عرض مشاركة مفردة
  #26  
قديم 29-07-2001, 05:33 PM
عمر الشادي عمر الشادي غير متصل
معارض
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2000
المشاركات: 4,476
Post

بالنسبة الى السائل الجديد سأوافيك ان شاء الله

اما ابو عاصم فأقول لك
لقد ذكرتُ لك من محكم القرءان ءايات وءايات
وبينتُ لك من الحديث الشريف جملة
وكل ذلك مع تفسيره كما جاء عن السنة علماء اهل السنة والجماعة
وبينتُ لك فهم الصحابة لها بأسانيد وثَّقت اسماء حفاظها المصححون
ثم نقلت لك عن اهل المذاهب الاربعة المشهورة
الشافعي والمالكي والحنفي والحنبلي ما فيه الكفاية لطالب العلم والمعرفة والحق
وأتبعت ذلك بجملة اقوال لأكابر المؤلفين من السلف الصالح
وعمدت الى أولي الفضل من مشاهير الخلف التابع بإحسان
علماءً ومجتهدين ومحدثين وحفاظا
وكل ذلك مع تبيان مرجعية اللغة العربية حكما فيصلا في فهم القرءان والسنة
لكنك آثرتَ ترك كل ما قدمتُ لك ذكرَه
وذممتَ مجموع العلماء الذين خالفوك في اتباع الهوى والانقياد له
وقيّدتَ نفسك بفكرةٍ استُحدِثَتْ منذ نحو 200 عام
وربما اخرى استحدثت منذ نحو 700 عام
وكلا الفكرتين جاهدهما علماء الإسلام في أوانهما وزمانهما ومكانهما
ونقلتُ لك الإجماع على تضليل القائل بالحد والمكان لله ،إجماع الأمة المحمدية التي لا تجتمع على ضلالة
وهاك الان جملة من التبيين والتبيان عن أهل المذاهب الأربعة من جديد
أطلب منك أن تعمل فكرك في قراءته لا أن تمر عليه مرور الكرام وأقول لك: إن الحق من ربِّك فلا تكن من الممترين.
واعْلمُ اني لا أهدي من أحب هدايته ولكن الله يهدي من يشاء

فلم يكن لك جواب على حديث الأعمى الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلب منه أن يدعو له بأن يردّ الله بصره من قوله عليه الصلاة والسلام:"إيت الميضأة فتوضأ ثم صلِّ ركعتين ثم قل :أللهم اني أسألك وأوتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجهُ بكَ إلى ربي . .. إلى أخره.

فإن الحديث يفيد ضدّ عقيدتكم
يفيد أن الرسول علَّم الأعمى التوسل به
بلفظ يا محمد في غير حضرته صلى الله عليه وسلم
لانه عليه السلام لا يجوز نداؤه مشافهة يا محمد
للنهي الذي ورد في القرءان عن ذلك
وقد بيّن راوي الحديث الذي حضرَ النبي صلى الله عليه وسلم حين علَّم الأعمى التوسل به باللفظ الذي علَّمه الرسول في غير حضرة الرسول لأن فيه قوله: فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا الرجل وقد أبصر.
وهذا النداء معروف عندكم على أنه شرك وكفر
هذه عقيدتكم تكفير مَنْ ينادي الرسول بهذا اللفظ
ومن ينادي غيره من نبي أو وليّ
كقول يا عبد القادر
ولا يظنُّ ظانٌ أن الأعمى قرأ توسله هذا في وجه الرسول
لِمَا عُلِمَ من ثبوت النهي عن ذلك
والرسول لا يأمرنا بما نهانا الله عنه والله نهانا ان ننادي الرسول بوجهه بـ يا محمد
والرسول قال للأعمى : قل يا محمدُ إني أتوجه بك الى ربي
اذا الأعمى قال توسله في غير حضرة النبي
ويؤكد هذا ما قاله راوي الحديث:" فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل الرجل وقد أبصر".
وهذا دليل على ضيق دائرة اطلاعكم
وان تسميتكم لأنفسكم سلفيين خلاف الواقع والحقيقة

