عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 23-08-2007, 01:33 PM
1st_top 1st_top غير متصل
عضـو شــرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2007
المشاركات: 64
إفتراضي

عبدالله بن سبأ

بالرغم مما أوردناه في المداخلة السابقة من غموض هذا الأفاك الأشر في مراحل حياته ونشأته وأصله وفصله ، نجد أنفسنا في غموض آخر أما سؤال من نوع آخر.

هل إبن سبأ حقيقة أم خيال

وبصراحة ذهب بعض المعاصرين إلى التشكيك في شخصية الرجل وإنكار وجوده ووهميته

وهذا الإنكار لا يستند إلى الدليل العلمي إطلاقا ، وله بواعث شخصية ، ويمكن القول بأن المنكرين لوجود هذه الشخصية على أرض الواقع هم بعض من المستشرقين ، وغالبية الشيعة المعاصرين

والعجيب أن هؤلاء المستشرقين وذيولهم من الرافضة في هذا العصر أنكروا شخصيته وأنه شخصية وهمية وليس لها وجود ، ويبدوا أنهم أجهل من حمار وقد ملأت كتب التاريخ سيرته وتناقلت أفعاله الرواة.

أتفق أغلب المؤرخون وأصحاب كتب الفرق والأنساب والملل والنحل والأدب والطبقات وجود هذه الشخصية وقد ظهرت سيرته في كتب السنة كما في كتب الشيعة كـ شخصية تاريخية حقيقية.

وقد أرتبط إسمه بالفتن ولم يكن ذكره قاصرا على تاريخ الطبري وإنما منتشرة في عدد من الروايات التي رصدت التاريخ الإسلامي وآراء الفرق والنحل في فترة متقدمة
.

ويبدوا أن تاريخ الطبري تميز عن غيره بغزارة مادته وأكثرها تفصيلا ، ولهذا كان التشكيك في هذه الأحداث ، ومحاولة هدم تلك الأخبار بلا سند أو دليل.

ولإستقراء الواقع تعالوا نقرأ سويا أهم الكتب والمصادر التي ذكرت هذا الأفاك سواء في كتب الشيعة أو السنة ، لأن ورود إسمه هو دليل على وجوده.

تم رصد ما يقارب التسعة وأربعون كتابا ، ويبدوا أن هناك الكثير غيرها تؤكد وتجتمع على ثبوت شخصية عبدالله بن سبأ اليهودي بكونه حقيقة لا خيال ، ومن هذه الكتب والمراجع والمصادر:

(1) جاء ذكر السبئية على لسان أعشى همدان وتاريخ الطبري عندما هجى المختار بن أبي عبيد بقوله :
شهدت عليكم أنكم سبئية *** وإني بكم يا شرطة الكفر عارف

(2) جاء ذكر السبئية في كتاب الإرجاء ( ومن خصومة هذه السبئية التي أدركنا ، إذ يقولون هُدينا لوحي ضل عنه الناس ) رواه أبي عمر العدني في كتاب الإيمان.

(3) هناك رواية عن الشعبي ذكرها إبن عساكر في تاريخه تقول ( أول من كذب عبدالله بن سبأ ).

(4 ) أما الفرزدق فقد هجى اشراف العراق ومن أنضم إلى ثورة عبدالرحمن بن الأشعث في معركة دير الجماجم ووصفهم بالسبئية ( الفرزدق شيعي الولاء سني المذهب ).

(5) نقل الطبري في تفسيره رأيا لقتادة البصري هذا نصه : { فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون م تشابه منه ابتغاء الفتنة } [آل عمران 7] ، و كان قتادة إذا قرأ هذه الآية قال : ( إن لم يكونوا الحرورية والسبئية فلا أدري ).



وذكروا وذكر إبن سبأ في كل من الطبقات الكبرى ، وفي المحبر لإبن حبيب البغدادي ، ومنهاج السنة لابن تيمية برواية لأبو عاصم خُشيش بن أصرم ، وفي البيان والتبيين ، وسنن أبي داود والنسائي والحاكم في المستدرك.

وجاء ذكرهم في أحوال الرجال للجوزاني وفي المعارف لإبن قتيبة ( السبئية من الرافضة ينسبون إلى عبدالله بن سبأ ) ، وفي تأويل مختلف الحديث ، وفي انساب الأشراف للبلاذري ، وتاريخ الطبري ، والعقد الفريد لإبن عبد ربه ، وفي كتاب المجروحين لإبن حبان ، والبدء والتاريخ للمقدسي ، وفي منهاج السنة لإبن تيمية ، وفي مفتاح العلوم للخوارزمي ، وفي تثبيت دلائل النبوة للهمذاني.

وتعدد المصادر التي ذكرت السبئية وإبن سبأ كما أشرنا سابق ولا داعي لحشوها حتى لا تملو من القراءة :smile: .

ولنا تكملة للموضوع إن شاء الله.

تحياتي