عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 15-09-2004, 09:44 AM
Almusk Almusk غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الخليج
المشاركات: 3,051
إفتراضي

قام عمر بن الخطاب يخطب في الناس : ( أيها الناس ، اسمعوا وأطيعوا )
فقام سلمان من بين الصفوف ، فماذا قال ؟ : يا أمير المؤمنين- بنبرة هادئة- ليس من الضرورة حينما تنتقد مسؤولاً أو رئيساً لك في العمل أو مربٍّ لك أن تهتف وتصرخ ..

قال ـ وكأني أقرأ نبرة أحرف التاريخ بها ـ : ( يا أمير المؤمنين لا سمع ولا طاعة )
التفت إليه عمر مزمجراً ؟! لا ما قال كذلك ، لماذا ؟ لأن هناك طمأنينة في علاقة الفرد مع
الآخر : لمَ يا سلمان ؟ ، قال : يا أمير المؤمنين ، إنك تلبس ثوبين ونلبس ثوباً واحداً ..
أنظر الأدب فما قال ليس من العدل ، قال هكذا ، ماذا قال عمر ؟ :
يا عبد الله بن عمر يا عبد الله بن عمر .. يخطب ويهتف في المسجد ينادي ابنه ..

فقام عبد الله من بين الصفوف ، قال : يا عبد الله .. لمن هذا الثوب ؟
قال : إنه لي يا أبتاه .. إنه لي يا أبتاه !
فالتفت عمر إلى الناس وإذا سلمان ليس بنبرة المنتصر ليس بنشوة المنتصر ، وإنما بنشوة الهادئ ، لأن نفسه مطمئنة في البداية ..
فقال : أيها الناس .. إني رجل طوال ـ أي رجل طويل ـ ولا يكفيني ثوب واحد فأحتاج إلى
ثوبين فأخذت ثوب ابني لكي أستر عورتي وأخطب في الناس ..

أستشهد بها على روعة تلك الأمة في نطق الذات .. ينطقها سلمان فيتلقفها عمر ..
بلا خوف بلا ضجر بلا غضب ، فيرده ، ثم يجيب على سلمان والناس .. ثم ماذا قال سلمان ؟
ليس بنبرة الخاجل .. ليس بنبرة المخطئ : أنا آسف يا أمير المؤمنين ؟ لا ..
معذرة يا أمير المؤمنين ؟ لا .. قال :
الآن نسمع ونطيع يا أمير المؤمنين .. فجلس سلمان رضي لله عنه ...

إذن .. نحتاج في تربيتنا لنفوسنا أن نتأمل .. نتجه إلى حاجاتها .. أحدد حاجاتي أيها الكرام ..
أحدد ما أحبه .. أحدد ما أكرهه .. أنظر إلى ما أحبه هل يحبه الله ورسوله .. فأدعمه ..


يتبع إن شاء الله
الرد مع إقتباس