------------------------

ثم إن ابن تيمية روى في كتابه الكلم الطيب ما قاله عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما:"يا محمد" لمّا خدرت رجله فقيل له اذكر احبَّ الناس اليك
فرواية ابن تيمية لهذا الحديث في (الكلم الطيب) استحسان منه لما وجده فيه
فهل تكفرون ابن تيمية لاستحسانه هذا الحديث على قاعدة أن استحسان الشرك شركٌ...!!!
والحديث موجود في الأدب المفرد للبخاري الذي استحسنه بدوره كما ان هذا الأثر رواه من المتاخرين الحافظ ابن الجزري في كتابيه الذين الَّفهما في الأذكار
ثم إن الشوكاني الذي كان في قرن محمد بن عبد الوهاب استحسن هذا الأثر الشريف في شرحه لعدة الحصن الحصين
وهذا الكتاب الكلم الطيب لابن تيمية مشهور ويوجد منه نسخة خطية ومطبوعة.
وهذا الأثر يبطل القاعدة التي تعملون عليها والتي ما انزل الله بها من سلطان وهي قولكم:"لا يجوز التوسل إلا بالحي الحاضر"
فسبحان مصرف القلوب يصرفها كما يشاء

كل هذا يبين بوضوح وجلاء كيف أن نسبتكم لانفسكم الى السلف الصالح دعوى غير صحيحة وكذلك تلك الألقاب التي تطلقونها على مشايخكم ما هي الا وسائل إعلامية تستخدمونها للتمويه على العوام من المسلمين وهي ألقاب في غير محلها
إذ كيف يكون قول يا محمد في غير حضرة النبي شركا مع قولِ من خدرت رجله "يا محمد" مستحسنا لذلك يكون على مقتضى عقيدتكم دعوة للشرك......!!!!!!
مع انه هو قدوتكم في اثبات الحد لله تعالى واثبات الاعضاء والحركة والسكون وكل ذلك عند العقلاء المنزِّهين تشبيه للخالق بالمخلوق

فما حصل من عبدالله بن عمر استغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم بلفظ يا محمد وذلك عندكم كفر أي الاستغاثة بالنبي بعد موته
فماذا تفعلون بعد إيراد هذا الحديث ؟
أترجعُ عن رأيك في تكفير من ينادي يا محمد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم
أم تكفرون ابن عمر رضي الله عنهما وتكفرون البخاري الذي استحسن هذا اللفظ أم تكفرون ابن تيمية وابن السني وابن الجزري الذين كانوا ممن وافقوا على الرواية واستحسنوها....!!!
قد يكون مخرجك الوحيد أن تقول لي أن بعض مشايخك قال إن هذا الحديث ضعيف وهنا أسألك ان كانت الرواية باطلة فكيف لابن تيمية أن يذكرها ويستحسنها ولا ينكر عليها...!!
كما أنني أسألك ان قلت لي أن أحد شيوخكم المعاصرين قال بتضعيف هذا الحديث فمن أين له أن يضعفه ولم يفعل ذلك أحد من قبله
كيف يضعفه والبخاري يصححه
وابن تيمية يوافق عليه
وابن السني وابن الجزري يوافقان على الرواية فمن أين أتى بالتضعيف بالله....!!!!!
وكيف تتبعون المعاصرين فيما يخالفون فيه سلف هذه الأمة
فإن كنت مصرا على اتباعه دون السلف الصالح فاسمح بأن تنفي صفة السلفية عنك وعن جماعتك
نحن أهل السنة في الأمصار قدوتنا السلف الصالح ففي مناهجهم الخير والاحتياط الكبير في أمر الدين ونحن على آثارهم مقتفون
كتبت أنت حتى الان عشرات الأسطر والأقوال
ومع أنك تدعي اتباع السلف
فقد خلت كتاباتك من أقوال السلف
بينما نحن أهل السنة أوردنا لك الكثير الكثير من ذلك
فمن هم السلفيون حقا ...!!!

-----------------------------

وقد وجدنا في بعض كتبكم قولا عجيبا
وهو في شرح حديث النزول
تقولون:" إن الله ينزل إلى السماء الدنيا ولا يخلو العرش منه"
فهذا من أسخف القول
إذ كيف يجعل النزول نزولا من غير أن يخلو منه العرش

-------------------------------

وهاك الان فوائد من كتب علماء الامة الاكابر

وقد دلَّ قوله تعالى:"ليس كمثله شيء" على التنزيه وأن الله لا يشبه شيئا من خلقه بوجه من الوجوه ومن جميع الوجوه التي هي من معاني الخلق كالاتصاف بالحدوث والحركة والسكون والاجتماع والافتراق والاتصاف بالمكان والاتصال بالعالم والانفصال عنه لان كل هذه الصفات من معاني الخلق فلا يصح أن يتصف الله بها وقد صرح ابن الجوزي في كتابه "دفع شُبه التشبيه" بأن الله لا يجوز عليه الاتصال بالعالم والانفصال عنه

ونص عبارته بعد كلام: فإن قيل نفي الجهات يحيل وجوده قلنا إن كان الموجود يقبل الاتصال والانفصال فقد صدقتَ،أما إذا لم يقبلهما فليس خلوّه من طرفي النقيض بمحال فان قيل أنتم تلزموننا بأن نقرَّ بما لا يدخل تحت الفهم قلنا إن اردتَ بالفهم التصوّر والتخيل فان الخالق لا يدخل تحت ذلك إذ ليس يُحَسُّ ولا يدخل تحت ذلك إلا جسم له لون وقدْر فإن الخيال قد أنسَ بالمبصرات فهو لا يتخيل شيئا إلا وفقَ ما هو رءاه لأن الوهم من نتائج الحسّ وإن اردتَ أنه لا يُعلم بالعقل فقد دللنا أنه ثابت بالعقل لأن العقل مضطر إلى التصديق بموجب الدليل واعلم أنك لمّا لم تجدْ إلا جسما أو عرَضا وعلمت تنزيه الخالق عن ذلك بدليل العقل الذي صرفك عن ذلك فينبغي ان يصرفك عن كونه متحيّزا أو متحركا أو متنقلا ا.هـ

وقال الإمام ابن حجر الهيتمي بعد كلام ما نصه :
"ومعنى إثبات الاتصال والانفصال يرجع إلى قول من قال إن البارئ تعالى لا داخل العالم ولا خارج العالم ومن ثم قال الغزالي معناه أنه مصحح الاتصال والانفصال والجسمية والتحيّز وهو محال فانفكَّ عن الضدين كما أن الجماد لا هو عالِم ولا هو جاهِل لان مصحح العلم الحياة فاذا انتفت الحياة انتفى الضدان ا.هـ

وقال الإمام النووي في روضة الطالبين نقلا عن المتولي : من أثبت ما هو منفي عنه أي عن الله بالإجماع كالألوان أو أثبت له الاتصال والانفصال كان كافرا .إ.هـ والمتولي من أصحاب الوجوه من الشافعية

وقال صاحب كتاب الدر الثمين والمورد المعين للعلامة الحبر الشيخ محمد بن أحمد ميارة المالكي ما نصه:
سُئل الإمام العالم أبو عبد الله سيدي محمد بن جلال
هل يقال إن المولى تبارك وتعالى لا داخل العالم ولا خارج العالم؟
فسأله السائل هكذا نسمعه من بعض شيوخنا
واعترضه بعضهم أن هذا رفع للنقيضين
وقال بعض فقهائنا في هذه المسالة هو الكل أي الذي قام به كل شيء،وزعم أنه للإمام الغزالي
وأجاب بعضهم إن هذا السؤال معضل ولا يجوز السؤال عنه
وزعم إن ابن مقلاش هكذا أجاب عنه في شرحه على الرسالة
وأجاب بأنا نفقول ذلك ونجزم به ونعتقد أنه لا داخل العالم ولا خارج العالم -العجز عن الإدراك إدراك- لقيام الدلائل الواضحة على ذلك عقلا ونقلا
أما النقل فالكتاب والسنة والإجماع(هذا اجماع فانتبه له ولا تعارضه)

