا أعتقد ذلك .

هذه المقدمة المتواضعة القصد منها توسيع المدارك باتجاه الواقع الذي نعيشه حتى يكون لنا نظرة أكثر وعيا" وأكثر ثقة ننطلق من خلالها ونبني جسورا" مع أنفسنا اولا" ومع الآخرين ثانيا" .

ولنأخذ بروح الإسلام العظيم المتمثل في هداية الناس ( الكفار ) لا في استئصالهم ، فلو أخذنا بهذه النظرة لوجدنا ان التعامل مع الرافضة هو أسهل مما يُعقده البعض ، والآيات الكريمة الدالة على ذلك كثيرة جدا" ، وحديث الأخشبين خير دليل على ذلك فقال تعالى في سورة الأنبياء :
(( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )) .


ولذلك أعود وأؤكد أنني مع هذا الرأي المتمثل في ( المعاهدة والمواطنة ) وقد نختلف على الصيغة ، ولكن لا بد من عقد اجتماعي يُنظم هذه العلاقة .

2 - تقول : (( من اصول اهل السنه والجماعه سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول ))وللحقيقة ،،، أن هناك تجني على الرافضة في هذا الموضوع فإذا كان هذا الكلام صحيحا" بالنسبة لأهل السنة فإنه بنفس الوقت العداء أو السب أو الموقف السلبي من الصحابة الذي يقفه الرافضة لا يُعتبر من أصول التشيع .

فالرافضة ليس لهم موقف واحد وسلبي من كل الصحابة لأنهم صحابة ،،، فهذا الموقف إنما جاء نتيجة موقف تاريخي وقفه الصحابة أنفسهم .
وللتوضيح هم لا يُعادون الصحابي لأنه صحابي ولأنه جاهد في سبيل الله ،،، لا ،،، هذا الكلام مردود ولو كان صحيحا" لعادوا عمار وأبا ذر وإبن مسعود وسلمان ، ولكن هذا لم يحدث لا بل انهم يوالونهم ويعتبرونهم من الخيرة .
وهذا الأمر ينطبق على أمهات المؤمنين " زوجات النبي " فهم ليس لديهم موقف من أمهات المؤمنين عامة وإنما لهم موقف من عائشة وهذا أيضا" نتيجة لظروف تاريخية عاشتها الأمة الإسلامية .
إذا أخلص إلى القول أن موقف الشيعة من بعض الصحابة ومن عائشة إنما هو موقف جاء نتيجة شبهة وليس موقفا" مؤصلا" أو أصل من أصول العقيدة أو أصول الدين على منهج المتكلمين .
ولكن ما حدث أن أهل السنة ضخموا هذه المشكلة وأعطوها بعدا" أكبر من بعدها الحقيقي وبالتالي تشكلت ردة فعل طبيعية عند الشيعة حول هذه المسألة ، وانعكست على الواقع السياسي .
فالشيعي عندما يرفض أبا بكر أو عمر أو يزيد إنما يرفض الوضع القائم الذي يضطهده تحت شعار الدين واهل البدعة .
ومن هنا أنا أدعو الجميع وألفت انتباههم إلى أن دراسة هذا الموضع يجب أن تندرج تحت إطار علم الاجتماع وليس تحت إطار العقائد ،،، والمعضلة الكبرى أن الأمة ليس لديها علم اجتماع ، وكان رائد هذا العلم ابن خلدون ليس من رحم هذه الأمة .


وأما بالنسبة للموقف من الصحابة فالخطاب جاء بالعموم وليس بالخصوص ،،، وقد خاض الكثير من الدارسين بهذه المسالة ومواقف الفريقين الشيعة والسنة متباينة حول هذه المسألة وأنا أعتقد انه لا يُمكن حل هذه الإشكالية إلا في حال إيجاد جو من الألفة بينهم ، لأن كل منهم يعتمد على أدلة عقلية ونقلية ليست ساذجة بحيث يسفهها الآخر .

ولكن الثابت أن الصحابة قاتل بعضهم البعض وقتل بعضهم البعض والقتل أشد من السب ، فلو طبقنا الأحكام الشرعية اللاحقة على واقع الصحابة رضوان الله عليهم لساء الأمر أكثر ولوقعنا في إشكاليات أكبر .


****************



3 – وبالنسبة لكلامك حول عصمة الصحابة فانت تقول (( وسائر اهل السنه والجماعه وائمة الدين لا يعتقدون عصمة احد من الصحابه ولا القرابه ))
هذا الكلام صحيح لا غبار عليه ،،، ولكني أقول صحيح ان أهل السنة لم يعصموا الصحابة قولا" ولكنهم عصموهم فعلا" ،،، فلا أحد من السنة يقول أن الصحابة أو الخلفاء الراشدين معصوما" ولكن لو سألتك ما هي الأخطاء التي إرتكبها أبا بكر وعمر ،،، فماذا ستجيب ؟؟؟؟

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى وهي الأهم ان أهل السنة عصموا الصحابة تحت إطار قاعدة " عدالة الصحابي " التي انبنى عليها علم الحديث بأكمله .
فأنا لا يهمني كثيرا" الحياة الشخصية للصحابي بقدر ما يهمني ما نقله الصحابي عن رسول الله لان ما نقله الصحابي أصبح دينا" وعقيدةً ،،، وهذه المسألة أعتقد أنها بحاجة الى نقاش أكثر عمقا" وأكثر إخلاصا" لدين الله ولمصلحة الأمة .

4 – أشكرك على المعلومات التي قدمتها من كلام إبن تيمية ،،، وأنا فقط أُريد أن أُطمئنك وأقول لك بأنني لا أكره ابن تيمية ،،، وانظر إليه كعالم نتاج عصره وبيئته التي عاشها بما فيها من صراعات وتناقضات .


5 – بخصوص الكلام عن الأسماء والصفات وهو ليس موضوعنا أعتقد أن علماء الكلام هم الأجدر على الخوض في هذا الأمر .


*************

شكرا" لك ،،، وأؤكد لك حرصي على تواصلك ،،، وسوف أُكمل الحديث عن أبي لؤلؤة وسأنقل لك رواية الطبري كما وردت وسنتحاور حولها ، ولن أعتمد على كتب الرافضة .