عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 18-01-2007, 01:09 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile رابعاً : الحسين رضي الله عنه يتوجه إلى الكوفة :

رابعاً : الحسين رضي الله عنه يتوجه إلى الكوفة :


نقل المحدث الشيعي عباس القمي والكاتب الشيعي عبد الهادي الصالح أن الحسين لما أراد الخروج من مكة طاف وسعا وقص من شعره وأحل من أحرامه، لأنه لن يتمكن من اتمام الحج مخافة أن يقبض عليه أو يقتل في مكة وجمع أصحابه في الليلة الثامنة من ذي الحجة فخطب فيهم قائلاً: "الحمد لله ما شاء الله ولا قوة الا بالله وصلى الله على رسوله خط الموت على ولد آدم فخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني الى أسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملان مني أكراشاً جوفاً وأجربة سغباً، لا محيص عن يوم خط بالقلم رضي الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجر الصابرين … "
قال الدكتور الشيعي أحمد راسم النفيس: "فقد التقى الفرزدق الشاعر بقفلة الحسين فسلم عليه وقال له: بأبي أنت وأمي يابن رسول الله وما أعجلك عن الحج؟ فقال: لو لم أعجل لأخذت … ثم سأله أبو عبد الله عن الناس؟ فقال (أي الفرزدق): قلوبهم معك وأسيافهم عليك . فقال عليه السلام: "صدقت لله الأمر وكل يوم هو في شأن" فان نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه، وهو المستعان على أداء الشكر، وان حال القضاء دون الرجاء، فلم يبعد من كان الحق نيته، والتقوى سريرته"
قال الشيعي علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسيني: قال الراوي: وسار الحسين عليه السلام حتى صار على مرحلتين من الكوفة، فاذا بالحر ابن يزيد في ألف فارس، فقال له الحسين عليه السلام: ألنا أم علينا؟ فقال: بل عليك يا أبا عبد الله . فقال: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ثم تردد الكلام بينهما حتى قال له الحسين عليه السلام: فان كنتم على خلاف ما أتتني به كتبكم، وقدمت به على رسلكم، فاني أرجع الى الموضع الذي أتيت منه . فمنعه الحر وأصحابه من ذلك، وقال: بل خذ يابن رسول الله طرقاً لا يدخلك الكوفة ولا يوصلك الى المدينة، لاعتذر أنا لابن زياد بأنك خالفتني في الطريق، فتياسر الحسين عليه السلام حتى وصل الى عذيب الهجانات"
وقال آية الله محمد تقي آل بحر العلوم: خرج الحسين في ازار ورداء ونعلين متكئاً على قائم سيفه، فاستقبل القوم فحمد الله وأثنى عليه وقال: انها منحدرة الى الله عز وجل واليكم واني لم آتكم حتى أتتني كتبكم، وقدمت بها على رسلكم أن أقدم علينا فانه ليس لنا امام، ولعل الله أن يجمعنا بك على الهدى، فان كنتم على ذلك فقد جئتكم فأعطوني ما أطمئن به من عهودكم ومواثيقكم، وان كنتم لمقدمي كارهين، انصرفت عنكم الى المكان الذي جئت منه اليكم . فسكتوا جميعاً . وأذن الحجاج بن مسروق الجعفي لصلاة الظهر فقال الحسين للحر: أتصلي بأصحابك؟ قل: لا بل نصلي جميعاً بصلاتك فصلى بهم الحسين، وبعد أن فرغ من الصلاة أقبل عليهم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي محمد وقال: أيها الناس انكم ان تتقوا الله وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله، ونحن أهل بيت محمد صلى الله عليه وسلم أولى بولاية هذا الأمر من هؤلاء المدعين ما ليس لهم، والسائرين بالجور والعدوان، وان أبيتم الا الكراهية لنا، والجهل بحقنا، وكان رأيكم الآن على غير ما أتتني به كتبكم، انصرفت عنكم . فقال الحر: ما أدري ما هذه الكتب التي تذكرها . فأمر الحسين عقبة بن سمعان فأخرج خرجين مملوئين كتباً . قال الحر: اني لست من هؤلاء، واني أمرت أن لا أفارقك اذا لقيتك حتى أقدمك الكوفة على ابن زياد . فقال الحسين: الموت أدنى اليك من ذلك . وأمر أصحابه بالركوب وركبت النساء فحال بينهم وبين الانصراف الى المدينة، فقال الحسين للحر: ثكلتك أمك ماتريد منا؟ قال الحر: أما لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل هذا الحال، ما تركت ذكر أمه بالثكل كائناً من كان، والله مالي الى ذكر أمك من سبيل الا بأحسن ما نقدر، ولكن خذ طريقاً نصفاً بيننا لا يدخلك الكوفة ولا يردك الى المدينة حتى أكتب الى ابن زياد، فلعل الله أن يرزقنا العافية ولا يبتليني بشيء من أمرك"
وقد نقل هذه الواقعة التي تتضمن محاولة الحسين رضي الله عنه الرجوع الى المكان الذي جاء منه بعد تخاذل الشيعة وخيانتهم غير واحد من أعلام الشيعة فقد ذكرها: عباس القمي وعبد الرزاق الموسوي المقرم وباقر شريف القرشي وأحمد راسم النفيس وفاضل عباس الحياوي وشريف الجواهري وأسد حيدر وأروى قصير قليط ومحسن الحسيني والمفكر الشيعي عبد الهادي الصالح كما ذكرها عبد الحسين شرف الدين وذكرها رضي القزويني .
وينقل عباس القمي أن الحسين رضي الله عنه سار حتى نزل قصر بني مقاتل فاذا فسطاط مضروب، ورمح مركوز، وفرس واقف، فقال الحسين عليه السلام: لمن هذا الفسطاط؟ قالوا: لعبيد الله بن الحر الجعفي. فأرسل اليه الحسين عليه السلام رجلاً من أصحابه يقال له الحجاج بن مسروق الجعفي فأقبل فسلم عليه فرد عليه السلام ثم قال: ما وراؤك؟ فقال: ورائي يابن الحر أن الله قد أهدى اليك كرامة ان قبلتها. فقال: وما تلك الكرامة؟ فقال هذا الحسين بن علي يدعوك الى نصرته، فان قاتلت بين يديه أجرت، وان قتلت بين يديه استشهدت. فقال له عبيد الله بن الحر: والله يا حجاج ما خرجت من الكوفة الا مخافة أن يدخلها الحسين عليه السلام وأنا فيها ولا أنصره، لأنه ليس في الكوفة شيعة ولا أنصار الا مالوا الى الدنيا الا من عصم الله منهم، فارجع اليه فأخبره بذلك . فقام الحسين عليه السلام وانتعل ثم سار اليه في جماعة من اخوانه وأهل بيته، فلما دخل وسلم وثب عبيد الله بن الحر عن صدر مجلسه وقبل يديه ورجليه، وجلس الحسين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يابن الحر ان أهل مصركم قد كتبوا الي وأخبروني أنهم مجمعون على نصرتي وسألوني القدوم اليهم، وقدمت وليس الأمر على ما زعموا وأنا أدعوك الى نصرتنا أهل البيت فان أعطينا حقنا حمدنا الله تعالى على ذلك وقبلناه، وان منعنا حقنا وركبنا الظلم كنت من أعواني على طلب الحق . فقال عبيد الله: يابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله لو كان في الكوفة شيعة وأنصار يقاتلون معك لكنت أنا من أشدهم على ذلك، ولكني رأيت شيعتك بالكوفة وقد فارقوا منازلهم خوفاً من سيوف بني أمية، فلم يجبه الى ذلك وسار الحسين عليه السلام …
__________________