[السنونو المهاجر]

حتى الأمس القريب كنت الآمر الناهي في الخيمة السياسية.. استيقظت في أحد أيام الشتاء القارس على جلبة ورطانة عكرت هدوء خيمتي المتسيسة وإذ بكردي يجلس بجواري ويقاسمني داري.. هل انتهى العرب حتى تضع الإدارة كرديا على رقبتي..!
أما اليوم فتحت الخيمة وإذ بفقع الكمأ انتشر بعدوى محمومة.. فوجئت بخيمة يقطنها مشاغبان قد ارتفعت على عمودين بجواري. في الحقيقة لا يعنيني الأمر كثيرا لو لم تكن قد تلت الورطة الكردية وقد رفعت على أعمدة أمازيغية بربرية..
أنا لا أفهم سياسة إدارة حوار الخيمة العربية.. بعد أن تم استعمار الجزيرة العربية بموافقة واجماع عربي تراهم عجّموا خيمة الحوار العربي واستولى عليها الكرد والبربر وما بقي إلا توجيه دعوة لابن العم قينفاع وطويب العمر الشيخ بوش ليضفيا على الخيمة نكهتها العربية الأصيلة مطعمة بحب الهال والقهوة المرة.
لقد وضع لها مشرفين طال فيهم اللسان وقصر منهم البنان.. يعملون في الحوار كما يعمل المنشار في الخشب.. يقصون ذهايا وإيابا.. وبالتالي هذه الخيمة ولدت ميتة ولن يدخلها أحد.. وأنا أول من يقاطعها.