عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 10-12-2002, 01:13 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

جئت لأصنف الصهيونية فوجدت تفسيرها لا يقوم بالعودة إلى التراث اليهودي، لأنه معروف لدىالدارسيين أن اليهودية كانت تحرم العودة إلى فلسطين حتى نهاية القرن 19، فعلينا إذن أن نبحث عن نموذج تفسيري جديد، حيث وجدت أن الصهيونية جزء من الحضارة الغربية، وأنها ظاهرة غربية، وعلى وجه التحديد ظاهرة استعمارية غربية، وأن الفكر الصهيوني طوره الاستعماريون الغربيون قبل أن يعرفه اليهود أو أعضاء الجماعات اليهودية، وإسرائيل ليست ظاهرة يهودية، وإنما ظاهرة غربية استعمارية استيطانية احلالية لا تختلف عن التجربةالاحلالية في الجزائر أوالتجربة الاستعمارية في جنوب إفريقيا، أو التجربة الأمريكية في أمريكا الشمالية، وهكذا يمكن دراستها في ضوء هذه الحركيات التاريخية.

بمعنى يجب استحضار البعد الديني في مواجهة العدو الإسرائيلي، ومن تم تختلف المواقف التي تؤسس لردود الأفعال تجاهه؟
ماقلته لا ينفي البعد الديني. فنحن لا نحارب ضد إسرائيل لأننا نكره اليهود. لأن الدين الإسلامي لا يحرضنا على كره أحد. وإنما يجبرنا أن نحارب ضد الظلم، و نقيم العدل في الأرض، وأن نجنح إلى السلم إن جنحوا له، وألا نعتدي إلا على من اعتدى علينا.
فنحن نحارب ضد الصهاينة لأنهم طغاة وظلمة، ولأنه لو كان الذين قاموا بغزو فلسطين من المسيحيين أو الهندوسيين وحتى المسلمين لحاربنا ضدهم، وضد أي ظلم سواء ارتكبه يهودي أو مسيحي أومسلم، فالظالم لايعرف أي دين، وهذا ما أعتقده المدخل الأساسي لفهم ما أطرحه من خطاب تحليلي لا أقول إنه جديد، حيث لوجود محاولات كثيرة سابقة، وإنما إسهام الموسوعة الأساسي هو أنني أكدت هذا الخطاب التحليلي وطورته وبينت معالمه، وطورت من المصطلحات والمفاهيم ما يساعد على وضع أسسه الفلسفية والمعرفية.

على غير ما عهد من سلوك الباحثين في شتى الميادين جمعتم المادة المصطلحاتية قبل كتابة الموسوعة وصغتم الجديد فيها أهو حل لإشكالية أم مجرد إبداع؟
حينما عدت من الولايات المتحدة، في أوائل السبعينات كان لدي مشروع على مستويات كثيرة، فانغمست أساسا في الصهيونية، وشعرت من البداية بمشكلة التحيز في المصطلح وبدأت أحاول صياغة المصطلحات الجديدة، وكلما تطورت فكريا أطور صياغة المصطلحات، وأعتقد أن الموسوعة كانت تتويجا لهذا، وإن كنت أرجو من الله ألا أتوقف. وبالفعل أنا أعمل الآن على كتيب حول المصطلح ألخص فيه تجربتي بعد كل هذه السنين الطويلة، وهو موجه إلى الإعلاميين ليطبع و يوزع على الصحفيين في كل أنحاء العالم العربي.

وهناك كتيب في الضفة الأخرى "بروتوكولات حكماء صهيون" إحداها (فرق تسد) أثبت نجاعته ومازال في تفرقة الوحدة العربية على وجه أخص وأنتم تفندون ذلك!؟
"فرق تسد" أسلوب في الإدارة ليس مقصورا على اليهود، و إنما تستخدمه كل القوى الحاكمة.الامبراطورية الانجليزية استخدمته وكل القوى الاستعمارية، وبعض البلدان الخليجية يستحدمونه للتفرقة بين الجماعات المختلفة، وما نسبته إلى اليهود إلا تضخيم لقوتهم، وحل صفات عجائبية عليهم بأنهم مخلوقات سحرية تصعب هزيمتها.

ألا ترون أن مسألة العداء للسامية أصبحت عصا سحرية بيد اليهود يقرعون بها من شاؤوا ويقلبون بها موازين القوى لصالحهم متى شاؤوا؟
أعتقد أن المسألة أعمق، فالعداء للسامية أو كما أسميها "العداء لليهود" متأصل في الغرب وأكبر دليل على ذلك تأبيده للصهيونية، والصهيونية حركة لتخليص العالم الغربي من اليهود، وبعد أن تخلصوا منهم الآنأصبحت مسألة الدفاع عنهم لا تكلفه كثيرا، فهو دائما يعتذر للافريقيين السود على ما لحق بهم من العبودية مدة أربعة قرون، وهذه طريقة جديدة عند الغربيين كي يريحوا بها ضمائرهم"الاعتذار بعد الجريمة وبعد الاستفادة من ثمراتها"، وهولا يكلفهم شيئا على الإطلاق. وفي اعتقادي أن التعويضات التي تدفع لليهود ولإسرائيل طريقة أمريكية جيدة لإرغام العالم الغربي على تمويل إسرائيل كي تخدم المصالح الأمريكية في المنطقة. وأعتقد أن إسرائيل بدون دعم أمريكا لا يمكن أن تستمر على الإطلاق في مثل هذه الأمور، فالقضية مركبة إلى أقصى درجة ولا يمكن أن ننسبها لنفوذ اليهود وتحكمهم في العالم.

قرر تدريس كتابكم "أرض الوعد" بعدة جامعات أمريكية وهو جزء من سلسلة بحثكم في المنظومة اليهودية الصهيونية. كيف تقبل هذا الفكر الجديد الذي سبق نفاذ الموسوعة؟
"أرض الوعد" لا تعبر عن فكري بما فيه الكفاية، فهو كان محاولة لتقديم تاريخ الصهيونية مختلف عن التواريخ المتداولة في العالم العربي، وهو كتاب حورب كما حورب أي كتاب معاد للصهيونية، لكن أعترف أن الحرب ضد " أرض الوعد" كانت بالتزام الصمت أي بمعنى تجاهله، وهذا ما حدث مع الموسوعة. فرغم نفادها إلى إسرائيل لم يرد أي تعليق عليها على الإطلاق، وإنما يردون على الخطاب العنصري الذي يهاجم الصهيونية، والحقيقة أن خطابي التحليلي.
الرد مع إقتباس