عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 11-08-2007, 01:29 PM
الشيخ عادل الشيخ عادل غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 158
إفتراضي خواطر فى الاسراء والمعراج 2


بقلوب تفيض برحيق المحبة وأفئدة تنبض بالمودة وكلمات مفعمة بروح الأخوة أقول لكم اهلا بكم
اخوانى واخوتى فى الله انى احبكم فى الله
استكمل معكم باقى الاسراء والمعراج ومعلش اصبروا على شويه عشان الموضوع شيق جدا
وكان لازم اكمله لكم حتى تستحضروا الحادثه وكانها حدثت امس ولكن لقيته طويل فساقسمه على ثلاث
وممكن للاحباب ان يقرا الموضوع على فترات حسب وقته ولكن المهم يكون موجود عنده
{وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس .. "60" }
(سورة الإسراء)

وهذا دليل آخر على أن الإسراء لم يكن مناماً، فالإسراء لا يكون فتنة واختباراً إلا إذا كان حقيقة لا مناماً، فالمنام لا يكذبه أحد ولا يختلف فيه الناس.
لكن لماذا قال عن الإسراء (رؤيا) يعني المنامية، ولم يقل "رؤية" يعني البصرية؟
قالوا: لأنها لما كانت عجيبة من العجائب صارت كأنها رؤيا منامية، فالرؤيا محل الأحداث العجيبة.
وورد في الإسراء أحاديث كثيرة تكلم فيها العلماء: أكان بالروح والجسد؟ أكان يقظة أم مناماً؟ أكان من المسجد الحرام أم من بيت أم هانئ؟ ونحن لا نختلف مع هذه الآراء، ونوضح ما فيها من تقارب.
فمن حيث: أكان الإسراء بالروح فقط أم بالروح والجسد؟ فقد أوضحنا وجه الصواب فيه، وأنه كان بالروح والجسد جميعاً، فهذا مجال الإعجاز، ولو كان بالروح فقط ما كان عجيباً، وما كذبه كفار مكة.
أما من ذهب إلى أن الإسراء كان رؤيا منام، فيجب أن نلاحظ أن أول الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان الرؤيا الصادقة، فكان صلى الله عليه وسلم لا يرى رؤيا إلا وجاءت كفلق الصبح، فرؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ليست كرؤيانا، بل هي صدق لابد أن يتحقق.
إذن: من قال: إن الإسراء كان مناماً نقول له: نعم كان رؤيا إيناس تحققت في الواقع، فلدينا رؤى الإيناس أولاً، ورؤى التذكير بالنعمة ثانياً، وواقع الحادث في الحقيقة ثالثاً، وبذلك نخرج من الخلاف حول: أكان الإسراء يقظة أم مناماً؟
أما من قال: إن الإسراء كان من بيت أم هانئ، فهذا أيضاً ليس محلاً للخلاف؛ لأن بيت أم هانئ كان ملاصقاً للمطاف من المسجد الحرام، والمطاف من المسجد. إذن: لا داعي لإثارة الشكوك والخلافات حول هذه المعجزة؛ لأن الفعل فعل الحق سبحانه وتعالى، والذي يحكيه لنا هو الحق سبحانه وتعالى، فلا مجال للخلاف فيه.
وقوله تعالى:
{من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .. "1" }
(سورة الإسراء)

المسجد الحرام هو بيت الله: الكعبة المشرفة، وسمي حراماً؛ لأنه حرم فيه ما لم يحرم في غيره من المساجد. وكل مكان يخصص لعبادة الله نسميه مسجداً،
ويختلف المسجد الحرام عن غيره من المساجد، أنه بيت لله باختيار الله تعالى، وغيره من المساجد بيوت لله باختيار خلق الله؛ لذلك كان بيت الله باختيار الله قبلة لبيوت الله باختيار خلق الله.
وقد يراد بالمسجد المكان الذي نسجد فيه، أو المكان الذي يصلح للصلاة، كما جاء في الحديث الشريف: ".. وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً". أي: صالحة للصلاة فيها.
ولابد أن نفرق بين المسجد الذي حيز وخصص كمسجد مستقل، وبين أرض تصلح للصلاة فيها ومباشرة حركة الحياة، فالعامل يمكن أن يصلي في مصنعه، والفلاح يمكن أن يصلي في مزرعته، فهذه أرض تصلح للصلاة ولمباشرة حركة الحياة.
أما المسجد فللصلاة، أو ما يتعلق بها من أمور الدين كتفسير آية، أو بيان حكم، أو تلاوة قرآن .. الخ ولا يجوز في المسجد مباشرة عمل من أعمال الدنيا.
لذلك حينما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً ينشد ضالته في المسجد، قال له: "لا ردها الله عليك" وقال لمن جلس يعقد صفقة في المسجد: "لا بارك الله لك في صفقتك". ذلك لأن المسجد خصص للعبادة والطاعة، وفيه يكون لقاء العبد بربه عز وجل، فإياك أن تشغل نفسك فيه بأمور الدنيا، ويكفي ما أخذته منك، وما أنفقته في سبيلها من وقت.
والمسجد لا يسمى مسجداً إلا إذا كان بناءً مستقلاً من الأرض إلى السماء، فأرضه مسجد، وسماؤه مسجد، لا يعلوه شيء من منافع الدنيا، كمن يبني مسجداً تحت عمارة سكنية، ودعك من نيته عندما خصص هذا المكان للصلاة: أكانت نيته لله خالصة؟ أم لمأرب دنيوي؟
فمثل هذا المكان لا يسمى مسجداً؛ لأنه لا تنطبق عليه شروط المسجد، ويعلوه أماكن سكنية يحدث فيها ما يتنافى وقدسية المسجد، وما لا يليق بحرمة الصلاة، فالصلاة في مثل هذا المكان كالصلاة في أي مكان آخر من البيت. لذلك يحرم على الطيار غير المسلم أن يحلق فوق مكة؛ لأن جو الحرم حرم. وقوله تعالى:
{إلى المسجد الأقصى .. "1" }
(سورة الإسراء)

في بعد المسافة نقول: هذا قصي. أي: بعيد. وهذا أقصى أي: أبعد، فالحق تبارك وتعالى كأنه يلفت أنظارنا إلى أنه سيوجد بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى مسجد آخر قصي، وقد كان فيما بعد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالمسجد الأقصى: أي: الأبعد، وهو مسجد بيت المقدس.
وقوله سبحانه:
{باركنا حوله .. "1" }
(سورة الإسراء)
البركة: أن يؤتي الشيء من ثمره فوق المأمول منه، وأكثر مما يظن فيه، كأن تعد طعاماً لشخصين، فيكفي خمسة أشخاص فتقول: طعام مبارك. وقول الحق سبحانه:
{باركنا حوله .. "1" }
(سورة الإسراء)
دليل على المبالغة في البركة، فإن كان سبحانه قد بارك ما حول الأقصى، فالبركة فيه من باب أولى، كأن تقول: من يعيشون حول فلان في نعمة، فمعنى ذلك أنه في نعمة أعظم. لكن بأي شيء بارك الله حوله؟
لقد بارك الله حول المسجد الأقصى ببركة دنيوية، وبركة دينية: بركة دنيوية بما جعل حوله من أرض خصبة عليها الحدائق والبساتين التي تحوي مختلف الثمار، وهذا من عطاء الربوبية الذي يناله المؤمن والكافر.
وبركة دينية خاصة بالمؤمنين، هذه البركة الدينية تتمثل في أن الأقصى مهد الرسالات ومهبط الأنبياء، تعطرت أرضه بأقدام إبراهيم وإسحق ويعقوب وعيسى وموسى وزكريا ويحيى، وفيه هبط الوحي وتنزلت الملائكة.
وقوله:

{لنريه من آياتنا .. "1" }
(سورة الإسراء)

اللام هنا للتعليل. كأن مهمة الإسراء من مكة إلى بيت المقدس أن نرى رسول الله الآيات، وكلمة: الآيات لا تطلق على مطلق موجود، إنما تطلق على الموجود العجيب، كما نقول: هذا آية في الحسن، آية في الشجاعة، فالآية هي الشيء العجيب. ولله عز وجل آيات كثيرة منها الظاهر الذي يراه الناس،
والله سبحانه يريد أن يجعل لرسوله صلى الله عليه وسلم خصوصية، وأن يريه من آيات الغيب الذي لم يره أحد، ليرى صلى الله عليه وسلم حفاوة السماء به، ويرى مكانته عند ربه الذي قال له:
{ولا تك في ضيقٍ مما يمكرون "127" }
(سورة النحل)
لأنك في سعة من عطاء الله، فإن أهانك أهل الأرض فسوق يحتفل بك أهل السماء في الملأ الأعلى، وإن كنت في ضيق من الخلق فأنت في سعة من الخالق.

وللحديث بقيه باكر ان شاء الله
نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عباده العباد الى عباده رب العباد
ومن جور الاديان الى عداله الاسلام
ومن ضيق الدنيا الى سعه الدنيا والاخره


اخوكم الشيخ عادل
__________________
ان غـــاب اسمـــــى عــن البـــــــــــال

ودفن جســـــــــدى تحت الرمـــــــــــال


فهذا اسمــــــــــــــــــــــــــــــى لا يزال

الشيــــــــخ عادل مامـــــــــــــــــــون