عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 29-01-2005, 02:51 PM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
إفتراضي

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الوافـــــي
بعيدا عن الطوفان العاطفي ، هذا هو الوضع الطبيعي لمثل بن لادن اليوم بشر خطاء، هذا لو بقى مجاهدا فاضلا سلم منه مجتمعنا وكان مقاتلا مغمورا في الثغور، حربا على أعداء الله سلما لأوليائه، فكيف وقد نال مجتمعنا منه ما لا علاقة له بأعدائه الذي يقاتلهم ويقاتلونه، وحتى أخاطب المغالين فيه بالمنطق وبالموعظة الحسنة أقول لهم تنزلا: لنفترض جدلا أن بن لادن هذا صحابيا لم يتخلف عن كل غزوات النبي صلى الله عليه وسلم!و لنفترض أيضا أنه في منزلة مرارة بن الربيع و كعب بن مالك وهلال بن أمية الثلاثة البدريين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك (هجرهم النبي صلى الله عليه وسلم خمسين ليلة) أوفي منزلة الصحابيين حسان بن ثابت ومسطح (جلدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك ) ولنعرض ما دعا إليه بن لادن (وحاله حال الصحابي فرضا) على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لنحكم عليه، طبعا لا خلاف حول جهاد الرجل ومجاهدته للعدو المحتل في أفغانستان، وله الحق أن يدافع عن نفسه ضد العدوان الأمريكي عليه، ولكن ما مصلحته مصلحة تنظيمه عندما يزج مجتمعا آمنا كالمجتمع السعودي في مستنقع الفتنة وسفك الدماء؟ ألم يحرض علنا على استهداف المنشآت النفطية السعودية بصوته مباشرة؟ ألم يصدر بيان منسوب لتنظيمه تناقلته وسائل الإعلام يؤكد استهداف حياة وزير الداخلية ومساعده ورجال الطوارئ؟ ألم تكن دعواته للتفجير والقتل صريحة معلنة تجمع بين التربص بقتل المسلم وإتلاف المصالح وإهلاك الحرث والنسل والإفساد في الأرض؟ أين المستند الشرعي الذي اعتمد عليه لتوريط مجتمع مسلم مسالم لا يجهله؟ وتحريض مباشر كهذا: لماذا لم ينتفض المجتمع قاطبة للإنكار عليه؟ لماذا لم تلاق هذه الدعوات رغم حدتها وخطورتها المباشرة ،الاستنكار الكافي والواضح كوضوحها؟ هل يخفى على الجميع أن تعطيل المنشئات البترولية لا سمح الله يعني ألا يجد المواطن في محطات الوقود ما يملأ به خزان وقود سيارته التي تنقله وتنقل أهله وأولاده لحاجاتهم؟ وأنه لن يجد (كهرباء) ولا ماء في بيته الذي يسكن فيه، ولا يمكن تشغيل مستشفيات المرضى وحاضنات الأطفال وأجهزة المساعدة الطبية لذوي الحالات الحرجة التي تحتاج إلى طاقة تعتمد على النفط الذي يهدد بن لادن منشآته بالتفجير؟ أليس من المضحك أن يقدم رجل على سرق سيارة مواطن بعد أن سمع تحريض بن لادن والهجوم على مصفاة الرياض ليجد نفسه في المستشفى على وشك الموت دون أن يلحق بها ضررا؟ فبالله عليكم ما الذي تمثله مصفاة الرياض في حسابات القاعدة والجهاد؟ وما علاقتها بما يدور في تورا بورا أو كابتل هيل؟ ثم ألا ندرك خطورة التوجه للاستخفاف بأرواح المسلمين بترويج الاغتيالات الشريرة بينهم؟ ألا ندرك حرمة الدماء المسلمة المعصومة؟ ألا نتعظ بمن حولنا كيف أدى التساهل بمثل هذه الدعوات الجنونية إلى حصد أكثر من مائتي ألف جزائري مسلم قتلوا بأيدي مسلمين أيضا، وجعل من أفغانستان بلد التصفيات الجسدية بعد انتهاء الجهاد فيها، وأين نحن من موقف النبي صلى الله عليه وسلم الحازم يوم أن رجلا كعبد الله بن أبي في نفاقه يتعطش الصحابة لقتله فيجد عند نبي الرحمة أمنا وملاذا، فكيف بالتحريض على اغتيال المسلمين؟


محسن العواجي

الوسطية الحلقة الفكرية 3/12/1425هـ

وكثيرة هي الأسئلة ؟؟؟

وفي الصميم!!
__________________