الديمقراطية باختصار هي نظام حياة متكامل أنتجه الفكر الغربي ويحكم حياة شعوب أوروبا وأمريكا وأوستراليا ونيوزيلندا. ويتجاوز هذا النظام المفهوم السياسي إلى مفاهيم أخرى، فهو يكفل الحريات الشخصية للفرد ويحميها من الإنتقاص أو المساس أو المصادرة، ويجعل السيادة في المجتمع للدستور والقانون، حيث لا أحد يعلو فوق القانون والدستور مهما علت مكانته الإجتماعية.
هذا التطبيق العملي لصيانة الحريات العامة من العبث كما عبرت عن فكرة الديمقراطية الغربية، كان الإسلام قد سبقه بأكثر من عشرة قرون، فنجد بأن الإسلام قد حرم العبث بحريات الناس أو المساس بها تحت أية صورة من الصور، وسن التشريعات الصارمة التي تصون حريات الناس ودمائهم وأعراضهم. أما على صعيد السياسة والحكم، فقد اشترط الإسلام أن يصل رئيس الدولة إلى الحكم عن طريق الإنتخاب الشعبي. ويحق لأي مواطن في الدولة الإسلامية أن ينتقد سياسة رئيس الدولة، بل وأن يطالب بتنحيته متى ما ثبت عليه سوء إدارة. دون ان يعني ذلك أن ممارسة الديمقراطية في المجتمع الغربي يجب أن تكون مشابهة لممارسة نظام الحكم في الدولة الإسلامية،
|