عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 20-08-2004, 10:51 AM
شوكت شوكت غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
المشاركات: 348
إفتراضي أخبار النجف-الصدر: مثلي لا يطول له بقاء!

<<لم ولن أشارك في أي أمر سياسي ما دام الاحتلال باقيا وسأسعى طيلة حياتي إلى بناء العراق وحريته واستقلاله وتحريره. لكن مثلي لا يطول له بقاء وأرجو السلامة لمقدساتنا وقادتنا ورموزنا... يا اخوتي انتم في حل مني وأقول كما قال الإمام الحسين: هذا الليل فاتخذوه جملا>>.
بهذه الكلمات توجه مقتدى الصدر إلى أنصاره في وقت متأخر من ليل أمس فيما كانت طائرات الاحتلال الأميركي تفرغ حقدها في محيط ضريح الإمام علي في النجف، محوّلة ليل سكانها نهاراً، إرضاءً لغرور <<عملائها>> في حكومة إياد علاوي التي حاولت فرض شروط جديدة مذلة على الزعيم الشيعي سرعان ما رفضها معلناً تمسكه بمبادرة المؤتمر الوطني، التي أقر بنودها، معتبرا أن البديل هو <<الشهادة أو النصر>>
وكان واضحا من خلال تطورات يوم أمس أن حكومة علاوي سعت إلى رفع سقف شروطها، والعمل على فرض استسلام مذل على الصدر، في محاولة منها لدفعه إلى رفض ما وصفته بأنه <<إنذار أخير>> لتبرير اعتداء دام على الضريح، يستهدف تصفية الزعيم الشيعي جسديا وسياسيا، ويحيل المقام إلى بحر من الدماء.
ومع اشتداد وطأة الدمار الأميركي، وسط صمت عربي وعالمي لم تخرقه إلا إيران بدعوة إلى اجتماع طارئ
لدول الجوار سارعت سوريا إلى تأييدها، دعا الصدر أنصاره، في رسالة بدت كأنها وصية أخيرة، إلى <<تسليم مفاتيح>> ضريح الإمام علي <<بأسرع وقت ممكن>> إلى المرجعية، مجددا رفضه حل جيش المهدي الذي طلب من أنصاره استغلال ظلام الليل للنجاة بأرواحهم وتركه وحيدا لمواجهة مصيره.
وقال الصدر <<يا إخوتي في حرم أمير المؤمنين، عليكم تسليم المرجعية مفاتيح الحرم بأسرع وقت ممكن لكي نجنب هذا المكان المقدس دخول الأنجاس من الكفار وأذنابهم... فالكل ولا استثني أحدا لا يتفوه ببنت شفة إلا من عصم الله>>.
وأضاف <<هذا الأمر عرضته عليكم ورفضتموه قبل الأحداث. إن أرادت المرجعية أن تتدخل في مسألة الجيش (جيش المهدي) فأنا في الخدمة>>. وأضاف <<لكن يعلم الجميع أن هذا الجيش هو قاعدة الإمام المهدي فلا يحق لي حلها أبدا وإني لمنتظر سيدي ومولاي وإمامي ليملأ هذه الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا>>. وتابع <<يا إخوتي في جيش المهدي، إن الجيش جيشكم وأثبتم للجميع شجاعتكم وتضحياتكم وصبركم فالكل تنصل، لكن أدعو المرجعية مرة أخرى إلى استلام الحرم حتى لا تتسلمه يد الغدر والخيانة>>.
وفي ما بدا كأنه ينعى نفسه، قال الصدر <<لم ولن أشارك في أي أمر سياسي ما دام الاحتلال باقيا وسأسعى طيلة حياتي إلى بناء العراق وحريته واستقلاله وتحريره. لكن مثلي لا يطول له بقاء، وأرجو السلامة لمقدساتنا وقادتنا ورموزنا>>.
وختم الصدر قائلا <<لكن يا اخوتي انتم في حلّ مني وأقول كما قال الإمام الحسين: هذا الليل فاتخذوه جملا>>.
وجاءت رسالة الصدر في وقت كانت فيه طائرات الاحتلال الأميركي تقصف مواقع المقاومة العراقية في المدينة القديمة بينما تتقدم دباباته نحو الضريح ومنطقة المقابر المعروفة بوادي السلام. وقال مسؤولون في الحكومة العراقية إن هذا الهجوم قد لا يكون الهجوم الأخير وإنما رسالة إلى الصدر تحمل قوة نارية هائلة تمهيدا للمعركة الحاسمة.
وفي رد منها على ما يجري في النجف، أضرمت عناصر المقاومة العراقية النار في مكاتب ومستودعات شركة نفط الجنوب التي تشرف على العمليات النفطية في البصرة التي شهدت اشتباكات بين أنصار الصدر والقوات البريطانية شاركت فيها مروحيات عسكرية. ومعروف أن الهجمات المتكررة على أنابيب النفط في العراق وتهديدات جيش المهدي بإحراق آبار الجنوب قد أدت إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية حيث بلغ سعر برميل النفط الخام الخفيف في الولايات المتحدة 48,75 دولارا أمس.
كما استغلت القوات الأميركية، على ما يبدو، حالة الفوضى وتركز الاهتمام على ما يجري في النجف، لتشن غارة جوية على الفلوجة ردت عليها عناصر المقاومة بقصف قاعدة مجاورة للاحتلال بقذائف الهاون بينما كانت التكبيرات تصدر من المساجد التي بثت عبر مكبرات الصوت آيات قرآنية.
وكانت دبابات الاحتلال الأميركي قد اجتاحت شوارع مدينة الصدر في بغداد في وقت سابق أمس قبل أن تنسحب بعد ساعات من المواجهات قال الجيش الأميركي إن سبعة عراقيين قتلوا خلالها.
السيستاني
في هذا الوقت، غادر المرجع الشيعي علي السيستاني أمس المستشفى الذي كان يعالج فيه في لندن من مشكلة في القلب. وقال المتحدث باسمه فاضل بحر العلوم إن السيستاني <<غادر المستشفى صباح أمس (الخميس)>>، موضحا انه <<بصحة جيدة ولكنه سيبقى تحت مراقبة الأطباء الذين يريدون معاينته مجددا خلال الأيام المقبلة>>.
وتابع بحر العلوم، ردا على سؤال حول المدة التي سيمضيها في لندن، <<فعلا لا اعلم كم من الوقت سيبقى>> أيضا في العاصمة البريطانية، مشيرا إلى أنه <<حتى الآن، لم يسمح له الأطباء بالسفر>>.
ومع ذلك، شدد بحر العلوم على أن <<سماحته يريد الذهاب فورا ولكن الأطباء لا يسمحون له بذلك بسبب حالته الصحية>>.
اجتماع الجوار
أيدت سوريا دعوة وجهتها إيران أمس إلى اجتماع طارئ لدول الجوار العراقي لبحث أزمة النجف.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية <<سانا>> عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية قوله أمس إن دمشق تؤيد انعقاد اجتماع <<طارئ>> للدول المجاورة.
وأضاف المصدر إن <<سوريا التي تشعر بالقلق والأسى لما يحدث في النجف الاشرف تؤيد الدعوة المطروحة لعقد اجتماع طارئ للدول المجاورة للعراق>>، مشيرا إلى أن سوريا <<تؤكد حرصها على امن العراق واستقراره>>.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية <<ارنا>> نقلت في وقت سابق أمس عن وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي قوله خلال اتصال هاتفي مع نظيره الاردني مروان المعشر أمس الأول <<لقد حان الوقت ليساهم جيران العراق في حل أزمته>>. ووصف خرازي الوضع في العراق بأنه <<حرج>> داعيا جيرانه إلى التدخل لوقف العنف وحماية العتبات المقدسة.
كما نقلت الوكالة الإيرانية عن الرئيس الايراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني قوله أمس إن القصف الأميركي للنجف سيبقى محفورا في الذاكرة تماما كقصف هيروشيما وناغازاكي في اليابان في العام 1945 وأضاف، خلال لقاء برئيس الوزراء الياباني السابق ريوتارو هاشيموتو، ان <<الموقف العبثي للأميركيين في العراق سببه جهلهم بهذا البلد وبالمنطقة والمسلمين إضافة إلى التحليل الخاطئ للبيت الأبيض>>.
إلى ذلك، أعلن مسؤول أميركي كبير أمس أن الولايات المتحدة لا تستبعد أن يكون جيش المهدي قد حصل على أسلحة من إيران ولكنها لا تملك أي دليل رسمي حول هذا الموضوع. وقال هذا المسؤول <<لقد سمعنا مثل هذه الاتهامات ولكننا نتردد في تصديقها نهائيا أو عدم تصديقها لأننا فقط لا نملك أي دليل لتصديقها أو لرفضها>>. وأضاف ان فرضية حصول جيش المهدي على أسلحة من إيران هي فرضية <<محتملة>> خصوصا بسبب <<الطابع الهش>> للحدود بين البلدين. وأوضح <<لكن لسنا قادرين على القول ما إن كانت الحكومة الإيرانية>> هي التي سلمت الأسلحة، مشيرا إلى وجود <<كميات كبيرة من الأسلحة في العراق ليس لإيران أية علاقة بها>>.
(ا ب، ا ف ب، رويترز)