واما الكتاب فقوله تعالى:"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"
فلو كان في العالم أو خارجا عنه لكان مماثلا وبيان الملازمة واضح - أما في الأول فلأنه إن كان فيه صار من جنسه فيجب له ما وجب له
- أما الثاني فلأنه إن كان خارجا لزم إما اتصاله وإما انفصاله ، وانفصاله إما بمسافة متناهية أو غير متناهية ، وذلك كله يؤدي الى الافتقار المحض .
وأما من السنة فقوله صلى الله عليه وسلم:"كان الله ولا شيء معه"
وأما الإجماع فاجمع أهل الحق قاطبة على أن الله تعالى لا جهة له فلا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف
وأما العقل فقد اتضح لك اتضاحا كليا مما مرَّ في بيان الملازمة في قوله تعالى :" ليس كمثله شيء" والاعتراض بأنه رفع للنقيضين ساقط لأن التناقض إنما يعتبر حيث يتصف المحل بأحد النقيضين ويتواردان عليه وإما حيث لا يصح تواردهما على المحل ولا يمكن الاتصاف بأحدهما فلا تناقض
كما يقال مثلا (الحائط لا أعمى ولا بصير) فلا تناقض لصدق النقيضين فيه لعدم قبوله لهما على البدلية ،
وكما يقال في الباري أيضا لا فوق ولا تحت وعلى ذلك فقس ، وقول من قال إنه الكل زاعما أنه للغزالي فقضية تنحو منحى الفلسفة أخذ بها (بعض) المتصوفة وذلك بعيد من اللفظ ، وما أجاب به بعضهم بأنه معضل لا يجوز السؤال عنه ليس كما زعم لوضوح الدليل على ذلك،وإن صحّ ذلك عن ابن مقلاش فلا يُلتفتُ إليه في هذا لعدم إتقانه طريق المتكلمين اذ كثير من الفقهاء ليس له خبرة به فضلا عن إتقانه ا.هـ

وذكر ذلك أيضا من الحنفية أي انه تعالى ليس داخل العالم ولا خارجه أبو المعين النسفي العالم المشهور والإمام القونوي وغيرهما من مشاهيرهم.

أقول إذا تبين هذا فلا يهولنّك شُبهة المجسمة ليصرفوك عن التنزيه إلى التشبيه لقولهم لا يفهم وجوده تعالى بلا مكان ولا كمية ولا اتصال وانفصال عن العالم فقل لهم من المخلوق ما يجب الايمان بوجوده ولا يفهم بالتصور مع أن العقل يثبته وهو النور والظلام فإنهما حادثان أوجدهما الله بعد أن لم يكونا موجودين قال الله تعالى :" وجعل الظلمات والنور ".
فيجب علينا اعتقاد أنهما لم يكونا موجودين في بعض ما مضى من الزمن لم يكن هذا ولا هذا فلا يتصور عقل الانسان وجود وقت لم يكن فيه نور ولا ظلمة
فإذا صحَّ هذا فكيف لا يصحُّ وجود الله بلا كمية أي حدّ ولا مكان ولا جهة من الجهات ولا اتصال بالعالم ولا انفصال عنه
بل الإيمان بصحة هذا أولى لأن ذاك في المخلوق وهذا في الخالق الذي قال عن نفسه:"ليس كمثله شيء".
__________________
قلبي إمام العاشقين

إني ارتضيتُ مذاهبا ... للشافعي ومالكِ
وأبي حنيفة أحمدٍ ... نهج الخلاص لسالكِ