عرض مشاركة مفردة
  #32  
قديم 10-09-2001, 06:43 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

السلام عليكم ورحمة الله
الأخ برمودا

في تعقيبك بتاريخ 8\9\2001 قلت :
( انت تلفق وتقول اني قصدت بمعنى الديمقراطية حكم الشعب للشعب او ممكن انه هذا الا انت فاهمة عنها على حسب تعريفك لها. ابقولك صراحة خيبت ظني فيك لان المفهوم هذاعلى ايام مفكري العقد الاجتماعي يعني حوالي من القرن الخامس عشر الميلادي يعني اذا منت فاهم بعد من قبل خمسمية سنة يعني,فالديمقراطية الحين هي المشاركة الشعبية . يعني اني اقصد ان الفكر السياسي الاسلامي بدون المشاركة الشعبية ماله اي قيمة لقوله تعالى (وشاورهم في الامر) فالسبب في دمارنا وضياع حقوق المسلمين هو تخليهم عن الديمقراطية الا هي المشاركة الشعبية الي معناها الشورى. فارجوا الحين انك ماتشوف انحراف اوتغالط وتحاول تلفق من عندك لانه كلامي واضح ولا احب اتفلسف واطول كلامي على الفاضي واقول انا عندي حجة وفكري مستنير وانا وانا لان كل واحد مسوي انه فاهم كل حاجة وهو مهو فاهم اي حاجة ) .

وقد ورد في تعقيبك الأخير بتاريخ 10\9\2001 ما نصه :
( فكيف تجرؤ على اتهامي باني من المشجعين لنظرية العقد الاجتماعي التي منها حكم الشعب بالشعب وانا قد انكرتها عليك ووضحت لك بانه قد عفى عليها الزمن وثبت عدم جدواها ).

في ردي السابق عليك بينت لك أنك بقولك أن الديموقراطية الموجودة الآن في الغرب هي نفس الشورى الموجودة في الاسلام تكون قد تناقضت مع نفسك في موضعين، الأول هو نفيك ان تكون قد قصدت من موضوعك طرح الديموقراطية بمعناها الغربي سواء الرأسمالي أو غيره، والثاني هو قولك أن السبب الذي لأجله أدخلت مصطلح الديموقارطية هو عدم وجود مصطلح مشابه أو بديل عن الديموقراطية في الاسلام.

وأما ردي هذا فأريد أن أبين فيه أنك قد ارتكبت مغالطة تاريخية، وهي قولك أن مفكري العقد الاجتماعي كانوا في القرن الخامس عشر الميلادي أو قبل 500 سنة ، والمشكلة تكمن في أنك قد بنيت على هذه المغالطة أن الديموقراطية بمعنى حكم الشعب للشعب كان في ذلك الوقت فقط ، أو عفى عليها الزمن وثبت عدم جدواها، والأهم من ذلك قولك أن الديموقراطية الموجودة الآن هي نفس الشورى الموجودة في الاسلام !!!!!!!!

وحتى لا تختفي الحقائق التاريخية والواقعية، وحتى لا تختلط حقيقة الديموقراطية الغربية بحقيقة الشورى في الاسلام أود توضيح ما يلي :
القرن الثامن عشر الميلادي والذي أطلق عليه اسم ( عصر التنوير ) هو القرن الذي ظهر فيه فولتيير ومنتسيكو وكنت، وهو القرن الذي ظهر فيه أيضا جان جاك روسو صاحب مؤلف العقد الاجتماعي، وهو القرن الذي اندلعت في الثلث الأخير منه الثورة الفرنسية والثورة الأمريكية، وقد كانت هاتان الثورتين هما البداية الفعلية في وضع نظريتي السيادة للشعب، والشعب مصدر السلطات موضع التطبيق في واقع الحياة الغربية.

وهذه نبذة تاريخية عن بعض الحوادث ذات الصلة بالموضوع:
ولد جان جاك روسو بتاريخ 28\6\1712م في جنيف ، وقام بنشر كتابه ( العقد الاجتماعي ) سنة 1762م . وفي سنة 1776 م وزع في الشارع منشوره : ( إلى كل فرنسي ما زال يحب العدالة والحقيقة ) . وقد توفي روسو في 2\7\1778 وتم دفنه في جزيرة بوبليه. وفي سنة 1782 م تم نشر مؤلفات روسو في جنيف بجهد لجنة. وفي سنة 1788 م قامت السيدة دي ستايل بشر رسائلها في طبيعة جان جاك روسو وكتاباته.
وفي تموز سنة 1789م اندلعت ( الثورة الفرنسية ) .
وفي تموز سنة 1790 طيف بتمثال روسو النصفي في شوارع باريس بكل زهو وفخار. وفي حزيران سنة 1791م أطلق اسم روسو على شارع بلاتريير ، وفي 21 كانون الأول صوتت الجمعية التأسيسية على إقامة تمثال له وتخصيص معاش لأرملته. وفي سنة 1792م ألغى مجلس جنيف العام يلغي المرسوم الصادر ضد روسو.

وأما الثورة الأمريكية فبتاريخ 18\4\1775م تم هدر اول دم في حرب الاستقلال الأمريكية في اشتباك مع القوات البريطانية، كانت حصيلته ثمانية قتلى. وبتاريخ 10\5\1775م اجتمع المؤتمر الثاني للقارة في فيلادلفيا لأجل اخذ قرار باعلان الحرب. وبتاريخ 4 \7\1776م تم اقرار اعلان الاستقلال.

وبناء عليه فإن الديموقراطية الغربية الموجودة في الغرب الآن تعني حكم الشعب للشعب وبالشعب، إذ هي تقوم على نظريتي السيادة للشعب والشعب مصدر السلطات. والديموقراطية باعتبارها نظام حياة إنما هي منبثقة عن عقيدة فصل الدين عن الحياة التي يؤمن بها الغرب قاطبة. فهذه الديموقراطية الغربية التي تقول أنها قد عفى عليها الزمن وقد ثبت عدم جدواها تريد من المسلمين وتدعوهم لأن يأخذوها ويطبقوها تحت اسم الشورى أو بتأثير من قوله تعالى : { وشاورهم في الأمر } !!!

وأود أن أطرح عليك هذا السؤال : إذا لم يكن الشعب هو المرجعية في النظام الديموقراطي المطبق الآن في الغرب فما هي هذه المرجعية ، هل هو الخالق عز وجل ، هل هو الدين وأي دين ؟!
وأيضا إذا لم يكن الشعب في البلاد الغربية هو مصدر السلطات الثلاث : التشريعية، والقضائية، والتنفيذية، فما هو هذا المصدر ؟!
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله