عرض مشاركة مفردة
  #38  
قديم 05-02-2006, 12:00 PM
عربي سعودي عربي سعودي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: السعودية - الرياض
المشاركات: 2,185
إفتراضي

التدريب والطريق إلى الاحتراف القتالي


التدريب القتالي من أهم الأسس التي ترتكز عليها القوات المسلحة في تحقيق هدفها الأساسي وهو الدفاع عن الوطن، حيث يمثل التدريب كما وضعه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان أحد أضلاع مثلث النصر، الذي يتمثل في: "القيادة، الانضباط، التدريب".
فالتدريب المتواصل يؤدي إلى الاحتراف العسكري، وبالتالي يؤدي إلى قيام القوات المسلحة بمهامها بإتقان كبير، فالسلاح مهما كان متقدماً وكان في أيد غير مدربة يعد مكسباً للعدو. وقوة عسكرية غير مدربة لا يمكن بأي حال أن تحقق النصر مهما تهيأ لها من إعداد وأسلحة حديثة. وللتدريب القتالي المشترك بلا شك فوائد فنية كبيرة، مثل اكتساب الخبرات والرفع من حرفية القوات العسكرية.
ومن أجل تحقيق حرفية قواتنا المسلحة ورفع جاهزيتها كان تمرين سيف الإسلام(4) الذي نفذته قيادة المنطقة الشمالية الغربية ورعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام المراحل النهائية منه، وتم بمشاركة أفرع القوات المسلحة البرية، والجوية، والبحرية، والدفاع الجوي. وقد أظهر التمرين تكامل القوات وتنسيق وتخطيط العمليات والتي تمثلت بالإسناد الجوي القريب بالطائرات التورنيدو والهجوم لرمي الأهداف ثم الإسناد الناري الذي تمثل في نيران القوات البرية ونيران المدفعية وراجمات الصواريخ والاقتحام الجوي بإسقاط قوات خاصة بالمظلات على الأهداف وتدمير أهداف في عمق العدو، كما أدى طيران القوات البرية دوره في مهمة الاقتحام والمناورة لاستطلاع القوات الهجومية ومهمة الإخلاء الجوي الذي تم باستخدام الطائرات الأباتشي، وقامت قوات الدفاع الجوي بتقديم الحماية للقوات الأرضية المتقدمة. إضافة إلى مشاركة القوات البحرية بسفينتين وبعض من عناصر طيران القوات البحرية وكذلك مجموعة من مشاة القوات البحرية التي شاركت بكتيبة خفيفة الحركة.
لقد وضح من خلال هذا التمرين قدرة القوات المسلحة السعودية على التعامل مع أي طارئ للدفاع عن أرض الوطن ومقدساته. لقد كان إعلان سمو مساعد وزير الدفاع للشئون العسكرية أن تمريناً آخر مفاجئاً قد أضيف بأمر سمو وزير الدفاع قبل هذا التمرين بحوالي ثلاثة أسابيع دليلاً على حرص القيادة على تعويد القوات على التمارين المفاجئة التي تؤدي إلى الرفع من مستوى الإعداد والجاهزية القتالية للقوات وإبراز حرفيتها وكفايتها القتالية، وقد صرح سموه أيضاً أن التمرين المفاجئ كان من منطقتين مختلفتين متباعدتين، وهو تحرك مفاجئ بأكثر من عشرين ألف مقاتل، وكان التحرك لأكثر من خمسمائة كيلومتر بدون حوادث مما يبرز حرفية قواتنا وكفاءتها القتالية، وهناك ملاحظة مهمة أيضاً في تصريح سمو مساعد وزير الدفاع وهو أن أوامر التمرين المفاجئ لم تستدع أيا من الضباط والأفراد الذين كانوا في إجازات لكنهم حين سماعهم بتحرك وحداتهم قطعوا إجازاتهم والتحقوا بوحداتهم بدون استدعاء، إن هذه الملاحظة تدل على وفاء وفداء أبناء القوات المسلحة واستعدادهم للتضحية في كل وقت بأرواحهم فداء لدينهم ومليكهم ووطنهم.
لقد أظهرت المعارك الحديثة أهمية الاحتراف واستيعاب الجنود لأسلحتهم، فالتدريب الشاق والمستمر والدؤوب ليلاً ونهاراً وفي ظروف تماثل ظروف المعركة الحقيقية يمكن القوات من تحقيق أعلى المستويات الاحترافية للقتال (( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة)) .

العميد الدكتور- إبراهيم بن محمد المالك
مدير عام الإدارة العامة
للشئون العامة بالقوات المسلحة السعودية

منقول عن مجلة الدفاع
http://www.al-difaa.com/Detail.asp?InNewsItemID=77215