عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 26-12-2001, 05:33 PM
madani madani غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2001
المشاركات: 42
إفتراضي تتمة ترجمة السيد محمد بن الصديق

كان رحمه الله صاحب كرامات كثيرة وشجاعة عالية متمسكاً بالحق . فمن ذلك :
أنه حارب الإستعمار في وقت كان الفرنسيون يقبضون على المغرب بيد من حديد ، وكان المغاربة إذا أراد أحدهم أن يسافر إلى مصر يذهب إلى فرنسا ليحصل على إذن الخروج إلى مصر أو غيرها من البلاد العربية . أما من المغرب فتمنع فرنسا أي مغربي من الخروج إلى البلاد العربية ، ففي هذا الحال الشديد سافر السيد المترجَم له إلى المؤتمر الإسلامي بمصر من طنجة كما سبق ، وفي هذه الحالة الشديدة بعث ابنه السيد أحمد إلى مصر ليتعلم فيها من طنجة ، وبعث بعد ذلك أولاده الثلاثة إلى مصر : السيد عبد الله والسيد عبد العزيز والسيد محمد الزمزمي .
ولما قام عبد الكريم الريفي بثورته ضد الفرنسيين والإسبان ، كان السيد المترجَمُ له يساعده ، وأمر مريديه بقبيلة انجرة أن يحاربوا معه ، وكانوا خمسة آلاف أو أكثر ، وأنزلوا بالإسبان هناك هزيمة فاجعة . وكان له طبيب صديق اسمه محبوب ، حرَّضه على الذهاب إلى الريف لمعالجة جرحى المجاهدين ، وكان الطريق مخوفاً ، لأنها تمر بالجيش الإسباني فسهل له الطريق مع بعض مريديه ، حتى وصل إلى الريف سالماً وأدى مهمته هناك .
وكان الأمير عبد الكريم الخطابي يبعث إليه الرسائل يستفتيه في أسرى الإسبان والفرنسيين الذين وقعوا تحت يده ، ماذا يصنع بهم ، فكان يجيبه بالحكم الشرعي المقرر في ذلك ، وتكررت بينهما المراسلات في هذا الشأن وغيره مما يتعلق بقبيلة غمارة وغيرها .
وتكونت بمصر جمعية لمساعدة الأمير عبد الكريم الخطابي مادياً ، واتصلوا بالمغاربة الذين بمصر يطلبون منهم أن يرسلوا مبلغ سبعة آلاف من الجنيهات جمعها الأمير عمر طوسون إلى الأمير عبد الكريم ، فاتصلوا بعائلة الحلو والتازي وبناني وبن شقرون وغيرهم ، فاعتذروا عن القيام بهذه المهمة خوفاً على عائلاتهم بالمغرب أن يلحقهم ضرر من الفرنسيين . فاتصل الأمير عمر طوسون بالسيد أحمد نجل السيد المترجَمِ له وطلب منه أن يتصل بوالده الذي رحب بالموضوع وقال أنه مستعد أن يسلم المبلغ للأمير عبد الكريم ويبعث لهم إمضاءه بخطه أنه استلمه .
ومن كراماته أنه امتنع عن أداء ضريبة البيت الذي يسكنه لأن الفرنسيين يتولون أخذها وبعثت إليه إدارة الضرائب الفرنسية تطالبه بأداء الضريبة فلم يجبها ، وكتب إلى السلطان مولاي يوسف باعتباره رئيس البلاد خطاباً ذكر فيه أنه يساعد الحكومة في حفظ الأمن لأنه يعلم الناس دينهم ، ويحضهم على الإستقامة والتزام السلوك القويم ، وما طالب الحكومة قط أن تعطيه أجراً على ذلك ولا يريد أن يطلبه ، فلماذا يطلب منه أن يدفع ضريبة عن بيت يسكنه ؟ فلم يطالبوه بعد بالضريبة .
ومن كراماته أنه أخبر عن زوجته أنها نالت الولاية قبيل وفاتها بلحظات وقد توفيت ليلة سبع وعشرين من رمضان سنة 1341 للهجرة . وفي شهر شوال سنة 1354 للهجرة توفي السيد المترجَم له ، وأراد أولاده أن يدفنوه بجانبها بالزاوبة ، فلما حفروا عنها وجدوها كأنها دفنت في تلك الساعة لم يتغير منها شيء ، حتى الكفن لا يزال كأنه جديد .
وقد حرر رضي الله عنه رقاباً كثيرة استرقها سارقوها اللصوص من أهاليهم حيث كانوا يذهبون إلى مراكش أو غيرها ويسرقون الصغار ثم يبيعونهم في طنجة أو غيرها من البلاد .
وكانت بعض هذه الخادمات تأتي إلى السيد المترجَم له هاربة من عسف أسيادها وظلمهم ، فيشتريها منهم ويعتقها .
يتبع إن شاء الله
__________________
اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله تعالى عليه وءاله وسلم