عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 08-09-2006, 03:39 PM
سم الخياط سم الخياط غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: بلاد الرافدين
المشاركات: 51
إفتراضي


الحكم بما أنزل الله

لا يشك المسلم بأن الكفار لا يريدون للمسلمين الخير ، قال تعالى {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ...} ، ولا يشك المسلم بأن الكفار يريدون من المسلمين أن يكفروا كما كفروا حسداً وحنقاً على الإسلام وأهله ، قال تعالى {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} ، ولا يشك مسلم بأن الكفار يعملون ما بوسعهم بل ويقاتلون المسلمين من أجل صرفهم عن دينهم ، قال تعالى {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} ، لقد كان الإسلام ولا زال العائق الرئيس في وجه أطماع هؤلاء الكفار ، وكانت الأحكام الشرعية صمام الأمان للإسلام وأهله ، فعمل الكفار على هدم هذا الجدار العظيم .. فلماذا راموا هدمه !!
كانوا يريدون أن تعمل حركة التنصير في العالم الإسلامي وهي آمنة مطمئنة ، لتفتن من تستطيع عن دينه . ولن تجد هذه الحركة مجالا لو بقيت الشريعة قائمة ، ونُفذ حد الردة على المتنصر الذي يرتد عن الإسلام .
وكانوا يريدون أن تشيع الفاحشة في المجتمع الإسلامي لتنحل أخلاقه ويسلس قيادته للمحتل ، ولم يكونوا ليستطيعوا - والشريعة قائمة - أن يفتحوا بيوتا رسمية للبغاء ، تحميها الدولة "المسلمة" بتشريعاتها وتنظيماتها وشرطتها !! ولا أن يفتحوا الحانات لتسقى الناس الخمر علانية باسم "المشروبات الروحية" !! ولا أن يفتحوا المراقص للساقطات اللواتي أطلق عليهن بعد لقب "الفنانات" لتلهية الناس عن صلاتهم وصيامهم ، ودنياهم وآخرتهم ، باسم الفن والحضارة والتقدم !
كان فساد الأمة الإسلامية شبه مستحيل في ظل وجود هذه الشريعة الربانية التي تبيح الطيبات وتحرم الفواحش وتحفظ الحقوق وتأخذ على يد الظالم وتنصر المظلوم وتقيم العدل على أكمل وجه وأتمه ..
لقد أقنع الكفار أعداد كبيرة من المسلمين بأن تحكيم القوانين الربانية تخلف عن ركب الحضارة الإنسانية ، واستعين على ذلك بكل وسائل الإعلام المتاحة من كتاب وصحيفة وقصة ومسرح وسينما وإذاعة وتلفزيون ، كما استعين بمناهج التعليم التي تصور الإسلام وشريعته جمودا وتأخرا ورجعية ، وتصور الأوضاع القائمة في أوربا - بجميع جوانبها ومجالاتها - على أنها هي الحضارة والرفعة والتقدم ، وتخرج أجيالا وراء أجيال تعرف شيئا عن أوربا ، ولا تعرف عن الإسلام إلا ما يلقى في روعها من الشبهات !
واستعين فوق ذلك كله بالفكر الإرجائي الذي يقول إن الإيمان هو "التصديق والإقرار" ، وليس العمل داخلا في مسمى الإيمان . كما استعين "بعلماء" من علماء الدين ليؤكدوا هذه المعاني الإرجائية في نفوس الناس ، بعضهم "طيبون" تستغل طيبتهم دون وعي منهم ، وبعضهم "محترفون" يضللون الناس على علم.
لو عاد الحكم الإسلامي لعادت القوة الإسلامية ، ولو عادت القوة الإسلامية لأحجم الكفار عن التفكير في مواجهة هذه الأمة ، ولهذا كان لا بد لأمريكا – راعية الصليبية – أن تدمّر الإمارة الإسلامية التي تشكل اكبر خطر على الأمم الكافرة في الأرض ، وكان لا بد للدول الأوروبية وأمريكا أن يختاروا أناس لا يمكن أن يفكروا في يوم من الأيام بتحكيم الشريعة ليحكموا الدول الإسلامية ، ولقد راينا كيف نحّى الأمريكان "سياف" و"رباني" مع أن الأخير كان ماسكاً بزمام الجيوش الشمالية الموالية لأمريكا ، لا لشيء إلا لأن أمريكا تخاف أن يفكر هذا "الملتحي" مجرد تفكير في تطبيق بعض الأحكام الشرعية في افغانستان المسلمة !!
أما حكام الدول العربية فأمريكا عنهم راضية ولأفعالهم مباركة ، وبهم خبيرة وبأحوالهم بصيرة ، فهم الأحباب والأصدقاء والأصحاب وعبيدها الخُلّص الأوفياء الذين لا زالوا يؤدون دورهم على أكمل وجه ، فلا يستطيع مسلم في البلاد العربية ان يطالب حاكماً من حكامه بتطبيق الشريعة الإسلامية ، ومن فعل ذلك فإن التهمة حاضرة : الإفساد في الأرض ومحاولة قلب نظام الحكم !! ويقصدون بذلك : إفساد مخططات الكفر في الأرض ، وقلب النظام الكافر إلى نظام إسلامي !!


