عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 08-02-2007, 11:55 AM
الــثــريـــا الــثــريـــا غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2007
المشاركات: 6
إفتراضي بنـــات الريـــــح.. ( قصّـــة )




أخوتي الأدباء في هذا المنتدى ،يشرفني أن أكون بينكم قلما مبتدئا في عالم القصة

وهي أحدى محاولاتي في الكتابه وأول قصة أقوم بكتابتها في أي مكان ونشرها

أتمنى أن تكون في مستوى ما ينشر هنا وأن تحوز على رضاكم ، واستميحكم

العذر في أي خطأ فيها ولا غنى لي عن دعمكم ورأيكم .

هي عبارة عن قصة تحتوي على قصص قد تكون في الحياة وفي المجتمع

اطلقت عليها

(( بـــنـــات الــريـــح))



على الرغم من ارتفاع الأصوات من حولها ،إلا أنها ما زالت عالقة مع أفكارها ومنظر أمها وهي تودع والدها

ببرود وهي تلمح على وجهها علامات الغضب ، فواضح أن العلاقة بين والديها ليست على


ما يرام ، كانت تظن أن حالة البرود بينهما بسبب انشغالهما عن بعضهما ، فوالدها بعد أن أخذ تقاعدا

توجه إلى شركته وقام بتوسيع أعمالها وكان كثير السهر في مكتبه إلى وقت متأخر ،

أما والدتها فبعد أن رزقها الله بالتوأمين بعد رحلة طويلة من العلاج والعمليات استمرت أربع عشرة سنة

أصبحوا هم دائرة اهتمامها ومحور حياتها ،كانت تقضي وقتها معهما تستيقظ باكرا وتنام باكرا ،مما يجعل فرصة

التقائها بزوجها قليلة جدا ،وكانت هند تنبهها لذلك ،فترد عليها أن والدها هو الآخر مشغول

ولن ينتبه لانشغالها عنه ، ولكن لم يساورها القلق حيال علاقتهما فهي تعرف مقدار حب كل منهما


للآخر

ولكن ما رأته اليوم من برود أمها وتجاهل والدها جعلها قلقة ومتوترة ، خاصة أنها ستسافر مع والدها

وان أمها ستكون بمفردها ، عاتبت نفسها كيف لم تلاحظ هذا الفتور فقد كانت بينهما لمدة شهر كامل فلماذا

لم تنتبه ولم تلاحظ ذلك ،

لم يقطع عليها حبل تفكيرها إلا صوت والدها وهو يقول: هند ما بالك ، هل ثم أمرا يضايقك ؟

ردت عليه وقد احمر وجهها خجلا: أسفه يا والدي لم أنتبه أنك كنت تناديني

فقد كان بالي مشغولا على أمي لأول مرة أراها متأثرة من فراقي لها ،كل مرة كنت أسافر فيها

كانت أكثر تماسكاً ، لم أراها ضعيفة هكذا أبدا


سكت والدها ولم يعلق ، فتأكدت أن هناك أمرا عالق بينهما ،أكثر من مجرد انشغال أحدهما

عن الآخر ،ولم تكن تستطيع أن تفاتحه في الأمر فالمكان والزمان لا يسمحان بذلك

نظر والدها إلى ساعته وقال : لقد تأخر غسان ،وأيضا لا يرد على هاتفه الخلوي


فقالت هند :لا تقلق فما زال هناك وقتا طويلا قبل الصعود على متن الطائرة

هز والدها رأسه موافقا وبدأ يعود لقراءة الأوراق التي وضعها أمامه على الطاولة


وما هي إلا لحظات حتى أقبل غسان ترافقه سيدة حسناء .

كانت نظرات السيدة مصوبة باتجاه والدها ،فوالدها ما زال شابا في نهاية الأربعين

وهو شديد الوسامة ويهتم كثرا بأناقته ، أزعجتها نظرات هذه الغريبة لوالدها وتفحصها له
اقترب غسان وسلم عليهما ونظر إلى هند وحياها

قائلا :أهلا أنسه هند ،أقدم لكي أختي شذى

ابتسمت ومدت يدها مصافحة لها فواضح أن شذى تعرف من تكون جيدا

التفت غسان لوالدها يعتذر عن التأخير ويخبره أن أي رحلة تكون فيها امرأة

لا بد أن يحصل هنالك تأخير ،ابتسم والدها وقال : لا أظن أن تكون شذى ما هذا النوع

أثارها كلام والدها فواضح أنه يعرفها جيدا ،فليس من العادة أن يطلق والدها

أحكامه على الناس إلا عندما يكون متأكدا منها .

جلست شذى بالقرب منها وأخبرتها أنها كانت تعيش في استراليا

وأنها حضرت إلى هنا منذ سنة تقريبا وسكنت مع أخيها غسان ،وهي تعمل أيضا

سكرتيرة في شركة والدها .

استغربت هند أن أحدا لم يخبرها بذلك ،فغسان هو مدير شركة والدها وهو من كان

يديرها كاملة عندما كان والدها وكيلا في إحدى الوزارات ،كان نعم الرجل

وليس من الطبيعي أن تكون أخته تعمل معه ،ولم تخبرها أمها أو والدها بذلك.

بدأ الإعلان عن قيام رحلتهم والمتجهة إلى لندن ،

حيث تدرس هند منذ أكثر منذ ثلاث سنوات هي وأخيها سعود في جامعة كيمبردج

وسيجلس معها والدها لمدة ثلاثة أيام وبعدها سيتوجه إلى أمريكا هو وغسان لعقد

صفقة كبيرة ومهمة .

كانت هند تظن أن شذى ستسافر معهما أيضا ولكنها أخبرتها أن ستجلس في لندن

لمدة أسبوعين ،لأن ابنها وليد سيحضر من استراليا ليدرس في جامعة أكسفورد

تفاجأت هند أن تكون شذى أماً لشاب في سن الجامعة

فقالت شذى:وأيضا لدي ابنه عمرها عشر سنوات مع والدها في استراليا

سألتها هند: وهل ستحضر مع أخيها

فقالت شذى وقد تغير صوتها ولمعت عينها بالدموع :لا فقد رفض الدها ذلك

شعرت هند بالأسى لأجلها فواضح مقدار الحزن والألم الذي تشعر به شذى

لعدم رؤيتها لأبنتها الصغيرة مدة عام كامل .انقضت الرحلة في هدوء

وقد كان والدها وغسان قد لحظا صمت شذى طوال الرحلة وكانت في عيونهما

تساؤل واتهام لهند ،ولكن لم يجرؤ أحدهما على توجيه السؤال لها

فقد كان لهند شخصية قوية كوالدها تماما تقف في وجه كثيرا من الأمور

كتوجيه مثل هذا السؤال لها .

وصلوا إلى مطار هيثرو وكان سعود في استقبالهما وكانت عيناه تلمعان من شدة الفرح

لرؤية والده ،قبل رأسه ويده وسلم على غسان وشذى وكان واضح أنه يشعر بعدم الإرتياح من وجودها

ركبت هند مع والدها وأخوها ،وارتاحت أن تكون شذى مع غسان في سيارة أخرى فشعورها

غريب تجاه هذه المرأة فهي تستلطفها عندما تكون بعيدة عن والدها ولكن عندما تكون معه في مكان واحد

تشعر بالضيق منها والانزعاج وعدم الراحة

وصلوا للفندق ،واستأذنت هند والدها وأخيها بأن تذهب لغرفتها ،فلم يردا عليها فقد كانا

مستغرقين في الحديث بعيدا عنها ،

دخلت إلى غرفتها ورمت نفسها على السرير فقد كانت متعبة كثيرا نامت وهي

تسمع اتصال على هاتفها الخلوي من صديقتها سارة التي كانت لها نغمة خاصة

تثير الضحك وكانت هي من اختارها وألزمت هند أن تضعها في جوالها

كانت تريد أن ترد عليها ولكن كان النوم قد تسلل إلى جفونها وأطرافها

فلم تعد تشعر بشئ بعدها .




(تتبع إن شاء الله)
الرد مع إقتباس