[maher]

السلام عليكم

أخي الحبيب بدر

نحن أخي اصبحا مجتمعا سينمائيا

يعني بطريقة أخرى

مجتمع طغت عليه وسائل الإعلام المنمقة و المبرقشة، لدرجة أننا نظن أحيانا أننا نعيش في المدينة الفاضلة

و من جانب آخر، غزانا الغرب بصناعة السينما، فأصبحنا كمجتمع عربي لدينا قطبا كبيران في هاته الصناعة

أصبح النقد الوحيد الذي نراه هو نقد فلم أو مسلسل أو مسرحية

و كأني بالممثل إذا ما حسن أداؤه و أتقنه سيحرر فلسطين أو سيحل أزماتنا المتراكمة و المتزايدة يوما بعد يوم

أصبح النقد عندنا مفهوما واحدا

نقد الفن السابع و أخواته

و هو كما لا يخفى على أحد لا يسمن و لا يغني من جوع

و إفتقدنا النقد الهادف الذي ينقذنا مما نحن فيه

و يرتقي بنا إلى ما وصل إليه الغرب

و يرجع لنا مكانتنا كمجتمع إسلامي مسيطر على العالم

السيطرة هنا ليست سيطرة مادية و لكن سيطرة المنهج الإسلامي الحنيف على الحياة في العالم

نريد دائما أخي أن نتأسى بالغرب

الجميع يردد علينا هذه الأغنية

و في نفس الوقت لا يسمح لنا بإنتقاده

هم قبلوا النقد و عملوا به

و لكننا لم نكتسب حتى حق أن نكون نقادا

و من تجده ينقد، فهو لا يبرز إلا المساوئ متناسيا الإيجابيات

و غالبا ما تجده متخفيا في إحدى بلدان الغرب

آتي إلى نتيجة ذلك، و هو أن كل من هب و دب أصبح يلقي بكلماته منتقدا و متكلما بما لا يفقه

أحيانا يصيب و أحيانا يخطئ

~~~~~

نحن أخي بدر كعرب لدينا نظرة إستعلائية على الآخر

و هذه النظرة موجودة حتى في ما بيننا كعرب، رغم قاسم الدين و اللغة المشترك

المهم، هذه الأنفة و النظرة الإستعلائية تمنعنا أن نقوم بما نراه صوابا طالما أن الآخر لم يقم به قبلنا و لم ينفذه

بحيث أننا نرى إستصغارا لأنفسنا إذا سبقنا نحن للتغيير و لم يقم الآخر بذلك

البعض يعزو ذلك إلى أنه إنتقاص لذاته

البعض الآخر يرى أن ذلك لن يغير شيئا، لذا فالأفضل أن يبقى على ما هو عليه و ينتظر فرج الله و رحمته

دول العالم الثالث أخي بدر،

و لكي لا أظلم بعض هذه الدول، سأتكلم فقط عن الدول العربية التي تمر بمرحلة متأرجحة من محاولة إحداث توازن إقتصادي و إجتماعي و سياسي

فإذا رأيت من ينتقد جانبا إقتصاديا، فاعذره

لأنه يرى خيرات بلاده بين أيدي عدوه و هو لاينعم بها

و إذا رأيت من ينتقد جانبا إجتماعيا فاعذره مرتين

لأنه يرى مجتمعا يصبح يوما بعد يوم أكثر مادية

و إذا رأيت من ينتقد الجانب السياسي فاعذره ألف مرة

لأنه يرى دينه أمام عينيه
و يرى حاله و العدو
فلا يجد ما يقول إلا أن ينتقد
و في أعماق نفسه ثق أخي بدر أنه يعرف أنه الأجدر بالنقد، و لكن كما قلت سابقا، هو يريد أن يتغير الآخر قبل أن يتغير هو

الآخر الذي هو غالبا ما يكون سؤولا يكون بمثابة قدوة له
فيقنع نفسه لا إراديا بأن بتغير الآخر يكون تغيره أوتوماتيكيا لاحقا له


شكرا على طرحك و موضوك الجميل أخي بدر
و آآآآآآآسف على الإطالة
تعرف، و الله ليلة كاملة و أنا أفكر بموضوعك

تحياتي