كل شيء في سبيل الديمقراطية يهون !!

أمريكا جوّعت الشعب العراقي لعشر سنوات مات خلالها مليون ونصف عراقي ، نصفهم من الأطفال الذين ماتوا جوعا بين يدي ذويهم أو مرضاً لنقص الدواء ، فكان العراقي يبيع باب بيته وجميع ما يملك ليُطعم أطفاله .. ثم بعد هذه السنوات العجاف دخلت بجيوشها العراق فألقت على العراقيين القنابل العنقودية والكيمياوية التي تصهر الجلود وقنابل أخرى الله أعلم بكنهها سلخت اللحم تحت الجلد ونشرت الأمراض الخبيثة في العراق .. ثم بعد احتلال العراق أخذت في إهانة الشعب العراقي فاغتصب جنودها النساء ، وحتى البنات الصغار اللاتي لم يتجاوزن الخامسة من العمر اغتصبوهن اغتصابا جماعياً ، ثم لم يكفهم هذا بل فعلوا الفاحشة بالرجال وتفننوا في هتك الأعراض الذي جرى أمام أهالي المُغتَصبين .. وفي هذه الأثناء كانت تسرق نفط العراق عن طريق البصرة والأردن وتركيا وسرقت جميع البنوك العراقية والمتاحف وسرقت البيوت .. وقتلت في سنوات الإحتلال مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ من أهل العراق .. وفي هذه الأثناء دمر الأمريكان المساجد وحرقوا المصاحف وركلوها بأرجلهم وبالوا عليها وقتلوا أئمة المساجد والعلماء والمؤذنين .. وفي هذه الأثناء قامت أمريكا تثير الضغائن والأحقاد بين الشعب العراقي وتفرقه على أساس العرق والمذهب حتى أشعلت نار الفتنة .. فعلت كل هذا ليهنأ الشعب العراقي بالديمقراطية التي تريد أن تنشرها في الشرق الأوسط الكبير (جميع البلاد الإسلامية) ، وعلى هذا بصم حكام العرب وعليه تعاهدوا وله نصروا ، وهتفوا وقالوا "كل شيء في سبيل الديمقراطية : يهون" ، ففتحوا السفارات في العراق وساعدوا "الحكومة العراقية" على تثبيت الإحتلال ليبقى الشعب العراقي تحت سقف الديمقراطية لأطول فترة ممكنة .. نسأل الله أن ينال كل موالٍ للأمريكان قسطاً من هذه الديمقراطية ..


حدثَ بعد حرب لبنان ..

بعد انتهاء حرب لبنان مباشرة قرأنا في الصحف عن اعتداء اليهود على المسلمين في غزة .. بعد انتهاء حرب لبنان رأينا كيف أن يهودا يقتلون كل يوم الأطفال الرضع والنساء والشيوخ في فلسطين .. بعد انتهاء حرب لبنان دخل اليهود الضفة وأخذوا في تدمير البيوت وسفك الدماء وحرق الأشلاء .. بعد حرب لبنان غاب في الإعلام الحماس لفلسطين ، ولا زال الناس يجمعون التبرعات والمساعدات للبنان ، وكأن فلسطين سحابة صيف تقشّعت !!


