عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 25-08-2002, 11:56 AM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
إفتراضي ورد في تقرير: جيرالد بت - محلل شؤون الشرق الأوسط

لعقود طويلة اعتبر أبو نضال إرهابيا ومطلوبا للعدالة داخل التيار الأكبر في المجتمع الفلسطيني وفي العالم أجمع.

فقد ظل صبري البنا - أبو نضال، شوكة في خاصرة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات على الدوام وأصدرت عليه محكمة فلسطينية حكما غيابيا بالإعدام.

وبمرور الوقت تراجع عدد الدول التي كانت على استعداد لتقديم مأوي لأبو نضال والمجموعة القليلة من المخلصين له، وكان العراق هو وجهته الأخيرة.

ولد صبري البنا في يافا عام سبعة وثلاثين وقتما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وهناك تلقى تعليمه الأولي.


ظل أبو نضال من أشد منتقدي منظمة التحرير وقيادتها كان والده مزارعا ثريا للموالح، وعندما أقيمت إسرائيل في عام ثمانية وأربعين فرت عائلة البنا إلى قطاع غزة، وخلال سنوات شبابه انخرط صبري في السياسات القومية العربية وأصبح عضوا في حزب البعث بالأردن.
وقد طرد من الأردن في أعقاب اكتشاف محاولة لاغتيال الملك حسين، فتوجه إلى السعودية وانضم إلى خلية سرية تابعة لحركة فتح، الفصيل الرئيسي لمنظمة التحرير الفلسطيني.

عميل عراقي

لكن أبو نضال طرد من السعودية وعاد أدراجه إلى الأردن ليصبح هناك عضوا نشطا في منظمة التحرير ويصبح ممثلها في السودان والعراق لاحقا.

أثناء إقامته في العراق خلال السبعينيات بدأ أبو نضال في الانحراف عن الخط الرئيسي لمنظمة التحرير ليصبح في الواقع عميلا لسلطات بغداد.

وفي عام أربعة وسبعين انتقد علانية قرار المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان المنفى) بإقامة سلطة وطنية على أي شبر يتم تحريره من الأراضي الفلسطينية واعتبر القرار تنازلا غير مقبول وخيانة للمبادئ.

وأدت ثورته هذه إلى طرده من فتح الأمر الذي اعتبر بداية لحملته الهادفة إلى تقويض قيادة منظمة التحرير.

وبعد طرده أدانته محكمة تابعة لمنظمة التحرير في بيروت بمحاولة قتل أبو مازن، أحد قادة تنظيم فتح وحكمت عليه بالإعدام.

المنفى

عقب ذلك أعلن أبونضال عن تأسيس فصيل منافس وسماه حركة فتح- المجلس الثوري التي تلقت التمويل من العراق، وكان طبيعيا في ظل ذلك أن يقيم أبو نضال في بغداد لكن إقامته لم تطل.

فقد طردته السلطات العراقية ضمن محاولاتها للتقارب مع الولايات المتحدة والحصول على دعمها خلال الحرب مع إيران، فتوجه أبو نضال من بغداد إلى العاصمة السورية دمشق.

ومن دمشق سعى مع مؤيديه الذين كانوا يمثلون المصالح السورية في ذلك الوقت إلى تقويض محاولات الأردن ومنظمة التحرير للتقارب مع إسرائيل، فقاموا بعدة هجمات إرهابية على مكاتب شركة العال الإسرائيلية في مطاري فيينا وروما.

كما قامت مجموعة أبو نضال باختطاف طائرات واغتيال دبلوماسيين فلسطينيين وعرب ممن كانت لهم اتصالات مع إسرائيليين.

وفي عام اثنين وثمانين أطلق مسلح ينتمي للمجموعة الرصاص على السفير الإسرائيلي في لندن وأصابه بجروح، وقد استخدمت إسرائيل هذا الهجوم ذريعة لغزو لبنان.

وبحلول منتصف الثمانينات كانت سورية تسعى لتحسين علاقاتها مع الغرب فطردت أبو نضال من أراضيها فتوجه إلى ليبيا لفترة قصيرة ثم عاد من جديد إلى بغداد.

وفي عام واحد وتسعين اتهم أنصار أبو نضال باغتيال أبو خلف أحد مسؤولي منظمة التحرير في تونس.

والنظرة الفاحصة إلى تاريخ أبو نضال تثبت أنه كان شخصا مدفوعا بالرغبة في الانتقام وليس بالأيدلوجية.

فكثير من الفلسطينيين يشاركونه وجهة نظره بأن قيادة منظمة التحرير أقدمت على الكثير من التنازلات في سعيها نحو السلام مع إسرائيل.

لكن قليلين أيدوا أسلوبه القاسي في العمل أو انتهازيته في التعامل مع الأنظمة العربية.
__________________
متى كانت الهزيمة نكسة والخيانة وجهة نظر...!
Les loups ne se mangent pas entre eux