عرض مشاركة مفردة
  #38  
قديم 27-06-2003, 06:02 PM
البارجة البارجة غير متصل
دكتوراة -علوم اسلامية
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 228
إفتراضي

وينقل احد المشاهدين من مخيمات اللاجئين على الحدود العراقية الإيرانية هذه الحادثة حيث يقول: وصلت الى خيمة فسمعت صوت نياحة وعتاب لبعض النساء بشكل حزين وكئيب جدا فسئلت عن ذلك فقال احد الرجال القريبين من الخيمة ان النياحة لأجل فتاة عمرها تسعة عشر عاما قتل زوجها قبل اسبوع وماتت هي كذلك ولحقت به كبدا وحزنا عليه ولها طفلة يبلغ عمرها سنتين وهي كذلك الان تعالج سكرات الموت!!
ويقول احد المشاهدين من داخل الإنتفاضة انه تم اسر ضابط بعثي برتبة مقدم مع مجموعة من جنوده وبعد التحقيق كشف بعض الجنود عن احدى الجرائم التي ارتكبها هذا الضابط وهو قيامه بإغتصاب حوالي مئة فتاة ومن ثم قتلهن مع عوائلهن!!
وهذه الجرائم صفة ذاتية في النظام البعثي يكررها ويعيدها في كل مكان يذهب ففي الكويت يقول مشاهد قادم من هناك انهم وجدوا فتاة في فندق المريديان وقد قتلت ومثل بها بأبشع صورة بعد اغتصابها من قبل رجال الإستخبارات والأمن. وكذلك يقول المشاهد انهم وجدوا خمسين فتاة عارية بالتمام وقد وضعت في اقفاص الحيوانات في حديقة الحيوانات الواقعة في مدينة خيطان. وكذلك عثر على مئة جثة ملقاة في مجاري المياه في مدينة الكويت كانت ثلاثون جثة منها من النساء.


لقد ادت بونابرتية صدام -كما يصفه احد المحللين- الى قتل مئات الالوف من الشعب العراقي والحال ان ضحايا القصف الجوي لطائرات الحلفاء من المدنيين لم يتعد الألف قتيل وادى الى تشريد مايتعدى (الثلاثة ملايين) لاجئ الى الدول المجاورة غير التشريد الذي لاقاه العراقيون في الداخل حيث التجؤا الى البوادي والبساتين والمزارع والجبال اي ان الشعب كله تشرد وبقيت المدن خالية مهجورة الا من قوات صدام التي تسلقت فوق جماجم الأطفال والنساء والأبرياء.
وها هو الشعب العراقي بحاجة شديدة الى الطعام والمأوى من الدول حيث اصبح العراق افقر الدول واكثرها شقاءا وبؤسا نتيجة لوجود هذا النظام المستبد الذي اهلك الحرث والنسل والمرفوض من قبل كل العالم، فلقد عرضت التلفزة العالمية صورا لألف طفل عراقي مشرد وهم يطلبون الطعام من القوات المتواجدة على الحدود العراقية الكويتية.
وقد نقل قادم من السعودية مشاهد اثناء هروبه من العراق عن طريق البادية الاف العوائل تهرب بإتجاه البوادي والصحاري بدون اكل او ماء وان بعضهم قد مات جوعا او عطشا ويقدر عددهم بمئات الآلاف وقال بأن كربلاء فقط هرب منها ما يزيد على (60) ألف عائلة وكذلك مدن النجف والسماوة والديوانية والناصرية التي اصبحت خاوية ومهجورة من اهلها وهم لايعدون لكثرتهم، ويضيف، كذلك ان بعض العوائل التي وصلت السعودية قد تركت اطفالها او بعض افرادها في الصحراء وهم في اخر رمق من الحياة وان بعضهم قد هاجمته الحيوانات المفترسة التي تنتشر في الصحراء ليلا ونقل شاهد عيان قادم من مدينة خانقين بأن العوائل الهاربة من بطش صدام وازلامه يسكنون الحفر والأنفاق والخنادق التي حفرها الجيش العراقي اثناء حربه مع ايران، وانهم في وضع مأساوي جدا حيث لايوجد عندهم الأكل والماء، وان البعض اخذ يشرب الماء العكر والملوث.
وهناك مشاهد اخرى مؤلمة جدا خلفتها وحشية النظام البعثي وعدائه الشديد للشعب وحقده الدفين على الإنسانية فمن تلك المشاهد: يقول مشاهد في احدى مخيمات اللاجئين علىالحدود العراقية الإيرانية رأى امرأة تبكي وتطلب الطعام منه وهي تقول قتل زوجي وفي هذه الصحراء ليس عندي طعام ولا خيمة تسترني من البرد مع اطفالي الخمسة.
ويقول هذا الشاهد ايضا انه رأى شيخصا عليه اثار الوقار وهو يبكي ويقول انه لم يدخل طعام في فمه منذ ثلاثة ايام.
ويقول ايضا انه شاهد امرأة تركض للحصول على الطعام وهي ترضع طفلها. ويقول ايضا ان الأطفال كانوا يركضون وراءنا عندما كنا نوزع الطعام في الأراضي العراقية القريبة من الحدود وقد ركض احد الأطفال وراءنا حوالي مسافة كيلومتر للحصول على الطعام.
ويقول مشاهد اخر ايضا ان هناك المئات من الأطفال تركهم اباءهم خوفا من الهلاك امامهم من الجوع. وكم من امرأة دفنت اطفالها بيدها ان امكنها ذلك وفي بعض الأحوال ولصعوبة الدفن اما ان يترك الطفل الميت في العراء او يوضع في أكياس بلاستيكية ويرمى في اماكن جمع القاذورات! ويذكر مشاهد اخر ان هناك مئة امرأة وضعت حملها في ظروف غير طبيعية على الحدود العراقية الإيرانية ومن ضمن هذه المآسي ان امرأة ولدت طفلها على التراب بدون اي مساعدة!!
ومن المآسي التي خلّفها وسببها نظام الطاغية صدام حسين ان احد الإذاعات نقلت في احدى تقاريرها من الحدود الكويتية العراقية انهم وجدوا طفلا مشردا وهو عندما يرى الكلاب يبكي بشدة فاستفسروا منه ففهموا ان الكلاب قد نهشت جثث عائلته امام عينه.
ونقل قادم من العراق بأنه شاهد بأم عينيه رجلا اطلقت القوات البعثية النار عليه فسقط صريعا على الأرض لحظات وقبل ان يفارق الحياة كانت مجموعة من الكلاب الجائعة تطوقه