القبض على المتعاطفين ..

مسكين بوش ، كلما قبض على متعاطف مع "القاعدة" ظهر له ألف متعاطف آخر !! مسكين بلير ، لم يترك زاوية ولا حصاة إلا وقلبها في بريطانيا بحثا عن أنصار القاعدة !! مساكين هؤلاء .. ربما نشير عليهم بأمر يكون فيه خلاصهم من جميع محبي "القاعدة" !! إذا أرادوا التخلص من المتعاطفين مع القاعدة فما عليهم إلا أن يُسوّروا كوكب الأرض ، لأنه لا يوجد قطر إلا وفيه أنصار وأعوان ومحبين للقاعدة .. لقد أصبحت القاعدة قاعِدةً محكمة حرِكة لا قاعدة ، قعدت للكفار فأقعدت لهم كل قاعدة ، لم تعد قاعدة الجهاد قاعدة عسكرية بل هي اليوم قاعدة شرعية أبَت القعود وقعدت للكفار كل مرصد !! مسكين بوش ، لم يفهم حقيقة القعود فكيف يفهم سر القاعدة !!


المكرمة !!

دخل لص الدار وسرق ألف دينار ثم عدى على أهل البيت وحشرهم في زاوية ، واستولى على المنزل ليعلنها مدوية : أنا رب البيت !! لما التف أهل القرية على البيت وأرادوا معرفة الخبر ، أخرج اللص عشرة دراهم - من صرة الألف - فألقاها عليهم ، ثم رمى كسرة خبز لأصحاب البيت ، فصفق أهل القرية وصاحب المنزل المحشور في زاوية ، ورقصوا طربا وشكروا اللص على هذه المكرمة الغالية !! ما أكثر اللصوص على عروش أقطار أمتنا الغالية ..


تحقيق الخبر

جاء في الحديث الصحيح عن الصادق المصدوق "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تدعى الأكلة إلى قصعتها , فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ? قال : بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن , فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ? قال حب الدنيا وكراهية الموت" ، لو أردنا تحقيق هذا الحديث في هذا الزمان فما علينا إلا إضافة كلمة "المتحدة" بعد الأمم ، فيكون "يوشك الأمم (المتحدة) أن تداعى عليكم..." (الحديث) ، فصلى الإله على من لا ينطق عن الهوى وسلّم ..


فك الحصار بالإحتلال !!

لا أدري كيف استطاع الإعلام والحكام إقناع الشعوب المسلمة بأن لبنان تحررت وأن الحصار انفك وأن الغيمة انقشعت !! حاول اليهود دخول لبنان فصدهم اللبنانيون ، ثم لنا انهزم اليهود دعى اللبنانيون النصارى لإحتلال لبنان برا وبحرا بإسم فك الحصار وحفظ الأمن !! ذهب اليهود وأتى النصارى ، فماذا فعل اللبنانيون !! والعجيب أن هؤلاء النصارى هم ذاتهم أبناء الحملات الصليبية السابقة على الأمة الإسلامية (الفرنسيون والطليان والألمان) ، وقد كان أكثر دخولهم عن طريق السواحل الغربية للشام !! فبالأمس دخلوها عنوة ، واليوم يدخلونها برضى الحكام ، بل وبرضى كثير من الناس واقتناعهم التام !! أمريكا دخلت أفغانستان لحماية الأفغان من ظلم الطلبة ، ودخلت العراق للتخلص من صدام ونزع أسلحة الدمار الشامل ، وها هي الدول الصليبية تدخل لبنان لحفظ الأمن والأمان ، والناس بين مصفق ومهلل لهذا البهتان .. نصارى احتلوا العراق بإسم إزالة الطغيان ، ونصارى احتلوا الشام بإسم الأمن والأمان ، والناس صمٌّ بُكمٌ عُميان ، والله المستعان !!


والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...


كتبه
حسين بن محمود
15 شعبان 1427هـ

__________________
الله أكبر
__________________