[1st_top]

وعند التطرق لبحث مثل هذا الأمر وجب علينا النظر من الناحية الأخرى

لوجود منكرين لوجوده ، ومن باب إيراد جميع الآراء وجب إدراج من أنكر وجود إبن سبأ ومن ثم الرد عليهم وتحليل أسباب إنكارهم.

ومن الذين أنكروا وجود إبن سبأ
:

(1)
الدكتور طه حسين في أكثر من كتاب ، ومن باب ذكر الشيئ فإن طه حسين كان متزوجا من نصرانية ، وكان كاتبه الخاص نصراني إيضا ، وقد شهدوا بأنه تنصر في باريس ( صدمة للبعض صح )

(2)
الدكتور : محمد عمارة في كتابه الخلافة ونشأة الأحزاب السياسية ويقول فيه : ( وتنسب أغلب مصادر التاريخ والفكر الإسلامي إلى ابن السوداء هذا نشاط عظيماً و جهداً خرافياً ) ، و يقول : ( فإن وجود ابن سبأ على فرض التسليم بوجوده ) إلى غيرها من النقولات ( والدكتور عمارة من من مؤيدي المعتزلة و المرجئة ).

(3)
الدكتور : حامد حنفي داود ، و هو من الذين تأثروا بكتابات الشيعة حول شخصية ابن سبأ فأنكر وجودها ، و ذلك عندما قام بكتابة المقدمة المتعلقة بكتاب ( عبد الله بن سبأ و أساطير أخرى ) و من ضمن ما قال : ( و أخيراً يسرني أن أعلن إعجابي بهذا السفر الجليل لصاحبه العلامة المحقق السيد مرتضى العسكري ) ، أما رأيه في عبد الله بن سبأ فأوضحه بقوله : ( و لعل أعظم هذه الأخطاء التاريخية التي أفلتت من زمام هؤلاء الباحثين وغمّ عليهم أمرها فلم يفقهوها و يفطنوا إليها هذه المفتريات التي افتروها على علماء الشيعة حين لفقوا عليهم قصة عبد الله بن سبأ فيما لفقوه من قصص ).
و ضمن كتابه : التشيع ظاهرة طبيعية في إطار الدعوة الإسلامية .

ومنهم الدكتور علي سامي النشار في كتابه ( نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ) ، والدكتور محمد كامل حسين في كتابه ( أدب مصر الفاطمية ) ، عبدالعزيز الهلابي في كتابه ( عبد الله بن سبأ ) ، حسين بن فرحان المالكي ( شيعي المذهب ) في حديث له بجريدة المسلمون ، والدكتور جواد علي في مقال له بعنوان ( عبد الله بن سبأ ) منشور في مجلة المجمع العلمي العراقي المجلد السادس ( ص 84 ، 100 ) و أيضاً في مجلة الرسالة العدد ( 778 ) ( ص 609-610 ) ، الدكتور عبد الله السامرائي في كتابه ( الغلو والفرق الغالية في الحضارة الإسلامية )

وهنا ملاحظة وجب إيرادها وهو أن أغلب من أنكر أو نفى وجود ابن سبأ هو من المعاصرين.

ومن الشيعة أنكره بعضهم ومنهم :

(1)
محمد الحسين كاشف الغطاء ، في كتابه( أصل الشيعة و أصولها)حين يقول : ( على أنه لا يستبعد أن يكون هو – أي عبد الله بن سبأ – و مجنون بني عامر و أبو هلال .. وأمثالهم أحاديث خرافية وضعها القصاص لتزجية الفراغ و شغل أوقات الناس ).

(2)
الدكتور علي الوردي ، في كتاب ( وعاظ السلاطين) حين قال : ( يخيل إلى أن حكاية ابن سبأ من أولها إلى آخرها كانت حكاية متقنة الحبك رائعة التصوير ) ، و يعتبر علي الوردي صاحب بدعة القول بأن ابن السوداء و هو عمار بن ياسر رضي الله عنه.

(3)
الدكتور كامل مصطفى الشيبي في كتاب ( الصلة بين التصوف والتشيع ).


وقد أنكره كل من مرتضى العسكري و له كتابان في هذا الموضوع ، محمد جواد مغنيه ، عبد الله الفياض في كتابه (تاريخ الإمامية وأسلافهم من الشيعة) ، الدكتور كامل مصطفى الشيبي في كتاب ( الصلة بين التصوف والتشيع).


وهنا وجب التعليق والذكر بأن هذا النفي شبه الجماعي من قبل أولئك الباحثين الشيعة لشخصية عبد الله بن سبأ ، هو بغرض نفي التأثير اليهودي في عقائد الشيعة ، و تبرئة ساحتهم من عبد الله بن سبأ ، و لكن أنى لهم ذلك .

بقي لنا أن نورد من أثبت وجود عبدالله بن سبأ من المستشرقين بالرغم من عدم حاجتنا لهم ، ولكن بما أن الحكمة ضالة المؤمن أين وجدها فهو أحق بها

تحياتي