عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 01-06-2006, 06:59 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

أختاي الكريمتان مسلمة و الشامخة

بارك الله فيكما على مروركما و دعواتكما الجميلة و دعواتكما المخلصة و أدعو الله أن يقر أعين والديكما بكما و أن يرزقكما أولادا بررة تقر بهم أعينكما

لا حرمني الله أخوتكما فيه





لا يعرف التاريخ ديناً ولا نظاماً كرم المرأة باعتبارها أماً، وأعلى من مكانتها، مثل الإسلام، لقد أكد الوصية بها وجعلها تالية للوصية بتوحيد الله وعبادته، وجعل برها من أصول الفضائل، كما جعل حقها أوكد من حق الأب، لما تحملته من مشاق الحمل والوضع والإرضاع والتربية، وهذا ما يقرره القرآن ويكرره في أكثر من سورة ليثبته في أذهان الأبناء ونفوسهم. وذلك في مثل قوله تعالى: «ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير».

وبرها يعني: إحسان عشرتها، وتوقيرها، وخفض الجناح لها، وطاعتها في غير المعصية، والتماس رضاها في كل أمر، حتى الجهاد، إذا كان فرض كفاية لا يجوز إلا بإذنها، فإن برها ضرب من الجهاد. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك، فقال: «هل لك من أم؟ قال: نعم. قال: «فالزمها فإن الجنة عند رجليها». وكانت بعض الشرائع تهمل قرابة الأم، ولا تجعل لها اعتباراً، فجاء الإسلام يوصي بالاخوال والخالات، كما أوصى بالأعمام والعمات.

أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: إني أذنبت، فهل لي من توبة؟ فقال: «هل لك من أم»؟ قال: لا. قال: «فهل لك من خالة»؟ قال: نعم. قال: «فبرها».

ومن عجيب ما جاء به الإسلام أنه أمر ببر الأم وان كانت مشركة، فقد سألت أسماء بنت أبي بكر النبي صلى الله عليه وسلم عن صلة أمها المشركة، وكانت قدمت عليها، فقال لها: «نعم، صلي أمك».

ومن رعاية الإسلام للأمومة وحقها وعواطفها: أنه جعل الأم المطلقة أحق بحضانة أولادها، وأولى بهم من الأب. قالت امرأة: يا رسول الله، ان ابني هذا، كان: بطني له وعاء، وثديي له سقاء، وحجري له حواء، وان أباه طلقني، وأراد أن ينتزعه مني! فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت أحق به ما لم تنكحي».


والأم التي عني بها الإسلام كل هذه العناية، وقرر لها كل هذه الحقوق، عليها واجب: ان تحسن تربية أبنائها، فتغرس فيهم الفضائل، وتبغضهم في الرذائل، وتعودهم طاعة الله، وتشجعهم على نصرة الحق، ولا تثبطهم عن الجهاد، استجابة لعاطفة الأمومة في صدرها، بل تغلب نداء الحق على نداء العاطفة.

ولقد رأينا أماً مؤمنة كالخنساء، في معركة القادسية تحرض بنيها الأربعة، وتوصيهم بالإقدام والثبات في كلمات بليغة رائعة، وما ان انتهت المعركة حتى نعوا إليها جميعاً، فما ولولت ولا صاحت، بل قالت رضى ويقيناً: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم في سبيله.

ومن توجيهات القرآن: أنه وضع أمام المؤمنين والمؤمنات أمثله فارعة لأمهات صالحات. كان لهن أثر ومكان في تاريخ الإيمان، فأم موسى تستجيب الى وحي الله وإلهامه، وتلقي ولدها وفلذة كبدها في اليم، مطمئنة الى وعد ربها: «وأوحيناً إلى أم موسى أن أرضعيه، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني، إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين»، وأم مريم التي نذرت ما في بطنها محرراً لله، خالصاً من كل شرك أو عبودية لغيره، داعية الله أن يتقبل منها نذرها: «فتقبل مني، إنك انت السميع العليم»، فلما كان المولود أنثى على غير ما كانت تتوقع لم يمنعها ذلك من الوفاء بنذرها، سائلة الله ان يحفظها من كل سوء: «وأني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم»، ومريم ابنة عمران أم المسيح عيسى، جعلها القرآن آية في الطهر والقنوت لله، والتصديق بكلماته: «ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين».
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس