عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 13-11-2003, 02:45 PM
D-ZaXé D-ZaXé غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 28
Post suite©

في ذلك الزمن في ربوع بلاد الشكوبي الحارة .. كان الناس يشربون الشاي الرديء ساخنا و يقتلون الوقت بتدخين القات .. نبتة طبية متوفرة بكثرة جنوب بلاد الشكوبي يُنصحُ بها لتخفيف الآثار الجانبية لـdécalage horaire المزمن الذي يعاني منه البلد.

الناس كانوا يجلسون على قارعة الطريق و يضعون نظارات شمسية ليل نهار يرقبون من خلالها الوقت و هو يمر متثاقلا في تناسق مدهش مع ديكور أشبه ما يكون بالعدم

يجب الاعتراف أن عجلة الزمن كانت تجد لذة ماكرة في الدوران ببطئ شديد حتى أن الناس في بلاد الشكوبي كانت لا تزال في القرن السابع لما احتفلت البلاد المجاورة بمرور الألفية الأولى بالتقويم العالمي الموحد .. بعض الألسنة المأجورة صرحت مؤخرا في بعض الجرائد اللندنية أن الزمن لم يتقدم كثيرا منذ ذلك الوقت الى الآن.

المساكين من الشباب الذين بلغوا سن الرشد ( الرشد هنا نسبي للغاية ) كانوا مجبرين على تأدية الخدمة الوطنية الاجبارية في ثكنات عسكرية موزعة بين الربع الخالي و الثلاثة أرباع الأخرى الأقل خلاء..

ما عدا بعض المناورات الروتينية التي كانت تجري في بداية كل شهر قمري بعد أن تثبت رؤية الهلال من طرف وكالة السماء و الأهلة التي يرئسها أعمى العميان فان الأمور كانت تسير بنفس الوتيرة كما في خارج الثكنات و ربما أبطأ من ذلك أحيانا.

المناورات كانت بسيطة للغاية.. الجنود كانوا يصطفون صفا واحدا كأنهم بنيان مرصوص يشد بعضه بعضا و ما إن يُظهر لهم القائد العسكري صورة زينزِدام الطاغية صاحب الشنبات بحجم السرير الذي يسكن بلاد ما بين الجدولين حتى يهرول الجنود في انسحاب تكتيكي (تسمية دبلوماسية ترقق ذل الفرار)، و أول من يصل منهم الى أقرب نقطة أمان يفوز باشتراك سنوي في باقة الأوائل..

طبعا الوقت بين كل مناورة و أخرى كان طويلا جدا فيوم في بلاد شكوبي كسنة مما تعدون و الناس سرعان ما كانت تشعر بالملل مرة أخرى فتحاول خداعه بلعبة انتشرت في الثكنات تقضي بتبادل أبشع الصورة لزينزدام الطاغية عبر الـSMS مرفقة بعبارات بذيئة و غير لائقة مثل : زينزدام العـ..ي و زينزدام النـ.ش و حتى زينزدام ولد القـ...ـة

اللعبة كانت مسلية و تسمى زينزدامبوكيمون لم تلبث أن انتشرت خارج الثكنات و شكلت موضوع خلاف فلسفي وجودي بين المتشددين و المتشد دون دين... النتيجة كانت قيام حرب أهلية بين الفريقين و تقدم مجلس الأمن باحتجاج شديد اللهجة بعد ان خرق الطرفين قواعد اللعبة و دخولهم الميدان بنفس الألوان..

أحد مراسلي قناة الجزيمة القمرية صرح بابتسامة عريضة أن القتلى بالآلاف و لكن لا يمكن الجزم بانتصار أحد الفريقين فكلهم يرتدون أقمصة بيضاء و يضعون شماغ المراعي الأحمر اللون على رؤوسهم

سلامة راسكم ..يتبع