لقد افرزت الأحداث التي -سبقت واعقبت- الإنتفاضة، صورا مأساوية تدمي القلب، وقد تحدث القادمون من العراق عن مشاهدات غريبة ومذهلة، منها على سبيل المثال لا الحصر.. مايقوم به افراد الحرس الجمهوري من سحق واحراق لمئات الأشخاص وتهديم المنازل على رؤوس ساكنيها.
وتجدر الإشارة الى ان النظام قد عمل على تقليل الجيش -بوجه خاص- مما ادى الى استخدامه كأداة فصل وليس أداة وصل، اذ فصل بين الجيش والشعب بواسطة اسلوب الإغراء المادي والتضليل الإعلامي وقد صدرت الأوامر -مؤخرا- بإعدام كل جندي يمتلك جهاز الراديو! وينقل خبرا يكشف عن حقيقة مايجري، وقد نقل عن مصادر الثوار ان النظام، يخشى من اخبار قواته بحقيقة الأمر.
ونقلوا عن جنود استسلموا للقوات الشعبية في العمارة قولهم بإن الضباط قد اخبروهم بأن قوات اميريكية انزلت في العمارة وترتدي ملابس عربية(!!)، كما نقل ان النظام اخبر القوات البعثية التي ارسلها الى النجف وكربلاء بأن القوات الأمريكية قد احتلت المدينتين المقدستين وما عليكم الا اخراجهم منهما(!).
طبعا هذه الحيل لم تنطلي على اصحاب ال عقول السليمة واخذ البعض بالتذمر علنا من هذه الأساليب.
لقد استخدم صدام الجيش لذبح الشعب.. واستخدم لذلك حيلا شيطانية لامثيل لها، منها انه اعلن لسكان مدينة البصرة القديمة بأنه سوف يوزع موادا غذائية في موعد حدده، فلما تجمع الناس الذين يتضورون جوعا، وكان معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال، قامت قوات النظام بإمطارهم بوابل من قذائف المدفعية الثقيلة وقنابل النابالم المحرقة.
وقد كرر نفس الإسلوب في مدينة العمارة عندما أدخل شاحنتين، أوهم السكان بأنهما تحملان مواد غذائية فتجمع الناس وهم يأملون بالحصول على كسرة من الخبز تسد رمقهم وفي هذا الحشد البائس الذي ينتظر الطعام واذا بأربع طائرات سمتية تمطرهم برصاص الحقد وتمنحهم الموت بدل الطعام فجعلتهم اشلاء متناثرة.
وقد وصلت حالة الجوع بالبعض امرا طحن "نوى" التمر واستعماله كدقيق (!) بعد خلطه بأنواع اخرى من الطحين الرديء، يقول احد الاخوة رأيت شخصا يأكل عجينة سوداء ولا يكاد ان يتمكن من بلعها لمرارة طعمها وخشونة دقيقها، ونقل ان شخصا اخر كان يقتات على الحشيش.. اجل الحشيش(!) حتى حصل له من جراء ذلك نزيف داخلي.
كما نقل عن النازحين الى خرمشهر صورا تعصر الفؤاد ألما.. منها ان امرأة كانت تحمل رضيعا مقمطا بيديها، تجد السير هربا من بطش قوات الحرس الجمهوري التي اقتحمت "التنومة" وبطشت بأهلها، كانت المرأة في حالة ذهول، بحيث ان لها ابنة يقدر عمرها بستة اعوام كانت تسير حافية خلفها وتناشدها ان تبطئ السير حتى تلحق بها.. فأجابت الام -وكأن القيام قد قامت وأذهلتها عن إبنتها- ياابنتي- حاولي ان تلحقي بي مااستطعت، واذا لم تقدري على ذلك، فإني اريد الفرار بنفسي(!!).
وعند دخولك الى خرمشهر، تجد العجب.. كل العجب ترى أطفالا ونساءا قد احرقت وجوههم قنابل النابالم، ونساءا قد ارهقتها اهوال المصيبة هذه تنادي -وقد مزقت قميصها- اين امي وابي، وتلك تنادي: -اين اخوتي والاخرى- مفجوعة بأولادها.. وترى شابا قد فقد عقله بفعل جرائم البعث..
__________________
البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية ,
إلى الكتاب و الباحثين
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.

2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.

3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.

4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.

و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.

6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان