الموضوع: حول بن لادن
عرض مشاركة مفردة
  #36  
قديم 04-01-2005, 02:58 PM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

الحمد لله رب العلمين .. والصلاة والسلام على الصادق الأمين
أما بعد

الأخ الفاضل : مانجو
==========
لكم أسعدتنى بطرحك لهذا الحوار البناء الذى أجبرت فيه من يقرأه أن يتفاعل معك و مع موضوعك بصرف النظر عن أتجاهاته الفكرية و العقائدية .. و الذى أود أن أشكرك عليه أيضا قدرتك العجيبة التى أزهلتنى فى قيادتك لموضوعك الذى حاول البعض أخراجه عن مساره إلا أنك علمتنا - و أنا شخصيا – كيف تتجاوز و تترفع عن الصغائر .. وأنا هنا لا أقلل من شأن أحد ولكن مجرد علامة للأخوة لأثراء الموضوع الذى يجدد النشاط الفكرى الخامل لدينا و يدربنا على التفاعل مع معطيات العصر فلا نكون سلة يضع فيها كل هاب و داب ما يريد .. بل عقلى أحترمه و أقدره و أضع له المكانة التى أرادها الله لى ... فأعرض ما يقتحمه على كتاب الله و سنته فإن وافقه فهلا و مرحبا و إن خالفه دافعته حتى يرده الله عنى
و قبل أن أطرح بعض جوابى المتواضع على أسئلتك محاولا قدر أستطاعتى دعمها ببعض الأدلة .. أقول قبل ذلك الطرح لفت نظرى تناقد عسى أن يفيق له صاحبه فيعلمنا ما قد يكون خفى علينا من ردوده
فقد فهمت من رده على سؤالك الأول أن الشيخ أبى عبدالله كان له حبا كبيرا و تقديرا فى قلبه إبان حربه الأولى على السوفيت و أنه كما عرض لنا فى مشاركته (( لن ننسى ذلك لك 000 يا أسامة 0000
كنت في قلوبنا أسامة 000 وفي الوغى أسامة 000
كان وجهك البرّاق يلهب حُبّ الجهاد 000 يثير الحماس 0000
كنت إذا رأيتك 000 غبطّتك على ما أنت فيه 00000
كنت إذا رأيتك 0000 أتذكّر 00000
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا 0000 لوجدت أنّك في العبادة تلعب
من كان يخضب خدّه بدموعه 0000 فنحورنا بدمائنا تتخضّب
أو كان يُتعب خيله في باطل 0000 فخيولهم يوم الصبيحة تتعب
)) أنتهى كلامه
و بالمتابعة نجده قد حمل عليه فى المرحلة الجديدة من كفاحه وهذا المفهوم الذى فهمته أنا - هو نفسه الذى فهمته أنت بتعليقك عليه و لاغرابة فى ذلك حتى الآن فهناك من يعتقد ذلك و لكن الذى لفت نظرى أنه فجأة تحول 180درجة بقوله ((شكرا لك أخي الهادئ على الجواب الوافي..أخشى أن يأتي مانغو..ليقول ألا أدلكم على سؤال)) و بمراجعة رد الهادئ نجده يختلف تماما مع رده هو ,,,
فالأخ الهادئ برغم أختلافى معه إلا أنى أقدر فيه صدقه لما يعتقد و فكره واضح يستطيع المطلع لمشاركاته أن يعرفها ببساطة و قد عبر عنها بمشاركته فى موضوعك و فى مواضيع أخرى و مناظرات .. ويستطيع القارئ أن يجد فرق بين أجابته على سؤالك و أجابة الحارق فالهادئ لديه ما يطرحه و لكن الآخر ليس لديه شئ تعتمد أنت عليه و لذلك تجده نقل رده الأول من مشاركة غيره((قلم المنتدى )) و أثنى على رد غيره دون النظر إلى ما يحمله المحتوى .. وفى النهاية سامحه الله يتهمنا نحن بالدلالة و غيره من الأوصاوف التى ليس لها صدا عندى إلا بقولى " سامحه الله "
الشاهد : هذا لا يعنينى فى شئ و كدت أن أغض الطرف عنه ولكن جائنى أصرار غريب على تبيان الذبذبة الفكرية التى يعيشها قلة من الناس يظنون أن الحق معهم و هم خير البشر و أعلم أهل الأرض و مابعدهم عالة رعاع سوقة تكلموا بما لا يعلموا ليصبحوا رويبضة العصر .. والله المستعان


أخى الفاضل
=======
أردت أن أدلو بشئ متواضع جدا فى ردى على السؤال الثانى الذى تفضلت بألقائه و أن أجد المتسع من الوقت و الخاطر لفهم ما بين السطور قبل السطور ذاتها
كان السؤال (( 1 - هل من الممكن التفريق بين الاحتلال الامريكي للعراق والسوفييتي لافغانستان ؟ 2 - ومامدى مشروعية الجهاد فيهما؟ 3 - وهل من الممكن الحديث عن راية الجهاد في كلا البلدين؟ ))
نعم كمت قلت سؤال لا يحتاج إلى مراوغة أو فلسفة فارغة من مضمونها لمجرد الهروب من واقع ما يراه إلا أعمى البصيرة ..
الفرق بين الحالتين أخى الكريم هو نفس الفرق بين الأتحاد السوفيتى و الولايات المتحدة الأمريكية ..
وقتما دخلت القوات السوفياتية إلى أفغانستان كان المقاومين جماعات خارجة عن حاكم أفغانستان .. ولم نسميهم و قتها خوارج .. و فتحنا الباب لشبابنا أن يخرجو للجهاد فى أرض أفغانستان البعيدة عنا بآلاف الكيلو مترات ليشاركوا هؤلاء الخوارج فى قتال السوفيت و أغلقناه عن العراق التى تحدنا ..منطق غريب


أما عن مشروعية الجهاد فيهما فهو فرض عين على القادر لأنه جهاد الصائل
و قال الله تعالى : ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) البقرة /216
و الجهاد نوعان
1 – جهاد الطلب و الأبتداء
2 – جهاد الدفع

أما عن جهاد الطلب فهو فرض كفاية و تفصيله يخجل منه الآن علمائنا و لا يستطيعوا أن يتكلموا فيه فهم غير قادرين على الحث على جهاد الدفع فما بالك بالطلب - الذى لا أبالغ إن قلت أنهم مطالبون بمحى أياته من القرآن الكريم و ترسيخ فكرة السلام العالمى .. العالمي . . التعايش السلمي . . الحدود الآمنة . . النظام الدولي الجديد . . ويلات الحروب . .. وحتى لا يقول قائل اننا متخلفين أيبون من زمن الهجرة أو أرهابيون أو متطرفون ..خوارج أعداء الحرية .. أعداء الديمقراطية .. طيور الظلام ..وما أكثر النعوت .. لن أستفيض فى النوع الأول
2 – جهاد الدفع :

فإذا نزل الكفار ببلاد المسلمين واستولوا عليها ، أو تجهزوا لقتال المسلمين فإنه يجب على المسلمين قتالهم حتى يندفع شرهم ، ويُرد كيدُهم . وجهاد الدفاع فرض عين على المسلمين بإجماع العلماء .
قال القرطبي رحمه الله في "تفسيره : (8/15) :
"إذا تعين الجهاد بغلبة العدو على قطر من الأقطار ، أو بحلوله بالعقر فإذا كان ذلك وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ، ويخرجوا إليه خفافا وثقالا ، شبابا وشيوخا ، كلٌّ على قدر طاقته ، من كان له أب بغير إذنه ، ومن لا أب له . ولا يتخلف أحدٌ يقدر على الخروج من مقاتل أو مُكَثِّر ، فإن عجز أهل تلك البلدة عن القيام بعدوهم كان على من قاربهم وجاورهم أن يخرجوا ، على حسب ما لزم أهل تلك البلدة ، حتى يعلموا أن فيهم طاقةً على القيام بهم ومدافعتهم ، وكذلك كل من علم بضعفهم عن عدوهم ، وعلم أنه يدركهم ويمكنه غياثهم لزمه أيضا الخروج إليهم ، فالمسلمون كلهم يد على من سواهم ، حتى إذا قام بدفع العدو أهل الناحية التي نزل بها العدو عليها واحتل بها سقط الفرض عن الآخرين . ولو قارب العدوُ دارَ الإسلام ولم يدخلوها لزمهم أيضاً الخروجُ إليه حتى يظهر دين الله ، وتحمى البيضة ، وتحفظ الحوزة ، ويُخزى العدو ، ولا خلاف في هذا" اهـ .
و المقال فى هذا المقام طويل وهذا على سبيل الأيجاز و الله تعالى أعلم
نسأل الله تعالى أن يرد المسلمين إلى دينهم رداًّ جميلاً .
و اما عن سؤالك عن الراية وقد أدلى فيها من لا دلو له فدع عنك جهالته ... و إليك القول السديد إن شاء الله فيقول الله تعالى فى سورة النساء ((فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً )) قال ابن عطية: ولهذا ينبغي لكل مؤمنٍ أن يُجاهد ولو وحده. وقد صح عن النبي ? أنه قال: ”لا تزال طائفة من أمتي يُقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم، حتى يُقاتل آخرهم المسيح الدجال“.
والطائفة تُطلق ـ لغة وشرعاً ـ على الفرد فما فوق، كما في قوله تعالى: (إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) [التوبة:66]. قال القرطبي في التفسير: قيل كانوا ثلاثة نفر هزئ اثنان وضحك واحد، فالمعفو عنه هو الذي ضحك ولم يتكلم. رغم أن المعفو عنه واحد إلا أن الله تعالى سماه ”طائفة“.
إن وجدت الراية الإسلامية العامة التي تجمع الحاكم والمحكوم فبها ونعمت، وهذا الذي ننشده، وإن عُدمت فلكل فرد أو مجموعة أفراد رايتهم الإسلامية الخاصة بهم، وصفة هذه الراية تكون: بأن يُعلنوا ظاهراً وباطناً أنهم إذ يُدافعون عن الأوطان والحرمات، والمستضعفين من العباد إنما هو في سبيل الله تعالى وحده، وعملاً بأوامره، ابتغاء مرضاته وجناته.. فمن أعلن هذا القدر ـ سواء كان فرداً أم جماعة ـ فقد تحققت له الراية الإسلامية التي يجوز القتال في ظلها وتحتها.. وكان جهاده مشروعاً ومحموداً، ولو قُتل فهو شهيد بإذن الله.
ثم هذا الذي يَقتحم عليه الصليبيون الحاقدون ـ أو غيرهم من الأعداء ـ بيته ليقتلوه، أو ليروعوا أمام عينيه أهله وأطفاله.. هل يجوز أن يُقال له: لا تُدافع عن نفسك وأهلك، وعِرضك، وأطفالك بحجة أن الراية العامة غير موجودة.. أم أن جميع الأدلة النقلية والعقلية تلزمه وتوجب عليه أن يُجاهد ويُقاتل ليُدافع عن نفسه، وأهله، وأرضه، وحرماته؟!
وإذا كان الجواب بأن جميع الأدلة النقلية والعقلية تلزمه وتوجب عليه بأن يُجاهد ويدافع عن نفسه وأهله، فإن نفس الأدلة كذلك توجب على جميع المسلمين ممن يستطيعون عونه وإغاثته أن يُشاركوه الجهاد والدفاع عنه وعن حرماته؛ لأن نصوص الشريعة وأدلتها ـ وما أكثرها ـ تقرر أن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو ضجت وتداعت له سائر الأعضاء بالسهر والانتصار والقلق والحمى.. ولا يجوز أن يكونوا غير ذلك.
قال شيخ الإسلام بن تيمية في الفتاوى الكبرى (الاختيارات) 4/520 ”وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين فواجب إجماعاً، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم“ وقال ”وإذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب، إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة، وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد ولا غريم ونصوص أحمد صريحة بهذا“.

أخى الفاضل : أجدنى قد أطلت عليك ولكن لم أجد الوقت الكافى للختصار فنرجو السماح و المعذرة
و الحمد لله رب العالمين

الهلالى