عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 08-10-2006, 03:00 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

ومن العوام من يرضى عن عقل نفسه ، فلا يبالي بمخالفة العلماء ، فمتى خالفت فتواهم غرضه أخذ يرد عليهم ويقدح فيهم . وقد كان ابن عقيل يقول : قد عشت هذه السنين فلو أدخلت يدي في صنعة صانع لقال أفسدتها عليّ ، فلو قلت : أنا رجل عالم لقال : بارك الله لك في علمك ليس هذا من شغلك . هذا ، وشغله أمر حسي لو تعاطيته فهمته ، والذي أنا فيه من الأمور أمر عقلي ، فإذا أفتيته لم يقبل .



ومن تلبيسه عليهم تقديمهم المتزهدين على العلماء ، فلو رأوا جبة صوف على أجهل الناس عظموه ، خصوصاً إذا طأطأ رأسه ، وتخشع لهم ، ويقولون : أين هذا من فلان العالم ، ذاك طالب الدنيا وهذا اهد لا يأكل عنبة ولا رطبة ولا يتزوج قط ، جهلاً منهم بفضل العالم على الزاهد ، وإيثاراً للمتزهدين على شريعة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، ومن نعمة الله سبحانه وتعالى على هؤلاء أنهم لم يدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ لو رأوه يكثر التزويج ويصطفي السبايا ، ويأكل لحم الدجاج ويحب الحلوى والعسل ، لم يعظم في صدورهم .



ومن تلبيسه عليهم قدحهم في العلماء بتناول المباحات ، وذلك من أقبح الجهل . وأكثر ميلهم إلى الغرباء ، فهم يؤثرون الغريب على أهل بلدهم ممن قد خبروا أمره وعرفوا عقيدته ، فيميلون إلى الغريب ولعله من الباطنية . وإنما ينبغي تسليم النفوس إلى من خبرت معرفته ، قال الله عزّوجلّ : ( فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ) سورة النساء الأية :6 . ومنَّ الله سبحانه في إرسال محمد صلى الله عليه وسلم إلى الخلق بأنهم يعرفون حاله ، فقال عزّوجلّ : ( لقد مَنَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم ) سورة آل عمران الأية : 164 وقال : ( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم سورة البقرة الأية 146

وقد يخرج بالعوام تعظيم المتزهدين إلى قبول دعاويهم ، وإن خرقوا الشريعة وخرجوا عن حدودها . فترى المتنمس 1 يقول للعامي : أنت فعلت بالأمس كذا ، وسيجري عليك كذا فيصدقه . ويقول : هذا يتكلم على الخاطر ولا يعلم أن ادعاء الغيب كفر . ثم يرون من هؤلاء المتنمسين أموراً لا تحل ، كمؤاخاة النساء والخلوة بهن ، ولا ينكرون ذلك تسليماًَ لهم أحوالهم ..





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ



للحديث بقية إن شاء الله تعالى .....





وقفه :-



علامة الجهل ثلاث : العجب ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه ، وأن ينهى عن شيء ويأتيه .

" أبو الدرداء رضي الله عنه "
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه